موجة احتجاجات تجتاح العاصمة وتشل المؤسسات

المتظاهرون حملوا مطالب اجتماعية بشعارات شعبية
عاش صبيحة أمس كل من مقر وزارة السكن، قصر الحكومة ومقر الرئاسة، حالة احتقان شعبية من طرف المستفيدين من برنامج ”عدل”، ”كناب” وموظفي مديريات التعمير والتجهيزات العمومية، وكذلك مديريات التعمير والبناء لـ48 ولاية، مطالبين برحيل الوزير وتحقيق مطالبهم المشروعة. في حين تجمهرت عائلات ضحايا الإرهاب وطلبة قسم الصيدلة أمام مقر قصر الحكومة، تحت حراسة أمنية مشددة من قبل الشرطيات اللواتي حاولن تهدئة المحتجين، كما عرف مقر رئاسة الجمهورية اعتصاما نظّمه الأساتذة المتعاقدون المفصولون شهر ديسمبر الماضي من مناصب عملهم، بالرغم من شغلهم لمناصبهم تحت ذات صيغة لمدة أزيد من 10 سنوات بدون تسوية وضعيتهم.
”الشعب يريد إسقاط الوزير، معريفة ومحسوبية ووعود وهمية، 10 سنوات باراكات، لماذا تخلت الدولة عن التزاماتها، الصمود الصمود حتى تحقيق الوعود”، هي الشعارات التي رفعها صبيحة أمس، أزيد من 2000 مستفيد من سكنات ”عدل” لسنة 2001 ، تحت حراسة أمنية مشددة، بعد تأخر الإعلان عن قائمة المستفيدين -على حد قولهم.
وأكد ممثل عن العائلات المعتصمين أمام مقر الوزارة الوصية في حديث له إلى ”النهار” أمس، أن اعتصامهم المتكرر لم يحّدث أي تغير في قرارات المسؤولين، ماعدا الوعود الواهية بإعادة النظر في قضيتهم التي طال أمدها إلى أزيد من 10 سنوات، بدون أن يجد لها المسؤولون حلا سوى انتهاج معهم في كل عملية احتجاجية سياسة اللامبالاة والوعود الواهية التي لم يعد يهضمها المحتجون الـ٤ آلاف، ولهذا فهم ينددون بسياسة التماطل والتلاعب التي تمارسها إدارة الوكالة في حق الآلاف من العائلات التي طال انتظارها لـ10 سنوات، مطالبين رئيس الجمهورية بالتدخل العاجل ورفع اللبس عن المصير المجهول للضحايا المسجلين بين الفترة الممتدة من 18 أوت إلى غاية 31 ديسمبر 2001 وغير المستفيدين من هذا المشروع الأول لـ٤ آلاف مسكن، والعالقين بوعود وهمية غير محققة لحلمهم الشرعي، في استعادة حقهم المسلوب وتثبيتهم في صيغة المشروع الموعود منذ سنة 2001
350 عائلة من ضحايا الإرهاب تحتجّ أمام مقر الحكومة وتطالب بقانون أساسي خاص بهما
من جانب آخر، جمعت صبيحة أمس، أزيد من 300 عائلة من ضحايا الإرهاب قادمة من مختلف ولايات الوطن أمام مقر قصر الحكومة، تنديدا منهم بسياسة التهميش واللامبالاة المنتهجة في حقهم، بالرغم من سلسلة الإعتصامات التي شنوها منذ الشهر المنصرم، بداية من مقر رئاسة الجمهورية وصول إلى قصر الحكومة، بدون أن يجد مطلبهم استجابة.
وقال ممثل عن عائلات ضحايا الإرهاب في حديث إلى ”النهار” أمس، أن جملة الإعتصامات التي قاموا بها عبر مختلف الهيئات الرسمية لم تجد أذانا صاغية، بالرغم مما قدّمته عائلاتهم من تضحيات للبلاد طيلة العشرية السوداء. وعليه يناشدون رئيس الجمهورية ضرورة مساعدتهم من أجل إخراجهم من الوضع الإجتماعي الصعب، من فقر، سوء معيشة، التهميش والحڤرة من طرف السلطات المحلية والدائرة.
