إعــــلانات

موظفون يطلبون المبارزة مواطنون يسبّون أمام الملأ والله آخر ما يُذكر في هذه المجالس

موظفون يطلبون المبارزة مواطنون يسبّون أمام الملأ والله آخر ما يُذكر في هذه المجالس

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله”، وقال أيضا: “الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد، والخلق السوء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل”، وقال أيضا: “الدين المعاملة”.

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}

لعل أفضل أمنية للمواطن الجزائري في أيامنا هذه هو ألاّ تقوده حاجة لطلب خدمة أو وثيقة من أية إدارة عمومية، خاصة مكاتب الحالة المدنية على مستوى الدوائر والبلديات وكذا المصحات الإستشفائية الجوارية والمستشفيات ومكاتب البريد، نظرا للصراعات اليومية التي تشهدها هذه الأخيرة وكذا ما يعبر عنه المواطن بسوء الإستقبال والتهرب من تقديم الخدمات، الأمر الذي يتطلب تخصيص يوم كامل لاستخراج وثيقة واحدة مع كثير من المناوشات الكلامية.

وارتأت “النهار” من خلال هذا الإستطلاع الذي شمل عددا من الإدارات التي سبق ذكرها، تسليط الضوء على بعض هذه المعاملات، والكشف عن مدى احترام موظفيها للزبون وكذا تحديد مسؤولية كل طرف في هذه المناوشات، التي جعلت المواطن ينفر من التردد عليها لقضاء حوائجه، فهل سوء الإستقبال وطريقة المعاملة من جانب الموظفين هي السبب؟ أم أن سلوكيات المواطن هي التي تدفع بهم إلى تصرفات غير مرغوب فيها؟

رجل في الخمسين يخرج من مستشفى “بيرطرارية” في الأبيار وهو يجفف دموعه

وكانت بداية جولتنا هذه من مستشفى “بيرطرارية” بالأبيار على مستوى أحد الأقسام الخاصة بحقن الدم، أين دخل أحد المواطنين في مناوشات كلامية مع المكلف بالتوجيه وضبط المواعيد على مستوى المصحة، حيث طالب هذا الأخير من المواطن الذي كان يبلغ من العمر حوالي 50 سنة العودة في وقت لاحق، رغم أنه كان يحوز على موعد من قبل المصلحة، حسب قوله، فأخذ يتوسل الموظف قضاء حاجته، قبل أن تسيل دموعه أمام الحضور وهو يقول “تلعبوا بينا كيما تحبوا” ولم يكن يبدو ذلك المواطن عاصميا.

وفي ذات المصلحة، ومع نفس الموظف دخل هو ومواطن آخر في مناوشات كلامية بسبب إشكالية تحديد المواعيد كذلك، أين خرج المواطن ساخطا عليه جراء ما اعتبره سوء معاملة، في الوقت الذي لم يكلف الطرف الآخر نفسه مهمة استرضائه أو على الأقل توضيح سبب تأخير الموعد، كما تدخل في ذلك المحاباة أو “المعريفة” في تجاوز أدوار المواطنين بالنسبة لأقارب الموظفين والعمال، ما يتسبب في شجارات وسب وشتم على مستوى العديد من المؤسسات العمومية.

مناوشات تتجاوز الحدود وموظف يطالب مواطنا بانتظاره خارجا للمبارزة في درارية !

وكانت المحطة الثانية في جولتنا الإستطلاعية هي الدائرة الإدارية لدراية مصلحة سحب واستلام رخص السياقة، أين حدث شجار بين موظف بأحد الشبابيك ومواطن وصل إلى حد التفوه بعبارات لا أخلاقية من قبل المواطن، الذي كان يطالب باستلام ملفه أو تحديد تاريخ لذلك، إلا أنه سخط على تصرفات الموظف الذي عامله ببرودة تامة، وراح يطالبه بانتظاره خارجا لتسوية الإشكال كناية عن طلبه للمبارزة، إذ أنه لم يعره أي اهتمام رغم المدة التي قضاها في طابور الإنتظار، ما جعله يطلق عبارات سب وشتم في حق ذلك الموظف.

وهو الشأن بالنسبة لإحدى بلديات ولاية سطيف التي قصدتها عيون “النهار” لأجل تعميم الإستطلاع، أين دخل كهل في مناوشات كلامية مع أحد الموظفين بعدما تبين أنه قضى مدة زمنية ليست باليسيرة أمام أحد الطوابير، قبل أن يتفطن إلى أن الموظفين لا يقصدونه وإنما يتعاملون فقط مع الصفوف الأخرى، وبعد تدخله طالبه أحدهم بالدخول في الصفوف الأخرى والإنتظار من جديد، ما جعل الرجل يهدد بكسر زجاج الشباك برأسه إن لم يستخرجوا له الوثائق.

وموظف بريد في فرجيوة يدخل في مناوشات مع زبون لإنقاذ نفسه من خطإ اقترفه

وكانت الوجهة الأخيرة إلى إحدى مكاتب البريد التي تعد المعقل الثالث للصراعات التي تكون بين الموظفين والمواطنين، فكان أحد مكاتب بلدية فرجيوة بولاية ميلة مسرحا لها، حيث نشب صراع بين أحد المواطنين وموظف الشباك بعدما حاول هذا الأخير اقتطاع قيمة إضافية من حسابه، بعدما وجد أنه يحمل نفس اللقب مع زبون آخر سحب مليوني سنتيم في حين تم اقتطاع ألفين دينار فقط من حسابه، ليجد الموظف نفسه أمام مسؤولية إعادتها.

ولم يتوقف الموظف عند هذا الحد بل دخل في مناوشات كلامية مع ذلك المواطن الذي أخذ يدافع عن موقفه، نظرا للمبلغ الذي أراد الموظف استقطاعه من حسابه دون سبب أو حتى فهمه لما يجري، حيث بلغ المبلغ حسب ذلك الزبون مليون و800 ألف سنتيم كاد أن يخسره لولا حزمه في صلابته في الوقف، خاصة وأن الموظف اغتنم فرصة التشابه في الألقاب ليتهم المعني بأنه من أقارب الشخص الذي أخطأوا في قيمة الإستقطاع من حسابه.

رابط دائم : https://nhar.tv/5C4kP
إعــــلانات
إعــــلانات