من الدجاج إلى الحمار… الكرة في الجزائر تدخل مرحلة العار

قرباج يصف غريب بـ”تاجر شنطا”… وتحريض علني
على العنف وحرب تصريحات تقســم الجزائـــريين
ألان ميشال يعتبر الكرة في الجزائر حربا أهلية وليست رياضة
لاتزال حرب التصريحات التي يطلقها من حين لآخر مختلف المسؤوليين وكذا رؤساء النوادي والفرق وبعض الشخصيات الكروية، سواء السابقة أو التي مازال عملها ساري المفعول في الميدان الرياضي، تصنع الحدث في ملاعبنا وهو ما ينبئ حقيقة بخطر يحدق بمستقبل كرتنا مستقبلا سيما أن هذه الظاهرة استفحلت ومست حياة أشخاص ولاعبين وأنصار، حيث لم تخل في الآونة الأخيرة أية مباراة من مظاهر التصعيد والإحتجاجات كلها تهدف إلى الإساءة لنوادٍ أو رؤساء أو حتى أنصار الفرق، وهو ما لمسناه خصوصا في الحملة العدائية التي تكرست بين الناديين العاصميين مولودية الجزائر وشباب بلوزداد أين كان من المفروض أن تكون المواجهة بمثابة عرس كروي، غير أن الحقيقة أن مبارة الداربي استغلها البعض لتوجيه التهم وكذا المس بقيم الأشخاص والفرق ونبرز ذلك مثلا التصريحات التي أطلقها المسؤول الأول عن فريق أبناء لعقيبة محفوظ قرباج على هامش مباراة الذهاب أمام العميد حينما وصف جمهور هذا الأخير بـ”خم الدجاج”، في إشارة إساءة للشناوة، قبل أن يرد عليه الطرف الآخر في مباراة الداربي بملعب بولوغين عندما أقدمت مجموعة من الأنصار ”بجلب حمار ” إلى الملعب كتب على ظهره اسم فريق شباب بلوزداد، كما لمح هذا الشعار إلى الإساءة لقرباج في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الكرة الجزائرية التي كانت في وقت سابق خالية من هذه المظاهر التي لاتشرف كرتنا، وهذا كله نتيجة تصريحات غير مسؤولة تهدف إلى التحريض على العنف الذي لم نجن منه سوى وصمة العار على جبين الكرة المستديرة الجزائرية.
تصريحات قرباج، غريب، حناشي، قندوز، سعدان وطياب وأمثلة كثيرة جلبت إلا العار لكرتنا
وما يزيد من استفحال ظاهرة صراع حرب التصريحات التي تدور في كل مرة بين المسؤولين ورؤساء النوادي، نجد الإتهامات التي أطلقها مثلا رئيس شباب بلوزداد الذي يبدو أنه تناسى أنه مرشح لتولي شؤون ثاني هيئة كروية لكرة القدم بالجزائر، عندما سمح لنفسه لإطلاق تهم لا تمت لكرة القدم فصلة، حينما اتهم غريب بـ”بائع الشنطة” ليهدده هذا الأخير بالمقابل بمنعه من دخول ملعب بولوغين، ولن نتوقف عند حد هذا الهاجس دون أن نخوض أيضا في تصريحات عديدة أدلى بها عدة مسؤوليين على شاكلة رئيس شبيبة القبائل حناشي وكذا طياب، بل الأمر امتد إلى تصريحات أطلقها رجال يعملون خارج الجزائر التي أساءت لسمعة كرتنا من خلال تبادل الإتهامات وجلب العار كما حدث جليا بين سعدان، منصوري قندوز سرار والقائمة طويلة.
الآن ميشال وصف كرة القدم الجزائرية بحرب أهلية وعلى المسؤولين التدخل سريعا لإنقاذ سمعتها
ولن نكتفي في سياق حديثنا عن هذه الظاهرة التي كانت غريبة في مياديننا في وقت سابق، دون أن نذكر أيضا ببعض الأشخاص الذين عملوا بالجزائر في وقت قريب، والذين لم يتوانوا في الإقرار بحجم خطورة الوضع الذي تعاني منه الكرة الجزائرية على ضوء التهم المتبادلة والتصريحات غير المسؤولة، وهو ما جعل مثلا المدرب السابق للعميد ألان ميشال يصف ما يجري في الجزائر بحرب أهلية، وهو القول الذي أكده أيضا مدربون أجانب على غرار سيموندي براتشي وآخرين، وهو ما يجعلنا نطرح أكثر من تساؤل حول تماطل الجهات المعنية بالبحث عن حقيقة هذه التصريحات التي أساءت كلها للكرة الجزائرية.