مهما أفعل لا أحظى بالحب
مهما أفعل لا أحظى بالحب..
تحية طيبة للجميع، سيدتي لست جاحدة أو ناكرة لنعم الله، لكن حب الإنسان لأن يحظى بالقبول من طرف الغير. هو ما جعلني أرى نفسي قليلة الحظ، فأنا فتاة في الثلاثين من عمري. أرى كل تريباتي كأنهن كوكبات مشرقة عكسي يحظين بمحبة وتقدير من حولهن، عكسي أنا تماما. إنسانة فاشلة في إقامة علاقات اجتماعية طيبة، لا يقترب مني أحد ولا يعيروني اهتمام مثلما أنا أعير الكثير منهم.
سيدتي، أنا فتاة عازبة، وأعتقد أن تأخر زواجي بسبب ما أنا عليه، فبمجرد يعلموا أنني لم أكمل دراستي. وأنني لا أعمل يعرضون عني، وهنا من لم أعجبه ببساطة وصارحوني بذلك.
لا أنكر سيدتي أن هذا ومواقف أخرى كثيرة حتى مع أفراد عائلتي، قريباتي، وحتى الصديقات تشعرني أنني خسرت كرامتي. فكيف لي أن أستعيدها من جديد؟ وكيف لي أن أتعامل مع من استصغروا قيمتي حين أسأت التصرف سابقا؟. فكلما أتذكر مواقفي الماضية وكلامي الغبي أثور غضبا من نفسي وأتمنى لو تبتلعني الأرض. فلا أحد يراني أو يسمع مزيدا من غبائي.. بالرغم من أنني أحاول كثيرا لأرضيهم قولا وفعلا.
فكيف أصحح المواقف الغبية التي كانت تصدر من فتاة غير واثقة من نفسها وليست طبيعية مثل باقي البنات؟. صدقيني سيدتي أنا أعيش الأوهام وخيالات، أهرب فيها من واقعي. وخاصة من عائلتي التي طالما قللت من شأني، وترى كل أفعالي غير مفيدة ولا جدوى منها. حتى الدراسة أهلي من يأخذونني إليها ويعيدوني منها، فباتت الأوهام هي الشيء الوحيد المتاح الذي لا يقدر أحد العبث فيه. فكيف الخلاص ساعدوني لأتخلص من هذه الأحزان.
أختكم مونية من الشرق
الــــرد:
تحية جميلة من كل قلبي لقلبك الطيب حبيبتي، بداية أعجبني كثيرا أسلوبك الرائع في كتابتك ووعيك لمشكلتك، وهذا ما يعني انك لست إنسانة غبية كما تصفين ذاتك، بل تبدين لي شخصية ذكية وحساسة معا، وللأسف في كثير من الأحيان يكون الشخص تحت تأثير أقوال وأحكام الآخرين إلى درجة يصبح يرى ذاته من منظورهم، وهذا هو الخطأ الذي وقعتِ به، فالناس عزيزتي يجب أن تنظر إليك وتقدرك تماما كما تنظرين أنت لذات وليس العكس، وأنا شخصيا أرى أن لكل فتاة مزايا جميلة في زاوية ما من ذاتها، لكن يبدو أن حساسيتك الزائدة نتيجة خيباتك حجبت عنك الرؤية.
أختي الكريمة، انظري إلى نفسك من الداخل، أنت إنسانة مرهفة الإحساس ولست بشعة، وتفكير السلبي واهتمامك بآراء الناس هو من ولَّد لديك هذا اليأس، فأنت فقط من لهها شأن بنفسك، وتعرفين ذاتك، وليقل الآخرون ما يقولون فذاك من شأنهم.
أما بالنسبة للنصيب وتأخر مسألة الزواج فهذا ليس نهاية العالم، أي نعم هو ركن أساسي في الحياة، لكنه ليس معيارا عن الفشل، ولا تدري ماذا يخبئ لك القدر، فقد يأتي نصيبك في الوقت المناسب مع رجل يساعدك في استرداد ثقتك بنفسك، لكن الأهم من كل هذا وذاك عزيزتي أن تتجاوزي خبراتك السابقة وتنهضي من جديد وتعيدي النظر في تقييم ذاتك، طالعي الكتب، وشاهدي برامج التنمية البشرية وتطوير الذات، وتخلصي من رواسب الماضي، استعيني بشخص ذو حكمة ورزانة وافتحي له قلبك ومتأكدة أنك ستجديني من يحتضن أحزانك ويوجهك للخير بإذن الله.
فما زالت الفرص أمامك لعيدي أنت لنفسك الثقة بها فلا أحد يمنحك إياها ولا تتوقعيها من أحد وتناسي موضوع الكرامة فإن يتقدم خاطب ولا يعود فهذا لا يمس الكرامة، ومن منا يا عزيزتي لا يقع بأخطاء وهفوات لكنها تعلمنا ولازلنا نتعلم منها.
ثم لا تنسي علاقتك بالله تقربي إليه بالطاعات والدعاء الخالص بأن يصلح حالك وينير دربك، ومؤكد سوف تتغير الكثير من الأمور إلى ما تحبين بحول الله.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور