من يكفل ابني الرضيع ويخلّصه من الجوع والعراء في عزّ الشتاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أما بعد: الآن فقط شعرت بشيء من الطمأنينة بعدما اهتديت إلى هذا المنبر، الذي لم يحدث أن رد سائلا خائب الرجاء أو قصّر في مساعدة محتاج، وما أكثر المحتاجين لدعمكم ومساندتكم ولو بكلمة طيبة، أو نصيحة ورأي سديد رشيد يقود صاحبه إلى بر الآمان .بعدما تجرّعت مختلف أنواع وألوان الألم والحزن، البؤس واليتم، أبرق الأمل في حياتي يوم تعرّفت على رجل شهم، أو هكذا ظهر لي في البداية، لأنه اختصر الطريق وعرض علي الزواج مباشرة، كان بمثابة نجدة قدمتْ من السماء لكي تنتشلني من الوحدة والعذاب، فلم أمانع حتى وإن كان هذا الارتباط على طريقة الزواج العرفي، لقد أحضر الشهود وتمت قارئة الفاتحة فأصبحت زوجته شرعا، بعد أن طلب مهلة لكي يرسّم الزواج مدنيا فور التخلص من بعض المشاكل العالقة، تزوجته فكانت بداية جديدة للعذاب والقهر، لأن هذا الرجل الظالم تزوّجني ليقضي الوطر ليس إلا، بعدما تعذّر عليه أن يفعل ذلك من قبل لأني رفضت أي نوع من العلاقات المشبوهة تجلب سخط الله وغضبه لأني دائمة السؤال وأنتظر وكلّي يقين أن يشملني كرمه ورحمته،أليس هو الكريم الرحيم؟.زوجي المتسلط صاحب منصب مرموق في قطاع مهم بالدولة، وأنا يتيمة وحيدة فكيف لي أن أتصدى لبطشه، بعدما انقلب عليّ، وعندما حملت في أحشائي ابنا من صلبه، كاد يتنكر لفذة كبده، وطلب مني أن أجهض الحمل لكني رفضت، فما كان منه إلا استعمال مختلف الأساليب من الضرب والتعذيب لكي أفقد الجنين، لكن إرادة الله كانت أقوى وشاءت أن يرى ابني نور الحياة.خلال فترة الحمل وبعدما التمس شدة تمسكي بهذا الطفل حاول أن يُصلح الأمور ليس تعاطفا أو ندما بل لحاجة في نفسه، لكني فوّتُ عليه كل الفرص ونجوت بابني، علما أنه أعطاني بطاقته المهنية كضمان بأنه لن يتخلى عني، لكنه فعل يوم وضعت الحمل في مستشفى مستغانم ليولد ابني مجهول النسب والهوية، فتم تسجيله على اسمي وعلى الرغم من كل الظروف القاهرة رفضت التنازل عن فلذة كبدي الذي أتم عامه الأول.إخواني القراء، بعد اختفاء الزوج الظالم وجدت نفسي وحيدة، رجعت إلى درجة ما تحت الصفر، أعيش فقرا لا مثيل له، من أجل ذلك قرّرت وأنا في كامل قواي العقلية والجسدية التبرّع بابني أو التصدق به، لا أجد التعبير المناسب، لكي أضمن له العيش في رحاب عائلة توفّر له رضاعة الحليب وتقيه من برد الشتاء، حقيقة سأفعل ذلك لأن ابني الصغير لا يمكنه تحمل الشارع، فهو بحاجة للرعاية والعناية وسأكون شاكرة لمن يتولى أمره.أما بخصوص علاقتي مع هذا الرجل الذي تركني معلّقة، فعندي ربي يحميني منه إذا ظهر في حياتي مرة أخرى، فحتما لن أتركه يمضي بفعلته.فمن كان يهمّه أمر ابني، أنا في أتم الاستعداد لكي أتنازل عنه ويشهد الله أن مجرد الفكرة تكاد تمزق قلبي، أسأل الله أن يعيني على أمري وإن يكتب لي السداد والرشاد.
الحائرة من مستغانم