إعــــلانات

مسلحون في الجبال في خدمة أجهزة الأمن لفتح الطريق إلى ''التوبة''

مسلحون في الجبال في خدمة أجهزة الأمن لفتح الطريق إلى ''التوبة''

نجحت مصالح الأمن المختصة في مكافحة الإرهاب من استكمال المخطط الذي شرعت فيه قبل عامين بشأن استهداف الرؤوس الأساسية للتنظيم المسلح بالإعلان رسميا، أمس، القضاء على الإرهابي دلسي المكنى ''عمي هشام'' والذي يدعى أيضا ''أبو عبد الحق'' وهو من مواليد 8 نوفمبر 1960 بشعبة العامر الذي

 الذي التحق بالتنظيم الإرهابي سنة 1996 والذي يتولى منذ أشهر إمارة ”سرية الشام” المنضوية تحت لواء ”كتيبة الفاروق”.

وكشفت مراجع ”النهار” أن المكنى ”عمي هشام” قضي عليه رفقة سبعة عناصر آخرين من عناصر سرية ”الشام” وقد تم الكشف عن مكان تواجدهم من طرف أحد عناصر تنظيم ”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” والذي وجد صعوبة في تسليم نفسه بسبب خوفه من أمير السرية وهو ما دفعه إلى ربط الاتصال عبر أحد أفراد عائلته بضابط في المصالح المختصة في مكافحة الإرهاب الذي تولى التنسيق معه للقضاء على أمير السرية وعدد من مرافقيه.ولحد الساعة يفضل ”التائب” الذي تتكتم مصالح الأمن على هويته لاعتبارات أمنية، البقاء في الجبل ليومين أو ثلاثة أيام أخرى حسب مراجع ”النهار” لتجنب الاشتباه فيه أو الانتقام من عائلته ونقل عن هذا العنصر المسلح قوله أن ”عمي هشام كان حجرة عثرة أمامه وأمام عدد من رفاقه من شعبة العامر الذين يرغبون في التخلي عن العمل المسلح” وأضاف ”حاولنا بكل الطرق النزول لكن أمير السرية هدد بتصفية كل من يقرر التخلي عن العمل المسلح”.

وجاء القضاء على أمير ”سرية الشام” التابعة لكتيبة الفاروق بعد فترة وجيزة من القضاء على عدة رؤوس في التنظيم المسلح أبرزها مضمون ناصر المكنى ”عبد الناصر” الذي كان ضمن المجموعة التي اغتالت معطوب الوناس سنة 1998 والذي كان في اتصال مع أجهزة الأمن لتسليم نفسه قبل أن ينعزل مع مجموعة صغير متخصصة في ممارسة السرقة واللصوصية. كما ساهم عناصر من تنظيم ”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” الرافضون لمواصلة العمل المسلح في القضاء على المدعو بوشناق علي المولود في 3 مارس 1975 بالاخضرية وهو من قدماء التنظيم المسلح والذي تم القضاء عليه قبل أسبوعين، رفقة دودو رمضان أمير ”سرية بقاص”، على متن سيارة ”قولف” بمدينة تيزي وزو. كما ساهمت معلومات من داخل التنظيم المسلح من القضاء على العديد من قادة التنظيم المسلح خاصة الكتائب الأساسية في التنظيم الإرهابي مثل ”كتيبة النور”، ”كتيبة الأنصار” و كتيبة الأرقم” وهي الكتائب الأساسية للتنظيم المسلح في منطقة الوسط والتي تم القضاء على قادتها وأبرز رموزها وأعيانها في عمليات استخباراتية ناجحة لم يسبق لها مثيل منذ تصاعد الأعمال الإرهابية سنة 1992.  وشملت العمليات الأمنية التي قادتها الوحدات المختصة في مكافحة الإرهاب العديد من قادة التنظيم الإرهابي مثل أمير كتيبة الفتح أبو ختمة واسمه الحقيقي بن تيتراوي عمر بداية شهر فيفري من السنة الجارية، واقيني مولود المكنى ”عرباض”، وأيضا 12 قيادي بارز في تنظيم ”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” إضافة إلى لجوء آخرين إلى تسليم أنفسهم مثل أمير ”كتيبة الأنصار” علي بن تواتي المكنى ”أمين أبو تميم”.

