إعــــلانات

مليونيرة تمتهن التسول ومتجلببة تدير بيت دعارة

مليونيرة تمتهن التسول ومتجلببة تدير بيت دعارة

ملاهي تتحول إلى مراكز لتزوير الوثائق إذا أردت أن تكون صحفيا يجب أن تكون ''فرودارا'' حقيقة كدت أؤمن بها وأنا أقوم بدور ''كلوندستان'' طيلة ثلاثة أيام كاملة وقعت فيها في فخ الشرطة التي كانت بالمرصاد ووقعت متلبسا بنقل أربعة أشخاص من الطارف إلى عنابة

ولانعدام الخبرة لم أتمكن من الإفلات ولم أشأ أن أقدم نفسي أو أستظهر وثائقي كصحفي حتى أكمل مراحل المهمة إلى الآخروأتعرف على عالم الكلوندستان وما يحيطها من مخاطر في غياب أي قانون يحمي أصحابها الذين تزايدوا بشكل فطري أمام تزايدعدد السيارات المرهونة إلى البنوك وكذا فوضى تغطية النقل وتوقف سيارات الأجرة عن عملهم في الساعات المتأخرة من الليلوأيضا إنعدام التغطية على مستوى الخطوط النائية والريفية .. المثير في مغامرتنا اكتشاف الوجه الآخر للمجتمع الذي لا تكشفهفي الظروف العادية إلا بفعل امتهان حرفة ”الفرود” وما يصاحبها من مفاجآت..

نقل عصابة مخدرات هاربة من الأمن قبض على بعض أفرادها بشبيطة مختار

كانت البداية ارتداء لباس عادي وقبعة تظهرني كأصحاب الفرود المحترفين وتوجهت إلى عنابة في حي حقل مارس المعروفبمكان ”الكلوندستان” ويقع تحت الرقابة المركزة لرجال الأمن، وتوقفت بسيارتي تحت أنظار أصحاب ”الفرود” الذين تضايقوامن دخيل جديد وكان المكان مملوكا لهم توثيقيا، انحزت إلى الرصيف المقابل وكانت الساعة منتصف الليل وحاولت قدر الإمكانأن أنزع عني كل حشمة أو تردد أو هيبة وبدأت أهتف ”هيا الذرعان الذرعان”، وهي بلدية تابعة لولاية الطارف تبعد عن عنابةبـ24 كلم، فجاءني ثلاثة شبان يطلبون مني نقلهم إلى زورامي ببلدية شبيطة مختار ”كورسة” واحترت في تصرفهم وتساءلت فيقرارة نفسي لماذا اختاروني أنا بالذات دون غيري في الوقت الذي قلت ”راه جاب ربي خبزة على قد النية”، استفسروا عن سعرالنقلة فأجبتهم جزافيا 400 دج فوافقوا دون تردد امتطوا السيارة ومع الانطلاقة فوجئت بشرطة الدرجات النارية تجوب المكانولحسن الحظ لم يوقفوني ربما لم يتعرفوا علي من قبل واتجهنا صوب قرية زورامي، في الطريق تبادلوا الحديث بينهم عن رفاقهمالذين وقعوا في كمين مصالح الأمن الحضري الخارجي الأول بشبيطة مختار بتهمة المتاجرة بالمخدرات، كما نطق أحدهم أنجماعة أخرى وقعت في فخ مصالح الدرك في إحدى المحشاشات لتعاطي الخمر  والقمار وطلبوا مني ولم أنتبه لوضع أشرطةعلى المقاس بالراديو فلم أنتبه إلا و أم كلثوم تغني الأطلال فتعالت ضحكاتهم وتساءلوا عن مصدر الصوت فأجبتهم أنها أم كلثوم،فاحتاروا لأنهم لم يسمعوا بها إطلاقا فأخرجوا شريطا للشاب المدعو رضوان والحقيقة أنا الذي لم أفهم ماذا يقول هذه المرة، وعندالوصول إلى شبيطة مختار انحرفنا نحو قرية زورامي التي وصلناها عند الواحدة ليلا طلبوا مني التوجه إلى أحد البيوت ففعلت ثمنادوا على شخص يبدو أنه أخ المقبوض عليه ليشعرونه بالعملية وكان أحدهم يتعاطى سيجارة، كيف كدت أتخدر معه في الطريقوعندما انتبهوا لسيارة الدرك ظنوا أنها تطاردهم وقلت في نفسي انتهى أمري سأكون ضمن أحد أفراد العصابة  التي تتاجربالمخدرات خاصة وأنني لم أشعر إدارة تحرير الجريدة بالمهمة التي فضلت أن تكون مبادرة خاصة مني، وانطلقت بسرعةجنونية عائدا إلى عنابة من جديد ورغم رفضي إلا أنهم فرضوا علي منطقهم، سيما وأنهم يحملون أسلحة بيضاء وطلبوا مني ألاأتحدث بالنقال لاعتقادهم بأنني اكتشفت سرهم وفي مخرج بلدية الحجار أوقفتهم هناك وسلكوا طريقا بالقرب من المركبالصناعي تاركين لي مبلغ ألف دج وتنفست الصعداء ولم أدخل إلى البيت إلا مع آذان الفجر…

