مدارس خالية..وأساتذة “أشباح” حاضرون في “البوانتاج”!

النهار ترافق فرق تفتيش وزارة التربية إلى المدارس والثانويات
لجان التفتيش وقفوا على تأخر مديرين وغياب آخرين من دون مبرر
تكليف الأساتذة غير المرسمين بتوقيع محاضر الحضور عوضا عن زملائهم المضربين
«الكنابست»: «فصل الأساتذة سيعفن الوضع وسيحدث ما لا يحمد عقباه»
كشفت، أمس، عمليات التفتيش التي باشرتها مديريات التربية على مستوى ولايات العاصمة بأمر من وزيرة التربية، نورية بن غبريت، عن تجاوزات عديدة للأساتذة الذين كانوا غائبين كليّا عن الأقسام، فضلا عن تكليفهم للأساتذة المتعاقدين والجدد الذين ليسوا معنيين بالإضراب بتسجيل أسمائهم في قائمة الحضور.
وحسبما وقفت عليه «النهار» خلال مرافقتها لمفتشي وزارة التربية، في عدد من المؤسسات التربوية، الذين تحركوا بناءً على أوامر للوقوف على مدى احترام القوانين الخاصة بالإضراب، خاصة ما يتعلق بوجود التلاميذ داخل الأقسام، فتبين تسجيل العديد من الخروقات وعدم الالتزام بالتدابير الخاصة بالحركات الإضرابية، والتي تفرض التواجد في مقر العمل.
«الهربة» من المدرسة بحجة غياب التلاميذ !
الوجهة الأولى كانت متقنة خالد مكاوي باسطاولي، التي ضرب الأساتذة والقائمون عليها عرض الحائط تعليمات وزارة التربية، حيث تم إرجاع التلاميذ إلى المنازل بطلب من الأساتذة، وتحجج العديد منهم بأنهم غادروا المدرسة بسبب غياب التلاميذ، فيما تواجد آخرون في ساحة متوسطة الشرقية لساعة تقريبا، أين كانوا ينتظرون الأساتذة الذين حضر البعض منهم فيما غاب الباقي.
وما لاحظته «النهار» رفقة لجنة التفتيش التي تم إيفادها إلى بعض المؤسسات التربوية، فإن العديد من الأساتذة المنضوين تحت لواء نقابة «الكنابست»، غابوا عن المؤسسات التربوية وكلفوا الأساتذة غير المرسمين والذين تم توظيفهم مؤخرا بالتوقيع بدلهم في سجل الحضور، وهو الأمر الذي يعتبر خرقا للقانون، كما وقفت لجان التفتيش على غيابات بالجملة لدى المديرين من دون مبرر.
أساتذة مسجلون في قائمة الحضور وغائبون عن الأقسام
بعدها كانت وجهة المفتشين ثانوية بزرالدة، حيث سأل رئيس اللجنة عن قائمة الحضور التي كانت ممتلئة عن آخرها، لكن المسجلين فيها غير موجودين، وهو الأمر الذي أثار غضبه، حيث طالب المدير بتقديم توضيحات، والذي برّر أنه حضر المؤسسة متأخرا، لذلك لم يكن يعلم من حضر من الأساتذة ومن غاب منهم.
وما لاحظته «النهار» أثناء جولتها، هو أن بعض الأساتذة المضربين تحت لواء «الكنابست» رفضوا الدخول في إضراب، بحجة أن مصلحة التلاميذ أهم من أي شيء آخر.
من جهة أخرى، كشفت الجولة أن بعض ممثلي النقابة ونقابات أخرى، يجبرون الموظفين الجدد في القطاع على الانخراط في النقابة، وهو الأمر الذي اشتكى منه بعض الأساتذة.
وفي هذا الصدد، كشف رئيس لجنة التفتيش أن عدم قيام الأساتذة بحراسة التلاميذ داخل الأقسام من شأنه أن يضعهم في خطر كبير، حيث سجل مثل هذا الأمر قبل سنتين، أين تعرض تلميذين لحادث مرور مميت، بعدما رفض الأساتذة استقبالهم بحجة الإضراب.
بعد أن شرعت الوزارة في توجيه إعذارات لهم
«الكنابست»: «فصل الأساتذة سيعفن الوضع وسيحدث ما لا يحمد عقباه»
نسبة الإضراب في اليوم الثاني وصلت إلى 70 من المئة
وصفت نقابة «الكنابست» الإجراءات الردعية التي تقوم بها وزارة التربية الوطنية، بمحاولة تعفين الوضع، مهددة بالتصعيد وحدوث ما لا يحمد عقباه في حال تنفيذ الوزارة لتهديداتها بفصل الأساتذة في كل من ولايات البليدة وتيزي وزو وبجابة.
وفي هذا الصدد، قال مسعود بوديبة المكلف بالإعلام على مستوى «الكنابست»، إن الأمور لا يمكن لها أن تحل بالردع والوعيد، ومن واجب وزارة التربية تغليب لغة الحوار والتشاور للوصول إلى نقطة ترضي الطرفين، مشيرا إلى أن العديد من الأساتذة تلقوا إعذارات بالفصل، وهو الأمر الذي يعتبر غير قانوني لأن الإضراب حق شرعي.
وأضاف بوديبة أن الأستاذ لا يهدد بمنصبه، مشيرا إلى أن مثل هذه الإجراءات لا يمكن لها أن تحبط الأساتذة. للإشارة، وصلت نسبة الإضراب في اليوم الثاني 70 من المئة على المستوى الوطني.