مناصرون متعصّبون يدعون لتكرار مذبحة بور سعيد في ملاعب الجزائر

تغنّت جماهير بعض الفرق الجزائرية نهاية الأسبوع الماضي بأهازيج لم يتوقعها أحد، فيها تشجيع على القتل، لمّا دعت إلى تكرار سيناريو مذبحة بور سعيد في مصر، في المباراة الشهيرة بين الأهلي والمصري البورسعيدي التي خلفت كما هو معروف أكثر من 74 قتيلا، ورددت هذه الأهازيج في أكثر 3 ملاعب في وسط وشرق وغرب البلاد، تؤكد على ضرورة القتل ربّما لترويع الفرق المنافسة، ولكن في كلمات هذه الأغاني التي تبدو وكأن هذه الجماهير ألفتها معا إشادةً بما حصل في تلك المذبحة، وهو أمر يستحق أن يفتح لأجله تحقيق قبل أن تصبح ملاعبنا مسرحا لحادثة مماثلة خاصة أن الكثير منها لا يتوفر على الشروط الضرورية لإقامة مباريات سواء على صعيد الأمن، أو الهياكل أو المخارج وغيرها، كما أن الكل بات يعرف أن نوعية مرتادي الملاعب تغيرت عن ذي قبل بعد أن سيطر على نسبة منها بعض المنحرفين ومستهلكي المخدرات.وفي الوقت الذي تحاسب الجهات المسيّرة للبطولات الأوروبية المناصرين على ما يردّدونه، أين عوقب فريق “لازيو” الإيطالي أكثر من مرة بسبب هتافات عنصرية (ليس حتى لافتات) نجد هذه الأمور تمرّ بردا وسلاما ومن دون أن يتكلم عنها أحد في الجزائر، مع أنها أمر خطير، خاصة أن هذه الأغنية رددت في 3 ملاعب حسب مراسلي “النهار”، وكانت كلماتها شبه متطابقة، في وقت أن البطولة عندنا لايزال ثلث منها في اللعب، وحتى ريتم المباريات سيزداد والمقابلات ستصبح أكثر إثارة وحماسا بالنظر للرهانات التي سنلعب بها، أين ستكون الفرق المعنية بالسقوط على موعد مع فعل كل شيء للنجاة، وكذلك الشأن بالنسبة للفرق التي تلعب على اللقب، وهو ما يدعو إلى الحذر من تصرفات بعض الجماهير والرد بقسوة عليها، خاصة أن كوارث كتلك التي وقعت في مصر بدأت بتصرف طفيف وبدا عاديا من خلال حمل جماهير أهلاوية لراية يستهزئون فيها من سكان مدينة بور سعيد، لتكون تلك الشرارة التي ألهبت الملعب وأدت إلى حصول كارثة إنسانية، وهو ما يدعو من الآن للإحتياط خاصة أن ظروفنا ليست بعيدة عن ظروف أشقائنا وهو تحذير أكثر من واجب حتى لا نندم عندما لا يفيد الندم.