« محيرقات» بـ 4 ملايين.. و«البصلة» و«سبيدرمان» يقتحمان السوق

قبل 48 ساعة من موعد احتفال الجزائريين بالمولد النبوي الشريف، اقتحمت «النهار» إمبراطورية بيع المفرقعات بالجزائر العاصمة أو ما يعرف بسوق «جامع ليهود»، أين كانت هناك آخر صيحات المفرقعات أو «المحارق»، كما يطلق عليها، فقد كانت هناك أسماء غريبة هذه السنة على غرار البصلة، «الباتري»، «سبيدرمان» و«البابور»، التي أخذت الأضواء .كانت الساعة تشير إلى نحو 11 والنصف صباحا، عندما نزلنا إلى سوق «جامع ليهود»، ومنذ الوهلة الأولى لاحظنا الانتشار الكبير لطاولات بيع المفرقعات أو ما يسمى «بالمحارق» بالعامية الجزائرية، والذي كان يتجاوز 100 طاولة بكل الأصناف والأحجام، كما لاحظنا وجود أنواع وأصناف جديدة من المفرقعات التي لم تكن موجودة قبل سنوات قليلة في السوق الجزائرية وبأثمان تصل إلى 3 أو 4 ملايين سنتيم. وخلال تقرّبنا من بائعي وأصحاب طاولات بيع «المحارق»، الذين رفض العديد منهم الحديث إلينا بمجرد علمهم بأننا من رجال الصحافة، لكن بعد محاولات عديد تمكّنا من الحديث إليهم، حيث صرّح لنا رياض وهو أحد الباعة، أن هذه السنة هناك نقص كبير في العرض وارتفاع كبير في سعر المفرقعات، حيث تضاعف سعر العديد منها، نظرا إلى التضييق والرقابة الكبيرة التي فرضت على العديد من «البارونات» العاملة في مجال بيع المفرقعات، بالإضافة إلى توقف العديد من هؤلاء عن تجارة المفرقعات نظرا للمخاطر التي تحملها، خاصة مع إمكانية تعرضهم لعقوبة الحبس ودفع غرامة مالية، وحجز كافة السلعة في حال وقوعها في أيدي «الجمارك»، مضيفا أن العديد من أصحاب رؤوس الأموال الذين تعوّدوا على الاستثمار في بيع المفرقعات، لم يتمكنوا من ذلك هذه السنة، نظرا لعدم وجود العرض وتوفّر السلع، حيث قال لنا بصريح العبارة «هاد العام بدراهمك وماتشريش». كريم وهو بائع آخر للمفرقعات، قال لنا بأن العاصمة لم تعد مركزا لبيع وانتشار المفرقعات بعد الحصار الذي فرض عليها من قبل مصالح الأمن والجمارك، مضيفا أن كل من مدن بسكرة ووهران وخاصة البويرة، تحولت إلى ملجأ للعديد من بائعي وبارونات المفرقعات لبيع وإدخال سلعتهم نظرا لنقص الرقابة والتضييق.
«البصلة.. الباتري.. سبيدرمان» أنواع جديدة يصل سعرها إلى 4 ملايين
وما جلب انتباهنا في جولتنا في سوق جامع ليهود، هو وجود أنواع جديدة من الألعاب النارية والمفرقعات، أطلق عليها أسماء «البصلة والباتري وسبيدرمان»، وأنواع أخرى جديدة من مفرقعات تسمى بـ«البوق»، والتي يصل سعرها إلى 4 ملايين سنتيم، حيث صرح لنا ياسين، وهو أحد الباعة «بجامع ليهود»، أن هذا النوع من المفرقعات يتم جلبه حسب الطلب وبكمية قليلة في كل طاولة، نظرا لسعرها المرتفع. وكانت «النوالات» والشموع، حاضرة بقوة في طاولات «جامع لهود»، حيث كان الإقبال عليها بشكل كبير جدا، خاصة من فئة النساء، اللواتي صرّحت إحداهن، أن الشموع تشكّل رمز الاحتفال في العائلة الجزائرية بمناسبة المولد النبوي الشريف، ونظرا لعدم تشكيلها لأية خطورة على مستعمليها، خاصة من فئة الأطفال والنساء، حيث تم عرض على العديد من الطاولات، أنواعا جديدة من الشموع، وأهمها «الكانون» و«القنديل»، والتي يصل سعرها إلى 400 دينار، والتي كانت بـ«لوك» جديد وبطابع عصري، حيث عرف هذا النوع من الشموع إقبالا كبيرا ، كما أن «النوالات» أخذت هي الأخرى حيّزا كبيرا من الاستعمال لدى فئة الأطفال، حيث وصل سعرها إلى 50 دينارا للعلبة، في حين لم تتجاوز السنة الماضية سعر 25 دينارا. عمي مولود هو أحد المتجوّلين في سوق جامع ليهود، والذي كان برفقة ابنه الذي لم يتجاوز 12 سنة، قال لنا بأن شراء المفرقعات من جامع ليهود، هي عادة تعوّد عليها منذ صغره، وهو يشتري لأبنائه منها، حيث إن لسوق جامع ليهود قيمة معنوية لدى العاصميين.