«مخروبة في السبيطارات».. والسبب غياب الأطباء و«الكوسيرجات»!

تقرير المجلس الوطني لحقوق الإنسان يكشف عن فضائح بالجملة 

 زيارات فجائية إلى مستشفيات 6 ولايات وتقرير مفصل سيرفع إلى الرئاسة

 الزيارات شملت مستشفيات وهران وغليزان وتيسمسيلت والشلف وتيزي وزو وبومرادس

كشفت الزيارات الفجائية والمعاينات التي قام بها أعضاء المجلس الوطني لحقوق الإنسان، عن الوضعية الكارثية التي يعيشها القطاع الصحي في الجزائر، وذلك من خلال غياب أدنى الضروريات، والتي من بينها الأطباء والممرضون وأعوان الأمن وحتى أعوان التنظيف، ناهيك عن الغياب الكلي لأدوات العمل التي معظمها في وضعية يرثى لها.

وحسب تصريحات أحد أعضاء اللجنة، فإن الكل يشتكي في المستشفيات، فالمريض يشكو من الطبيب والاستقبال، وهذا الأخير يشكو من غياب الوسائل وعدم الحصول على حقوقه وكذا غياب الأمن. تلكم هي الحالة التي تتواجد فيها المستشفيات العمومية، والتي وقف عليها أعضاء المجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي سيقوم برفع هذه التقارير بشكل دوري إلى رئيس الجمهورية، بالرغم من أن هذه الأخيرة ليست بالشيء الجديد، كون العام والخاص يعرف جيدا معنى معاناة المرض وأكثرها معاناتهم مع الوضعية المرتدية بالمستشفيات جراء الغياب الكلي لأدنى شروط العلاج المحترم لأي مواطن.

أعضاء المجلس الوطني لحقوق الإنسان، الذي أنشىء بموجب الدستور الجديد، وقفوا على العديد من المستشفيات الجامعية والمراكز الاستشفائية والعيادات المتعددة الخدمات، حيث وجدوا أنها تشترك في مشكل واحد، وهي غياب الخدمات ونقص الأطباء والممرضين وأعوان المخابر وأعوان الأمن وحتى أعوان التنظيف، والذين كانوا الغائب الأكبر في هذه المستشفيات العمومية.

حيث كشف التقرير أن الوضعية داخل عدد من المستشفيات تحولت إلى «كارثية»، وتحولت هذه المؤسسات إلى مكان لنقل الأوبئة والأمراض، حسب تصريحات أحد أعضاء اللجنة المكلفة من هيئة المجلس، في تصريح لـ«النهار».

وحسب تصريحات هؤلاء لـ«النهار»، والذين رفضوا الكشف عن أسمائهم كونهم غير مرخص لهم بالتصريح، قبل إعداد تقارير وتسليمه لرئيس الجمهورية، فإنهم قاموا زيارات إلى كل من المستشفى الجامعية بوهران وعدد من المؤسسات الاستشفائية في كل من ولاية تيسمسيلت والشلف وغليزان، نهاية الأسبوع  الجاري، ومستشفيات ولايتي بومرداس وتيزي وزو.

وعقدوا لقاءات مع مرضى وعمال وأطباء وعمال شبه الطبي بالمؤسسة العمومية الاستشفائية، مضيفين أنهم وقفوا على معاناة قطاع الصحة الذي يستلزم التدخل العاجل لإنقاذ الصحة المريضة.

وأضاف أعضاء المجلس الذي دونوا هذه الملاحظات وشكاوى الجميع، أن الأمر المؤسف هو ما تعيشه مصالح الاستعجالات في المستشفيات من إهمال كلى للمريض وعدم التكفل بالحالات المستعجلة في الوقت المناسب، الأمر الذي يؤدي إلى الزيادة من معاناة المرضى.

كما ذكر أعضاء المجلس، أنهم قاموا بالوقوف أيضا على مصالح الطفولة والأمومة وطب العيون والمخابر والأشعة،  ولاحظوا غياب النظافة، خصوصا في مستشفى وهران بسبب نقص المنظفات، حسب تصريحات الطاقم، في حين تم  ملاحظة نوع من الارتياح في مستشفى الشلف، كونه لم يمر سوى وقت قصير على إعادة تهيئته.

وفي انتظار إعداد التقارير النهائية، بعد نهاية الزيارات الفجائية التي ستشمل في الأسابيع القادمة معظم ولايات الوطن، ذكر أعضاء المجلس الوطني أنهم سينقلون رسالة الجميع في التقرير من مرضى وأطباء وكل عمال المستشفيات بجميع مواطنه، وكذا وضعية المستشفيات، إلى رئيس الجمهورية.