مليونيرة تمتهن التسول رفقة ابنتها نجت من الجماعات المسلحة عشر مرات

الرحلة الثانية كانت هذه المرة من عنابة ومن نفس المكان والساعة تشير إلى الثانية صباحا، حيث لا توجد أي حركة ماعدارؤيتي لامرأة يبدو أنها متسولة تحمل متاعا ثقيلا رفقة ابنتها بثياب رثة لا تتجاوز الخامسة من العمر، تقدمت إلي وطلبت منيإيصالها إلى بلدية شيحاني بولاية الطارف فوافقت مباشرة على أساس الشفقة عليها وإنقاذها من المجرمين الذين يفضلون المكانوالزمان لنشاطهم الذي يستهدف العابرين ممن عجزوا عن إيجاد وسيلة نقل في الطريق بدأت تنزع ملابسها القديمة وترتدي لباسامزركشا وأطلقت تسريحة شعرها  وبدت من خلال المرآة العاكسة شابة في الـ30 من العمر وشرعت في وضع الماكياج ثمغيرت ملابس ابنتها قلت في نفسي إذا طلبت مني التوقف لن أفعل على أساس أنني تصورت بأنها أحد أفراد عصابة اعتداءتنتظرها بالطريق، إلا أنها بدأت تسألني عن أشخاص يقطنون شيحاني أعرفهم من باب الفضول، رحت أسألها عن تأخرها لتعودإلى البيت في مثل هذا الوقت أجابت أنها متعودة على ذلك مدة ثلاثين سنة كاملة كانت فيها تنتقل من ولاية إلى أخرى تتاجر فيالمعادن النفيسة كدلالة وحكت لي قصصا مثيرة أهمها اعتراضها من طرف الجماعات الإرهابية تقول أنها تعرفهم جيدا وألفواعبورها ولم يمسسها أحد بسوء و لكنها نجت بأعجوبة من الموت في إحدى الحواجز المزيفة بالأخضرية عندما أطلق هؤلاءالرصاص عشوائيا، قالت كانت لدي الملايين في التسعينات إلا أنني أنفقتها على إخوتي وأبنائي، أما الآن فأنا أتسول لأنني بدأتالعمل متسولة وأكسب أموالا كبيرة تقول أنها تتخذ من الأحياء الراقية والفنادق الكبرى والشواطئ مقرا لممارسة نشاطها وعندماأوصلتها إلى المدينة التي تسكنها رفضت أن أتعرف على بيتها ونزلت هناك ومكثت ربع ساعة تترقبني حتى غادرت المكان…

متجلببة تدير بيت دعارة بحي الصفصاف عنابة

المغامرة التالية بدأتها من موقف سيارات ”الكلوندستان” ببلدية بن مهيدي على الساعة الحادية عشر ليلا، أين طلب مني رجلكهل إيصال زوجته -حسب ما صرح به لي- إلى حي الصفصاف بعنابة لأنه يشتغل كمداوم تلك الليلة، كانت زوجته المزعومةترتدي جلبابا وتساءلت في قرارة نفسي كيف يسمح لهذه المتدينة باللباس الشرعي أن تذهب لوحدها مع رجل غريب ولا يخشىمصيرها وقال لي بأنها ستسدد لي ثمن الكورسة دون أن يسأل عن مبلغها، وفي الطريق نزعت المرأة النقاب وكان وجهها يثيرالرعب من شدة مواد التجميل  وكانت تتحدث في النقال بألفاظ مسيئة شكلت كاتالوجا من آخر صيغ السب والشتم والكفر بالله،والتزمت الصمت ولم ترد أن تحدثني طيلة الطريق لأنها كانت مشغولة بمكالماتها مع بائعات الهوى كما تيقنت من ذلك وعنمداخيل اليوم ونوع الزبائن وعندما دخلنا المدينة وأشرفنا على حي الصفصاف المتواجد بالمخرج الغربي للمدينة، بدأت تشير إليبسلك شوارع دون تحديد المكان وأدركت أنها تستخدم طريقة التمويه حتى لا أحدد مكان إقامتها متحججة بأنها نسيت البيتبالضبط وبعد ساعة من اللف والدوران طلبت مني التوقف عند ساحة مقابلة لإحدى العمارات ونزلت بعد أن منحتني مبلغ ألف دجوبقيت أراقبها عن بعد حتى دخلت العمارة وكانت امرأة شبه عارية بانتظارها بعد أن نادتها بالهاتف وعلمت من خلال ما دار منمكالمات أنها تدير بيتا للدعارة وتختفي داخل الجلباب والنقاب لأنها من نفس المدينة  ومعروفة لدى العامة من الناس…

