من يشفع لامرأة ضعيفة محكوم عليها بالأشغال الشاقّة المؤبدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :
أدرك جيّدا أني لن أتمكن من جعلكم في الصورة ونقل الوضع الذي أعيشه لأن الكلام يعجز عن التعبير بمجرد رسالة طويلة تبدو لكم، لكنها قصيرة بالنسبة لصاحبتها، كتلك التي نتبادلها مع الأحباب في المناسبات والأعياد نعتمد فيها أسلوب ما قلّ ودل.أنا امرأة متزوّجة من ابن عمي وأم لخمس بنات أعيش في البيت العائلي الفسيح مع والدة زوجي وجدّته، بعدما تزوّجت شقيقاته الثلاث، وباعتباره الوحيد، تعذّر علينا الاستقلال بحياتنا، لأجد نفسي مجبرة على رعاية من سبق ذكرهن.امرأتان بلغ بهما المرض الذروة، فالأكبر سنا مصابة بداء الزهايمر لا تعقل من أمور الدنيا شيئا، أما والدة زوجي فإنها مقعدة بعدم تم بتر ساقيها إثر استفحال الغرغرينة، لهذا السبب فأنا المكلّفة بالرعاية والتمريض والقيام بكل الأشغال المنزلية المتبقية واستضافة الأقارب الذين يزوروننا بحجة واجب عيادة المريض، إذ يجدون المتعة في هذا المكان كأنه فندق خمس نجوم لأني لا أقصّر في خدمتهم، حتى شقيقات زوجي يحضرن رفقة أبنائهن وأزواجهن فلا واحدة منهن ترأف لحالي فتقدّم يد مساعدتي.أكاد أموت من شدّة التعب والإرهاق، حتى ليلي أقضيه بين ذهاب وإياب، أتفقّد هذه وتلك أما بناتي وكلهن دون العاشرة، فأكاد أهمل شؤونهن بسبب ضيق الوقت، على الرغم من ذلك أجدني صابرة محتسبة أمري عند خالقي عسى أن يعوّضني الله خيرا.منذ فترة لم أعد أستطيع القيام بهذه الأشغال الشاقة بعدما أصابني داء الروماتيز الذي يزداد حدة في فصل الشتاء، مما يجعلني أبكي حرقة من شدّة الألم، على الرغم من ذلك فزوجي لا يصدّقني، ويحسبني أتمارض بعدما أوحت له شقيقته بذلك، باعتبارها الأشد مكرا ودهاء من الأخريات اللواتي يتعمدن إهانتي ويردّدن عبارة «هاذي دار بابانا»، إخواني القراء، لن أطيل عليكم، أرجو أن تساعدوني بحل يخرجني من هذه الضائقة، لأن الوضع لو استمر على على ما هو عليه سألقى مصرعي ولن يعلم أحد بحالي لأن الصمت وفرط التحمّل سينقلبان سلبا علي.
زبيدة من الوسط