مواطنـون يحاصرون 11 شاحنة لتهريب الوقود ويرشقونها بالحجارة في بني صاف بتموشنت

عرف، مطلع الأسبوع الجاري، طريق دائرة بني صاف بولاية عين تموشنت في شطره الموصول بولاية تلمسان وتحديدا على بعد مسافة قليلة من إحدى محطات الوقود التي يلجأ إليها المهربون خلال وقت متأخر من المساء لتعبئة الوقود، حالة من التوتر والانزلاق الشعبي، جراء إقدام عدد من المواطنين على اعتراض موكب شاحنات من نوع «داف» المشهورة بتمرير أكبر كمية من المواد الطاقوية إلى المغرب، على مدار 3 عمليات تفريغ يتجاوز فيها تعداد الوقود الجزائري المستنزف أزيد من مليون ونصف لتر يوميا، ما من شأنه إلحاق مزيد من الخسائر الفادحة باقتصاد الجزائر الذي يعيش أصعب الأوقات في الآونة الأخيرة بفعل التهاوي المتزايد في أسعار البترول عالميا .المعطيات والمستجدات الخطيرة التي أججت غضب عدد كبير من المواطنين ببني صاف، بعدما ضاقوا ذرعا من التزام الجهات الوصية سياسة الصمت تجاه هؤلاء المهربين، حيث أقدموا على محاصرة 11 شاحنة ورشقها بالحجارة، متسببين في أضرار لبعضها بعد تكسير زجاجها وواجهاتها، بينما كانت الشاحنات المذكورة تنتظر الفرصة السانحة للتسلل إلى إحدى محطات الوقود بغية تعبئة خزاناتها التي تستوعب زهاء 2000 لتر تذهب جلها نحو مستودعات تجميع الوقود بسيدي بوجنان، لتحال لاحقا إلى البلد المجاور داخل صفائح بلاستيكية تنقل عادة على أظهر الحمير المدربة على عمليات التهريب تحت جنح الظلام، وفي أعقابها استنجد أصحاب الشاحنات الذين هجر معظمهم عين المكان خوفا من التوقيف بمهرب وقود معروف سرعان ما حضر إلى عين المكان، وأشهر بندقية في وجه المواطنين الغاضبين محاولا إطلاق النار عليهم لتفريقهم، وهي الوقائع الخطيرة التي عجلت بحضور قوات الدرك الوطني إلى مسرح الأحداث المتوترة، فيما فر المهربون نحو وجهة مجهولة، أين فتحت المصالح المذكورة تحقيقا في هوية المهرب الذي حاول إطلاق النار على المواطنين بواسطة سلاح ناري وهوية باقي شركائه من سائقي الشاحنات المستغلة خصيصا لتهريب الوقود. يذكر أن لجنة مكافحة التهريب بالحدود الغربية رفعت، مؤخرا، تقريرا أسود عن هذا النوع من الشاحنات التي يمتلك منها بارون تهريب الوقود بتلمسان أزيد من 50 شاحنة داف تم تسجيلها باسم أقاربه لإبعاد الشبهات، كما يضللون نشاطهم بواسطتها في تهريب المواد الطاقوية بحيازة سجلات تجارية لمزاولة أنشطة وهمية كنقل مواد البناء والمياه الصالحة للشرب، حيث سبق لمصالح الدرك بالغزوات ومغنية والرمشي في تلمسان إحباط تهريب كميات هامة من الوقود على متن الشاحنات المشار إليها، كما أظهرت التحقيقات حقائق مثيرة حول الجانب التقني لهذه الشاحنات التي تخضع خزاناتها لعمليات تغيير لاستيعاب أكبر شحنة من الوقود، ولحد الساعة تبقى الأبحاث متواصلة عن الورشات السرية المخصصة لتغيير خزانات هذه الأخيرة.