مزورو وثائق رسمية يمارسون نشاطهم بملاهي الساحل العنابي

وأنا أتجول بأماكن ”الفرود” بعنابة ليلا نقلت شابا جزائريا ومعه إفريقيا عرفت أنه من كوت ديفوار طلبا مني إيصالهما إلىإحدى الملاهي المتواجدة بالساحل الشرقي وبالقرب من فندق الريم الجميل توقفنا ليمتطي شخص آخر السيارة، كانوا يتحدثون فيمسافة قصيرة عن موعد هام مع موظفين في الدولة وأوصلتهما إلى عين المكان  وطلبوا مني انتظارهما وبعد ساعة من الزمن لميعودوا تصورت أنهم تهربوا من تسديد ثمن الكورسة وفجأة نزل أفراد الدرك الوطني في عملية مراقبة روتينية وطلب مني أحدهموثائق السيارة وسألني عن سبب تواجدي، فصرحت لهم بصفتي تفاديا لكل التباس وقلت لهم أنني في مهمة عمل لإنجازروبورتاج عن الملاهي، الحقيقة أنهم شجعوني على ذلك وتعاملوا معي بلباقة بل أن أحدهم أهداني فنجان قهوة ورجوت منهم أنأبتعد عنهم قليلا ولا أحدثهم حتى لا يخرج زبائني ويجدونني مع الدرك ودخلت إلى الملهى أبحث عنهم وجدتهم على طاولة مليئةبالخمور والأكل ومعهم إحدى الفتيات وطلبوا مني الجلوس تظاهرت بالبلاهة وقدموني على أساس ”فرودار” دائم لهم  وخلالساعة أخرى اكتشفت العجب كانوا يتبادلون سندات مالية مشبوهة مثل طوابع جبائية لوثائق رسمية مزورة ومصورة بالسكانيروكذا عملات مزورة من الأورو وأوراق نقدية من فئة ألف دينار جزائري ومع طلوع الفجر أوصلتهم إلى محطة القطار وسطمدينة عنابة.

 بعد ثلاثة أيام يقبض علي متلبسا بجنحة ”الفرود” من طرف أمن ولاية عنابة

في اليوم الثالث من المهمة، ومع حلول الغروب، وبحي مارس، امتطى ثلاثة أشخاص السيارة وكان شرطي الدراجة الناريةيراقبني عن بعد دون أن أنتبه إليه وما إن انطلقت حتى لاحقني وأشار إلى الحاجز الأمني المتواجد بالقرب من محطة القطار، أينأوقفوني وطلبوا مني وثائق السيارة ولم أشأ أن أقدم نفسي لأنني أردت أن أنهي مهمتي حتى النهاية لأتعرف على مخاطر المهنة ثمأنزلوا الزبائن الذين كنت سأنقلهم إلى بلدية سيدي عمار بعنابة واعترفوا جميعا أنني أنقلهم مقابل مبلغ مالي وحاولت أن أفهمالشرطي أنني بطال ولا دخل لي، فلم يسمع التماسي نهائيا وطلب مني أن أرافق اثنين من رجال الدرجات النارية نحو المحشرالبلدي المتواجد بطاباكوب لتحشر فيه سيارتي لمدة ثمانية أيام دفعت فيها غرامة أكثر مما كان إيرادي من الكورسات، وفي الوقتالذي كنت أتشوق لمعرفة المزيد من المفاجآت تساءلت في قرارة نفسي إذا كانت مدة ثلاثة أيام كافية لاكتشاف جرائم تشكلجنايات فما بالك عندما تكون كلوندستانا محترفا ويحق أن يكون أصحاب ”الفرود” عملاء إيجابيين لمصالح الأمن للحد منالجريمة  وفي الوقت نفسه أدركت حجم المراقبة الأمنية المشددة لعناصر الأمن في أداء واجبهم…

 2400 دج ثمن ”الكورسات” استردها محشر ”طاباكوب” بعنابة

حاولت أن أجمع مداخيل ثلاثة أيام من عملي الجديد كفرودار فلم أعثر إلا على مبلغ 2400 دج خارج رسوم البنزين ومصاريف أخرى، ذلك أن بعض زبائني أشفقت عليهم من كبار السن فاستحييت أن أطلب منهم المقابل وفضلت أن تكون لوجه الله،  ولم أستلذ فائدتي إلا وسددتها إلى المحشر البلدي المتواجد بطاباكوب أثناء إخراج سيارتي كحقوق الإقامة غير المرغوب فيها، واستنتجت أن الكولوندستان لا يمكن أن يجني ربحا وفيرا في مغامرة الكر والفر مع رجال الأمن المترصدين لتحركاتهم  وكل ما يجمعونه يودع في الخزينة العمومية كغرامات، لذا قال لي الكثير من زملاء المهنة أنه من واجب الحكومة أن تفكر في هذه الشريحة الواسعة وأن تمنحهم تراخيص على مستوى البلديات بخطوط محددة المسافات بالتنسيق مع أصحاب سيارات الأجرة وإجراء مصالحة بينهم بغرض الارتزاق الهادئ، فهل يبلغ النداء مكتب وزير النقل؟

رابط دائم : https://nhar.tv/METZY
إعــــلانات
إعــــلانات