وقد إعترف التنظيم المسلح في أكثر من بيان وقعه الناطق باسم التنظيم المسلح صلاح أبو محمد بوجود ”خيانات” داخل التنظيم المسلح دون أن ينجح لحد الساعة في رصد من هم هؤلاء ”الخونة” الذين يرفضون المنهج الدموي المعتمد والذي استنكره علماء التيار السلفي في العالم.

اعتداءات فاشلة..ولا خسائر في صفوف الأمن

أما الجانب الثاني الذي أصبح عناصر التنظيم المسلح يتعاونون فيه مصالح الأمن فيشمل أساسا التبليغ وتقديم معلومات أمنية عن الاعتداءات الإرهابية الوشيكة ضد مراكز الأمن أو حواجز الجيش والدرك وهو ما ساهم في تقليص خسائر هذه الاعتداءات إلى نسب دنيا لم تسجل منذ فترة طويلة رغم الإمكانيات التي رصدها التنظيم الإرهابي لإحداث الصدى الإعلامي.

وذكرت المراجع أن نتائج العمليات الإرهابية أصبحت لا تخلف خسائر، على اعتبار أن قوات الأمن تحوز كل المعلومات عن مخططاتها، وهو الشيء الذي حدث في الاعتداء الذي استهدف مركز الجيش ببومرداس خلال شهر رمضان المنصرم، حيث لم يخلف أي خسائر، لأن قوات الأمن كانت على علم بالعملية وتجنبتها، بناء على وشاية عناصر تنشط ضمن الخلية التي نفذت العملية، وهي العناصر التي ترفض رفضا قاطعا منهج ”الخوارج” المتبع من قبل التنظيم الإرهابي. وتكون مصالح الأمن قد حرصت على أن تكون إفادة المسلحين الذين يرغبون في التخلي عن العمل المسلح تشمل محورين الأول تدمير القوة البشرية والمادية للتنظيم المسلح والثانية هي الكشف عن المخططات الإرهابية قبل تنفيذها وهو ما يكشف لماذا فشلت ”القاعدة” في اختراق المدن الكبرى وكيف أن عناصرها يتم القضاء عليهم الواحد تلو الأخر بسبب المعلومات الثمينة التي أصبحت تشكل سند أساسي للأجهزة المختصة في مكافحة الإرهاب.

في مسعى لتأكيد رغبته في الاستفادة من المصالحة الوطنية

شروط جديدة وتعهدات الناطق باسم ”القاعدة”

كشفت معلومات جديدة عن الوساطة التي طلبها أقارب قاسمي صلاح الدين المكنى ”محمد أبو صلاح” الناطق باسم تنظيم ”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” خلال زيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى ولاية بسكرة قبل شهر أن الأمور تسير على نحو سيفضي إلى ”مفاجآت قريبا”.

وتعهد المقربون من الناطق بإسم ”القاعدة” محمد أبو صلاح بأن لا يصدر أي بيانات من شأنها نفي أو تكذيب مثل هذه المعلومات على أساس أن ذلك سيعتبر ”أشارة صدق وحسن نية منه” وبالمقابل تلتزم الجهة التي تتولى متابعة ملف الوساطة لتمكينه من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية التكتم على القنوات التي يجري اعتمادها ومنها الابتعاد مؤقتا عن مركز قيادة التنظيم المسلح.

”أبو ريحانة”:”عناصر ”القاعدة” تساعد قوات الأمن بالتخلص ممن يعرقلون عودتهم إلى ذويهم”

قال ”تائب” من التنظيم المسلح أن إتصالاته مع العديد من المسلحين المقيمين بمنطقة دلس قد أكدت له بأن قضية تخليهم عن العمل المسلح أصبحت قضية ”وقت قصير” لأن الجو داخل التنظيم المسلح أصبح يتسم بالخوف والحذر من ”الخيانات” ونوعية المعلومات التي تقدم لأجهزة الأمن التي تترصد كل تحركات المسلحين بفضل المعلومات التي ترد إليها بشكل مستمر رغم التدابير الوقائية التي أمر بها أمير التنظيم المسلح ”أبو مصعب عبد الودود” وقال التائب ”أبو ريحانة” في لقاء مع ”النهار”، مساء أمس، قول أحد المسلحين الذي يتوسط له تأكيده ”ساعدنا قوات الأمن بالتخلص من القدماء لأنهم يعرقلون عودتنا إلى أهلنا وذوينا”.

رابط دائم : https://nhar.tv/HcRQn
إعــــلانات
إعــــلانات