موظف و«عساس» بالبلدية ضمن شبكة لتزوير شهادات الميلاد وبيعها لـ«الحراڤة»
كانوا يتعمدون التلاعب بتواريخ الميلاد لتحويلهم إلى أشخاص قصّر
أمن عنابة أوقف موظفا وعون حراسة بمصلحة الحالة المدنية في «الشون دو مارس»
تمكنت، أول أمس، قوات الفرقة الاقتصادية والمالية للشرطة القضائية بأمن ولاية عنابة، من الإطاحة بشبكة خطيرة مختصة في تزوير شهادات الميلاد من أجل بيعها لـ«الحراڤة» المقيمين خارج الوطن، بعد تغيير تواريخ ميلادهم وتحويلهم إلى قاصرين من أجل استغلالها في الدول الأوروبية، خاصة فرنسا وإيطاليا.
وحسبما توصلت إليه «النهار»، فإن ذات المصالح الأمنية تلقت معلومات مؤكدة تفيد بتورط موظف بمصلحة الحالة المدنية الجديدة لبلدية عنابة على مستوى حقل مارس بوسط مدينة عنابة، والمعروفة بـ «شون دو مارس»، في تزوير شهادات الميلاد باللغة الفرنسية وبيعها لعائلات الشباب المهاجرين خارج أرض الوطن والمقيمين بطريقة غير شرعية بالأراضي الأوروبية.
ويتم تغيير تواريخ الميلاد الأصلية لهؤلاء «الحراڤة» بأخرى تثبت أنهم قصّر لم يتجاوزوا سن 18 سنة بعد، من أجل استغلالها في ملفات إدارية بأوروبا، وأيضا استغلالها في ملفات قضائية حتى لا تسلط في حقهم عقوبات سالبة للحرية وسجنهم بصفتهم قصرا.
وبفتح قوات الضبطية القضائية لتحقيقاتها المعقمة في هذه القضية، نجحت في تحديد هوية المشتبه فيه الرئيسي بالملف والبالغ من العمر حوالي 54 سنة، يشتغل كموظف في ذات المصلحة التي وردت معلومات بشأنها.
حيث تم تحويله مباشرة إلى التحقيق الأمني واستجوابه حول الوقائع المنسوبة إليه، قبل أن ينجح عناصر شرطة الفرقة الاقتصادية والمالية بأمن عنابة في التوصل إلى شريكه في القضية.
والذي يشتغل كعون أمن وحراسة بذات المصلحة في عقده الثالث من العمر، والذي تم القبض عليه أيضا وإحالته على التحقيق من طرف قوات الضبطية القضائية، قبل أن يقدما، صباح أمس، أمام وكيل الجمهورية على مستوى محكمة عنابة، والذي أحال بدوره ملف القضية أمام قاضي التحقيق بالغرفة الثانية لذات المحكمة عن التهم المتعلقة بالتزوير وسوء استغلال الوظيفة.
