مـــاذا أفــعل بفتاة ترفض الزواج

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدتي الكريمة.. أنا شاب في مقتبل العمر، طالما بحثت عن الاستقرار والراحة إلى جانب فتاة قررت أن تكون حالمة رومانسية تأخذني إلى عالم السعادة الأبدية، وقد تحقق حلمي حين تعرّفت إلى فتاة خلتها أميرة أحلامي، إلا أنها أفشلت مساعي بلوغ السعادة عند أول الطريق.فبعد أن منحتها فؤادي ونصبّتها أميرة على عرشه، تفاجأت سيدتي بفتاتي ترفض مسألة أن أتقدّم لخطبتها، وكأني لا أعني لها شيئا في هذه الحياة، وهذا ما فاجأني وجعلني أضرب الأخماس بالأسداس من فرط الحيرة، فأيّة فتاة في هذه الدنيا إلا وتتوق لأن تجتمع مع من يخفق له قلبها تحت سقف واحد، فما بال هذه الفتاة ترفضني، وهل ما كان يجمعني بها مجرد فقاعة دخان.ماذا أفعل سيدتي بفتاة قلبها يرغبني، إلا أنه يرفض الاستقرار إلى جانبي، هل أستمر معها أم أقطع علاقتي بها علما بأنها محور كل اهتماماتي..؟
الحائر من العاصمة
الرّد:
هوّن عليك يا أخي ولا تُعطي المسألة أكثر من حقها، فمن السّيئ أن نتألم بسبب من لا يُقدّرنا أو يعيرنا من الاهتمام ولو القليل، وهذا ما يجعل القلب الذي طالما أحب وأخلص يُفكر مليّا ويعيد حساباته حتى لا يقع في الهاوية.أفسّر رفض فتاتك لمسألة الزواج منك أخي، خوفها من المسؤولية من جهة، وعدم رغبتها في أن تكون مرتبطة برجل يحدّ من حرّياتها وطيشها وكل تصرّفاتها مهما كان نوعها.من جهة أخرى، أنصحك أخي بأن تُحدّثها مرّة أخرى في الموضوع، وتفهم منها السبب الرئيسي وراء تهرّبها من قبول عرضك، فربّما يكون الأمر متعلّقا بتقصير منك حيالها فيما يتعلّق بالمشاعر أو الحنان، كما أنه يُمكن تفسير امتعاض فتاتك من مسألة الزواج على أن قلبها مشغول بآخر؛ اللّه أعلم بما قد يكون ملأ رأسها من أفكار وترّهات، جعلتها تبيعك أنت الذي أصريت على كسب الدنيا وما فيها فقط من أجلها.أنت في أمسّ الحاجة أخي إلى امرأة تفهمك وتفهمها وتمنحك الحب والحنان للمضيّ في هذه الدنيا والسعادة تغمرك، ومن هذا الباب أخبرك بأن الزواج لا يعني أن نرتبط بمن نراه مناسبا لنا، بقدر ما هو الارتباط الروحي الذي يكفل لنا الراحة والسكينة، فلا تنزعج إذن أخي إن لمست من هذه الفتاة رفضها القاطع لشخصك الذي لا يعيبه شيء، بقدر ما هي من دون المستوى المطلوب لك.ثق أخي واعلم أن بعض الفتيات سامحهن الله تتّخذن من العلاقات العاطفية مجرد تسلية وتمضية للوقت ولو كان ذلك على حساب وقتهن، ومستقبلهن وحتى شرفهن، وهذا ما يجب أن يدفعك أخي إلى نسيان أمر هذه الفتاة إن وجدتها متمسّكة برأيها ورفضها، ولتلتفت إلى مستقبلك وحياتك بعيدا عنها، من دون أن تقنط أو تستاء لأننا في العديد من الأحيان نمنح قلوبنا لمن لا يستحقها، ونحن لا نعلم بأنها أكثر القلوب التي تضرّنا وتُلحق الأذى بنا، فمالنا نرضى لأنفسنا الهوان باسم الحب.
أتمنى لك التوفيق أخي والنجاح في حياتك العملية والعاطفية، وكان الله في عونك لتجاوز هذه المحنة.
ردّت نور