مواطنون يحاصرون مقر بلديةبباتنة ويتظاهرون بـ«البيدونات»!

قالوا إن بلديهم تنام على بحيرات مائية وسكانها عطشى
بعد أن أغلقت في وجوههم كل سبل الحوار وأمام تزايد أزمة العطش يوما بعد يوم، لم يجد سكان بلدية تاكسلانت في ولاية باتنة سبيلا سوى تنظيم وقفة احتجاجية سلمية بجوار مقر البلدية، رفعوا خلالها عشرات الدلاء الفارغة وعدة شعارات منددة بالحالة المزرية التي آلوا إليها، مطالبين بحل فوري لأزمة العطش التي دخلت شهرها الثاني في بلدية أصبح يضرب بها المثل بمتناقضات تميزت بها من دون غيرها من بلديات الولاية.
الأمر متعلّق تعلق بقضية مياه الشرب، فهي تتوفر على آبار ارتوازية ذات تدفق قوي منتهية الأشغال ومجهزة بكل اللوازم منذ سنوات، إلا أن معارضة بعد المواطنين لتشغيلها حرم آلاف السكان من مياه الشرب، على غرار بئر ارتوازي متواجد في منطقة تاكسلانت القديمة تم إنجازه منذ 15 سنة بمئات الملايين وتم تجهيزه بالمضخات والكهرباء والأنابيب وبكل اللوازم الضرورية، واستغلاله لا يتطلب أكثر من الضغط على زر التشغيل لينتهي مشكل العطش نهائيا، لأنّ هذا البئر يحتوي على مياه بقوة تدفق تتجاوز الـ60 لتر في الثانية، لكن معارضة بعض الفلاحين استغلاله بحجة التأثير على عين العرش المسماة «ثازقرارث» أبقى على البئر مغلقا طوال 15 سنة، ومعه بقي آلاف المواطنين يعانون من أزمة عطش.
ويقول المسؤولون المحليون إنها ستحل بعد انتهاء أشغال بئر ارتوازي تجري به حاليا أشغال الإنجاز في قرية مركوندة، عندها سيتم تخصيص مشروع لتجهيز البئر بالمضخة والمحول الكهربائي والخزان الرئيسي، ثم أخيرا إنجاز شبكة نقل الماء لسقي المواطنين العطشى بتاكسلانت على بعد حوالي 5 كلم، وهو ما رفضه عموم المواطنين، لأن كل هذه المشاريع تتطلب أشهرا طويلة لتجسيدها على أرض الواقع، فضلا عن تكليفها خزينة الدولة مئات الملايين في عز الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، لذلك يعتبر السكان تفكير المسؤولين في حل كهذا أمرا يتنافى ومبدأ ترشيد النفقات، وتجسيد هذا التفكير ميدانيا يدخل في خانة سوء التسيير وهدر المال العام، لأن حل أزمة عطش سكان تاكسلانت لا يتطلب سوى الضغط على زر تشغيل مضخة بئر تاكسلانت القديمة.
يذكر أن 7 آبار ارتوازية أخرى منتشرة عبر كامل تراب بلدية تاكسلانت لقيت نفس مصير بئر تاكسلانت القديمة، وهو ما كلف خزينة الدولة مئات الملايين، ليقرر المسؤولون غلقها لأسباب غامضة.