موظفو مديريات التعمير والتجهيزات العمومية ومديريات التعمير والبناء يعتصمون أمام مقر وزارة السكن
تجمهر الآلاف من الموظفين والعاملين لدى مديريات التعمير والتجهيزات العمومية ومديريات التعمير والبناء لـ48 ولاية أمس، أمام وزارة السكن والعمران، بعدما شلّوا القطاع، تنديدا منهم بسياسة الإهمال التي تنتهجها الوزارة الوصية لمطالبهم وعدم الرد على انشغالاتهم، بعدما طال انتظارهم بالرغم من الإحتجاجات المتتالية.
وقد شهد مقر وزارة السكن والعمران أمس، تدفقا كبيرا للمحتجين على أوضاعهم الراهنة، إزاء جملة من النقائص والإنشغالات، حيث حاصر عدد من الموظفين التابعين لمديريات السكن والتجهيزات العمومية ومديريات التعمير والبناء القادمين من مختلف ولايات الوطن أمس، مبنى وزارة السكن والعمران بالعاصمة، للتنديد بتهميش هذه الفئة التي لم تحظَ بأية زيادة في الأجور مثـل باقي عمال الوظيف العمومي.
وقد رفعت الفروع النقابية لمديريات السكن والبناء والتعمير والتجهيزات العمومية عبر مختلف ولايات الوطن في بيانها، مطالب الإفراج عن نظام المنح والعلاوات، وعدم الإستجابة لقرار إعادة النظر في القانون الأساسي. ويؤكد بعض المعتصمين القادمين من مختلف الولايات، على ضرورة إعلام الموظفين والعمال بكل ما يتم اقتراحه فيما يخصهم، إضافة إلى الإسراع في إعادة النظر في التصنيفات الجديدة التي لا تتماشى مع القدرة الشرائية للموظفين، مع إعداد نظام العلاوات والمنح، والأخذ بعين الاعتبار كل ما يتعلق بالمهنة، تثبيت وإدماج جميع الموظفين المتعاقدين الذين يقومون بمهام جد معقدة ومنح لهم علاوات مقارنة بزملائهم الدائمين.
طلبة قسم الصيدلة يحتجّون أمام مقر قصر الحكومة
احتج صبيحة أمس، أزيد من 300 طالب بقسم الصيدلة أمام مقر قصر الحكومة، منددين بسياسة الصمت واللامبالاة المنتهجة من قبل السلطات الوصية، بالرغم من إيداعهم منذ شهر للائحة المطالب التي من شأنها أن تعطي لقسم الصيدلة حقه القانوني. وقالت ممثلة عن المحتجين في حديث لها إلى ”النهار” أمس، أن مطالبهم مشروعة وقانونية، حيث يطالبون بشهادة دكتور في الصيدلة في سلّم 16 عوض شهادة صيدلة في سلّم 13 وكذلك يطالبون بزيادة المناصب فيما بعد التخرج، كما أنهم يطالبون باستقلالية قسم الصيدلة عن الطب والزيادة في الأعمال التطبيقية في المخابر وتحسين ظروف التمدرس، وهي المطالب التي لم تلبَ منذ شهر -يقولون- مما أجبرهم على العزوف عن مقاعد الدراسة والدخول في إضراب مفتوح إلى غاية أخذ مطالبهم محمل الجد.
الأساتذة المتعاقدون المفصولون يحتجّون أمام مقر رئاسة الجمهورية
”تلاميذ يدمجون وأساتذة مقصيون… ما الهدف من إجراء المسابقة إذا كنا نحن الناجحين في القوائم الإحتياطية… حق الإدماج حق مشروع”، هي الشعارات والتساؤلات التي رفعها صبيحة أمس، أزيد من 100 أساتذ متعاقد مقصى أمام مقر رئاسة الجمهورية، وتحت حراسة أمنية مشددة، بدون أن يجدوا أية إجابة شافية أو وعد من قبل المسؤولين كونهم درسوا أجيال طيلة عدة سنوات تحت صيغة أستاذ متعاقد، غير أنه وبمجرد طلبه الإدماج يجد نفسه في الشارع، هي العبارات التي قالها لنا أحد الأساتذة المتعاقدين المفصولين من مناصبهم، بالرغم من أنه شغل ذات المنصب منذ أزيد من 10 سنوات بدون إدماجه في منصب عمل، وهو الأمر الذي أجبرهم على الدخول في حركة احتجاجية لطلب إدماجهم في مناصب عملهم في القريب العاجل.