إعــــلانات

معاقة مرتاحة ماديا تبحث عن الإستقرار والراحة المعنوية

بقلم النهار
معاقة مرتاحة ماديا تبحث عن الإستقرار والراحة المعنوية

في البداية

 أشكر جريدة “النهار” والقائمين عليها بصفة عامة والسيدة “نور” بصفة خاصة للجهد الذي تبذله لإيجاد الحلول المناسبة لكل قرائها، لذلك لجأت إلك للمساعدة بقدر الإمكان وشكرا مرة أخرى.

سيدتي الفاضلة أنا فتاة تتميز بصفات جمالية كأي أنثى، والتي تختلف من واحدة إلى أخرى لكن الذي يميزني عن غيري أن والداي أحاطاني بكل الرعاية والحنان وخاصة الوالد أطال الله عمره الذي أكن له كل التقدير والعرفان ومعزة كبيرة في قلبي، فهو لم يبخل علي سواء ماديا أو معنويا لأنني كنت بجانبه معظم الوقت، وخاصة أنا الأنثى في العائلة. أختي الفاضلة، أنا فتاة معاقة حركيا أردت عرض مشكلتي الخاصة ونظرة المجتمع إلى الفتاة المعاقة بصفات عامة.

أختي الفاضلة، أنا فتاة أدعى أمل من ولاية سكيكدة قاربت سن الأربعين، أصبت بالشلل ولم أعرف نعمة الحركة منذ الطفولة، إلا الخطوات الأولى قبل المرض رغم أن إعاقتي ليست بالمعقدة ولست طريحة الفراش، والحمد لله تكيفت مع إعاقتي سواء في البيت أوفي عملي أؤدي مسؤولياتي على أحسن مايرام.

 منذ طفولتي إلى مرحلة الشباب عوضني الله بصفات يحسدني عليها كل من عرفني سواء زملاء الدراسة أو زملاء العمل، إرادة وشخصية قوية، مرحة، إتقان في العمل، وطيبة قلب لاحدود لها، محبوبة من طرف الجميع ورغم الصعوبات والعقبات التي تلقيتها ورأيتها في عيون بعض الأشخاص أصحاب القلوب المريضة والغير واعية، ومن غير شفقة على حالي في مجتمعنا، ومحاولة جرح مشاعري بالكلام، إلا أنني دائما صامدة بقوة إيماني ومعنوياتي المرتفعة لكونه إبتلاء ونعم الإبتلاء عندما يكون من الخالق.

إلا أنني أختي الفاضلة في هذه الأيام رغم  صمودي الذي عهدته ورغم قوة إيماني والتزامي بعباداتي وخاصة الصلاة التي أجد فيها راحتي النفسية، إلا أن الإنسان ضعيف بتركيبه البشري، مشكلتي أختي الفاضلة بدأت عندما تنقلت معظم أخواتي الأصغر مني سنا إلى بيت الزوجية الواحدة تلوى الأخرى، أحسست بالوحدة والفراغ وتطورت هذه الحالة إلى قلق مستمر وأصبحت في بعض الأحيان عصيبة من أتفه الأسباب، ولاشيئ يفرحني وخاصة لاينقصني شيئ حتى من الناحية المادية وكذلك عدم إرتباطي حتى الآن، علما أختي الفاضلة أنني كنت أتهرب من كل رجل يحاول التقرب مني قبل أن أعرف نواياه، خوفا من تجربة يكون مصيرها الفشل وخوفا من التلاعب بمشاعري والمساس بكرامتي، لما رأيت نظرة المجتمع ونظرة الرجل الخاطئة خصوصا إلى الفتاة المعاقة فالرجل ينظر إلى المظاهر أكثر من الجوهر، وأتظاهر باللامبالات، لكن في الحقيقة تمنيت إرتداء الفستان الأبيض كباقي النساء، وحتى الرجل المعاق عندما يفكر في الإرتباط يبحث عن المرأة العادية. أختي الفاضلة أنا نادمة وأحيانا مكتبئة لأنني تخليت عن حلمي الصغير الكبير أن أصبح يوما أما كبقية النساء وأحمل طفلي الصغير بين يدي، نادمة لأنني حرمت نفسي من زوج محب، وحرمت نفسي من الأمان والإستقرار والحماية، وهنا أطرح سؤالا هل الفتاة المعاقة تعتبر كائن حي؟ هل هي إمرأة مجردة من المشاعر والأحاسيس؟ هل تكوينها يختلف عن الأخرى؟ وهذا جزء ماتعانيه الفتاة المعاقة في مجتمع لايرحم.

وفي الأخير أوجه ندائي إلى قراء الجريدة بحثا عن رجل حقيقي، عن رجل بمعنى الكلمة ، صادق، يسترني ويحقق حلمي الصغير ويتقبل ظروفي وينظر إلي على أنني كائن بشري حي وموجود على الأرض… لمن يهمه أمر أمال، رقم هاتفها لدينا.

رابط دائم : https://nhar.tv/PdIY7
إعــــلانات
إعــــلانات