إعــــلانات

مســـؤول مصــري ســـرّب للأمريكـــان تفاصيــل عـن أسلحـة جزائريــة موجهــة للفلسطينييــن

مســـؤول مصــري ســـرّب للأمريكـــان تفاصيــل  عـن أسلحـة جزائريــة موجهــة للفلسطينييــن

تكشف تقارير سرية للمخابرات الأمريكية، رفعت عنها السرية مؤخرا النقاب ،عن حرب غير معلنة قادتها الجزائر ضد إسرائيل في سنوات نهاية الستينات وبداية السبعينات، من خلال دعم الفلسطينيين بالسلاح والعتاد، وحتى بالتكوين والتدريب واستضافة مراكز وتجمعات لكتائب من المقاومة الفلسطينية من مختلف الفصائل

وفي تقرير سري لمصالح ”سي آي إيه” صدر عام 1971، يقول أقوى جهاز استخباراتي في العالم، ”إن الجزائر قامت خلال سنوات نهاية الستينات وبداية السبعينات بإرسال شحنات أسلحة معتبرة، لم يجر تحديد كميتها أو نوعها، عبْر دفعات، فيما قامت باستضافة مركز لتدريب عناصر حركة ”فتح” الفلسطينية، زيادة على الدعم الدبلوماسي والسياسي الذي لم تبخل به على القضية الفلسطينية. 

وتكشف ”النهار” استنادا إلى تقارير استخباراتية أمريكية، عن كيف أن مسؤولاً مصريًا ساميًا، لم يذكر اسمه، قدّم معلومات غاية في الأهمية للأمريكيين عن الدعم الجزائري للفلسطينيين في تلك الفترة، وأيضا عن نسبة شحنات الأسلحة التي كانت تُوجه من الجزائر نحو مراكز تجمُّع عناصر حركة ”فتح”، بقيادة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. 

يقول تقرير سري أعدّته المخابرات الأمريكية في جانفي من عام 1971، حول الفدائيين الفلسطينيين ومختلف تشكيلات المقاومة الفلسطينية، إلى جانب مصادر الدعم والتمويل الذي كانت تتلقاه آنذاك، أن مسؤولاً رفيع المستوى فيما كان يسمى الجمهورية العربية المتحدة، وهي مصر،  

بعد انسحاب سوريا من الإتحاد، قال للأمريكيين أن نسبة الدعم الذي كانت تقدمه الجزائر لحركة ”فتح” في مجال التسليح عام 1969، قد بلغ15 بالمئة من مجمل العتاد العسكري الذي كانت تتوفر عليه حركة الراحل ياسر عرفات، لتضيف الوثيقة الأمريكية أن الدعم المصري في نفس المجال، وهو التسليح، لم يكن يتجاوز في تلك السنة نسبة 5 بالمئة، بسبب الركود وحالة الجفاء التي كانت تسود بين سلطات القاهرة وبعض حركات وفصائل المقاومة الفلسطينية، خصوصا ”فتح”.وأضاف التقرير نقلاً عن نفس المسؤول المصري أن ”الرئيس هواري بومدين كان وراء قرار أول، في ديسمبر عام 1968، بإرسال دعمٍ عسكريٍ لياسر عرفات متمثل في شحنة أسلحة خفيفة، تلبية لطلب تقدّم به هذا الأخير، إلى جانب تحويل أموال ومِنح دراسية كانت مخصصة لمنظمة التحرير الفلسطينية، لفائدة حركة ”فتح”، ليوضّح التقرير نقلاً عن نفس المصدر أن قرار بومدين كان بعد تيقُّنه من وقوع منظمة التحرير الفلسطينية في فخ التبعيّة لدول أخرى، وعدم امتلاكها سُلطة قرارها، قبل أن يعلّق التقرير بالقول إن ذلك الدعم الجزائري كان أحد أسباب زيادة شعبية حركة ”فتح” بسبب الدعم الدبلوماسي الذي كانت تقدمه الجزائر في المحافل والمنابر الدولية.كما قال التقرير المؤلف من 99 صفحة، والذي جاء في مقدمته أنه تم إعداده بعد عمليات استخباراتية غير قانونية، لمعرفة نقاط قوة وضعف فصائل المقاومة الفلسطينية، نقلاً عن نفس المسؤول، أنّ السلطات الجزائرية رخّصت بفتح فرع لمكاتب حركة ”فتح بالجزائر” العاصمة، على أن يكون بمثابة مكتبٍ إقليميٍ، يُضاف إلى المقر العام الذي جرى تحويله من سوريا إلى العاصمة الأردنية. 

وأشار التقرير إلى أنه في تلك الفترة كانت الجزائر من بين كل الدول العربية بمثابة أفضل صديق للفلسطينيين، فزيادةً على دعم القضية الفلسطينية دبلوماسيًا، أصبحت الجزائر -حسب التقرير- معقلاً لأحد أبرز مراكز التدريب لحركة ”فتح”، والوسيط بين مساندي القضية الفلسطينية. وفي هذا الإطار، قال التقرير الأمريكي إن هواري بومدين قرّر في صيف عام 1970، وتحديدًا في شهر أوت، إرسال شحنات أسلحة من الجزائر إلى حركة ”فتح”، عبْر ميناء اللاذقية، بالإضافة إلى قيام الجزائر بإيصال شحنة أخرى تقدم بها المغرب، عندما كان نظام المخزن في عهد الحسن الثاني يبدي مساندة شبه مماثلة للقضية الفلسطينية.

رابط دائم : https://nhar.tv/bU0g3
إعــــلانات
إعــــلانات