إعــــلانات

مصدومة في ابنتي.. سلبني بالقوة حق الحضانة ولما سئم من المسؤولية أعادها لي وهي لا تحمل شيئا من البراءة!

مصدومة في ابنتي.. سلبني بالقوة حق الحضانة ولما سئم من المسؤولية أعادها لي وهي لا تحمل شيئا من البراءة!

القصة تعود إلى عشر سنوات سالفة، تزوجتُ صغيرة وسني 17 سنة، لم أكن أعي جيدا تقدير الأمور في الحياة الزوجية.

 ومثلي مثل تريباتي كنت أظن أن الزواج ملجأ للحب وكل شيء جميل، لكنني وجدت العكس تماما، فبعد أيام من الزواج.

 بدأت أكتشف أشياء لا ترضي في زوجي، من خيانة وتناول المخدرات وأشياء أخرى، كنت دوما أعود لأهلي وأقصّ لهم معاناتي.

الأمر الذي أثار فضيلة والدي، وأعادني للبيت، كنت وقتها حاملا، وأذكر أن طليقي حاول كثيرا من أجل إرجاعي.

لكن والدي أصر على تطليقي، لأن كل الآفات السيئة كان يتصف بها والد ابنتي، الأمر الذي جعله يعاملنا بنزعة انتقامية.

فبعد ولادتي، فعل المستحيل من تزوير ورشاوٍ، ليسبلني حقي في حضانة ابنتي، وكان له ما أراد.

وبحكم أنه كان يعيش في ولاية بعيدة عن مكان إقامتي، كنت أتقصى أخبارها فقط باتصال هاتفي.

كبرت وهي لا تعرف عني سوى صوتي واسمي.

صدقوني إن قلت لكم إنني كنت أتمزق شوقا لها، لم تفارق بالي ولا لحظة، لكن لم يكن باليد حيلة.

بعد سنوات بدأت أشعر أن أمرا غير طبيعي، فابنتي بدأت بالكلام، لا بل تتحدث بنبرة جريئة وكأنها صبية في العشرين.

بعد ثماني سنوات صار لها هاتف خاص، وصرت أتواصل معها عبر تقنية “الفيديو”.

أدهشتني طريقة لباسها وحركات يدها في الكلام، في البداية اعتبرت الأمر شطارة منها.

لكن يوم سئم والدها من مسؤوليتها، أعادها لي.. وهنا كانت الصدمة.

ابنتي صاحبة العشر سنوات لا تمت بأي صلة بالبراءة، كلامها جريء، ردودها سريعة، لا تحترم الكبير، عنيدة للغاية.

ولا تستجيب لطلباتي، حتى في دراستها، فأنا أجد صعوبة كبيرة لأحسن من مستواها، فتأزمت نفسيتي كثيرا.

وما زاد من حسرتي، هو أنني اكتشف ما لا يرضي في حسابها الإلكتروني الخاص، واكتشفت أنها تشاهد الأفلام المخلة بالحياة.

شعرت بألم ما بعده ألم، ولما سألتها، قالت إنها تعرفت عليهم بعد استعمالها لحاسوب والدها.

أنا أشعر بالتيه، فكرت في أن أسلبها الهاتف.

لكني خائفة من ممارسة الضغط عليها حتى لا تطلب مني أن تعود للحرية التي كانت تعرفها عند والدها.

ولا أريد أن ألجأ للضرب لأنني أراعي جدا حالتها النفسية، فماذا أفعل وبما تنصحوني، فأنا جد مستاءة؟

“م.ل” من الوسط

الـرد:

صدقيني سيدتي إن قلت لك إن قلبي انفطر لمشكلتك، فمعظم الآباء عادة يشتكون سلوكا معينا في أولادهم دون العشر سنوات.

لكن مشاهدة ما لا يرضي على مواقع التواصل الاجتماعي في هذا السن، أمر حقا مريب ولا يطمئن أبدا.

لكن بالتمسك بالعروة الوثقى، يصبح كل شيء هيّنا بحول الله.

كما لا يفوتني أن أشكرك على الثقة التي وضعتها في صفحتنا، فنسأل الله التوفيق في الرد عليك بإذن الله.

سيديتي، يقول المثل “إذا رأيت ربّ البيت للدف ضاربا لا تلومنَّ الأولاد إن رقصوا”.

فسلوك ابنتك فيه تأثُّر كبير لما كانت تراه وتعيشه إلى جانب والدها، وهو لم يكن منبها أنه قدوتها.

سواء في الصفات الحميدة أو القبيحة، فحتى إن أنت حرمتها من الأنترنت.

فهي ستجد طريقة أخرى لتتصفح تلك المواقع، فسلوكها قهري، بمعنى لا تستطيع التحكم فيها عند وجود الفرصة لمشاهده هذه الأفلام.

لأنها أصبحت عادة وأدمنت عليها، وابنتك لا زالت تعشش بداخلها البراءة التي أنت ترين أنها فقدتها.

والدليل أنها لم تمثل عليك، بل صارحتك كيف تعرفت على كل ذلك.

لهذا فابنتك الآن بحاجة لحبك وعطفك والأمان في حضنك، فاحمدي الله الذي أعادها إليك واكشتفتي الأمر.

وهذا يعدّ أول خطوة لتقويم سلوكها قبل فوات الأوان، وعليك الأخذ بعين الاعتبار أن كل ممنوع مرغوب.

فالأجدر بك ألا تمنعيها عن استعمال الأنترنت، ولا تلجئي للضرب، بل أنت ملزمة اليوم بمحاولة التقرب إليه.

فمن المؤكد أن براءتها لم تنطفئ، راعي سنها الصغير، وانتهجي معها أسلوبا يغلب عليه الرفق والنهي بالمعروف.

كوني ظلها الذي لا يفارقها عند استعمالها للهاتف، وحاولي أن تعرفيها على المواقع ترينها مفيدة لها.

أعلم أنك أمّ وأشعر بما تشعرين الآن، لكن اعلمي أن النتائج ستحصدينها بالصبر والعزم والمداومة، وليس بين عشية وضحاها.

أما إن تفاقم الأمر وشعرت أنك غير قادرة على تغيير هذا السلوك واحتوائه.

فاعرضي ابنتك على مختصة نفسية لمساعدتك من خلال برنامج علاجي مؤطر.

وفقك الله لما فيه خير لك في دينك ودنياك، وأقرّ الله عينك برؤية ابنتك من الصالحات المصلحات يا الله.

رابط دائم : https://nhar.tv/5cgyS
إعــــلانات
إعــــلانات