«محمد عيسى متهم بإنكار سُنّة الرسول والخروج عن المرجعية الدينية للجزائريين»!

وزارة الشؤون الدينية تأمر الأئمة بمنع الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء ومشايخ يردّون:
الشيخ جمال غول: «الجمع بين المغرب والعشاء يستند إلى رخصة شرعية لا يمكن إنكارها»
الشيخ علي عية: «الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء سنة مؤكدة ومنعها بتعليمة وزارية كارثة»
الإمام مالك يجيز في الموطأ الجمع بين المغرب والعشاء بسبب للمطر
وصفت مجموعة من الأئمة والمشايخ تعليمة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف التي منعت الأئمة من الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء لأي ظرف كان، وذلك من أجل ما أسمته تحصين المساجد من الاختلاف المذموم والتفرق المشؤوم، بأنها لا تستند إلى رخصة شرعية ولا إلى أي دليل شرعي من القرآن والسنة، مؤكدين أن الجمع بين الصلاتين سنة مؤكدة ولا ينبغي منعها بتعليمة إدارية.
أمرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الأئمة بعدم الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء لأي ظرف كان، وذلك من أجل ما أسمته تحصين المساجد من الاختلاف المذموم والتفرق المشؤوم.
ووجهت الوزارة الوصية تعليمة إدارية وقعها الأمين العام للوزارة إلى مديري الشؤون الدينية والأوقاف، جاء فيها أن مكتب الفتوى بالإدارة المركزية اتفق على أنه لا يمكن لأئمة المساجد الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء مهما كان الحال «غزارة في المطر وقوة في الطل ولو كان الثلج نازلا».
الشيخ جمال غول لـ النهار»: «الجمع بين المغرب والعشاء يستند الى رخصة شرعية لا يمكن إنكارها»
قال رئيس النقابة الوطنية المستقلة للأئمة، الشيخ جمال غول، إن الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء التي يقوم بها أئمة المساجد في حال غزارة المطر ونزول الثلوج في فصل الشتاء يستند إلى رخصة شرعية، وقام بها النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعون والأئمة الأربعة. وأوضح الشيخ جمال غول في اتصال مع «النهار»، أن مثل هذه السنن التي فعلها الرسول محمد صلى الله عليه السلام لا يمكن إنكارها أو منعها على أئمة المساجد، مضيفا أنه مع العلم أن بعض العلماء يشترطون جملة من الشروط للجمع ومن بينها عدم البعد وتوحل الطريق أي أنها غير معبدة وغيرها من الأمور الأخرى.
الشيخ علي عية لـ النهار: «الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء سنة مؤكدة ومنعها بتعليمة وزارية كارثة»
وقال الشيخ علي عية عضو المجلس العلمي وإمام الجامع الكبير، إن الجمع بين صلاة المغرب سنة لا أحد ينكرها، مضيفا أن إصدار تعليمة من وزارة الشؤون الدينية لمنعها في كل المساجد يعتبر كارثة، كون ما جاء في التعليمة لا يستند إلى رأي شرعي من الكتاب والسنة، وزيادة على ذلك ليس هناك أسماء للمشايخ المتفقين بالمنع.
وأكد الشيخ علي عية أن الوزير لا يعرف جيدا أن الجزائر العميقة فيها مساجد بعيدة وطرقاتها وعرة على السكان للوصول إليها في ظل تساقط الأمطار والثلوج، مضيفا أنه كان على الوزير الرجوع إلى المشايخ والمفتين لطلب الفتوى في هذا الأمر، وليس بتعليمة إدارية يوقعها الأمين العام للوزارة الذي يعد منصبه إدريا محضا ولا دخل له في الفتوى، وأضاف الشيخ علي عية أن العلماء أفتوا بجوز الجمع وفقا للشروط المعارف عليها.
الشيخ نسيم بوعافية: «الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء سنة ثابتة لا ينبغي إلغاؤها»
قال الشيخ نسيم بوعافية إن الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء سنة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم وشهدها الصحابة رضوان الله عليهم، ولا ينبغي منع ذلك على الأئمة إلا من قبل إمام حاكم مجتهد في علوم الشرع، وإلا فلا يجوز منع ذلك، لأنه يعد من قبيل الحرج في الدين الذي يعد ممقوتا في الإسلام.
وأكد الشيخ بوعافية في اتصال مع «النهار»، أمس، أن مسألة الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء تتضمن خلافا بين العلماء، فمنهم من أجاز ذلك بشروط ومنهم من ربط تلك الأسباب بالوقت المعاصر، وقال إن تلك الأسباب قد انتفت اليوم مع تعبيد الطرقات والإنارة العمومية وغيرها.
كما أضاف الشيخ بأنه ورغم هذا الخلاف فإنه لا ينبغي المنع من الجمع بين الصلاتين، لورود أحاديث صحيحة صريحة واضحة تؤكد فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
وورود ذلك في أكثر المذاهب الفقهية، لما فيه من نفي للحرج في الدين والتيسير على المسلمين، حيث قال الله تعالى: «وما جعل عليكم في الدين من حرج»، خاصة أن هذا العمل سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا».
فيما أجاز علماء المالكية الجمع للمطر الواقع والمتوقع.