نجحت فيما أصعب لكنّي فشلت في الحصول على رخصة السياقة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
سيدتي نور قد تبدو مشكلتي أقل أهمية من المشاكل التي تطرح عليك، لكنها أضحت هاجسا بالنسبة لي، لأنّي لا أعرف سبيل التّخلص منها.
أنا شاب في الثامنة والعشرين من العمر، متحصل على شهادة جامعية وقد رزقني الله بالنّجاح في المشروع الذي ساعدتني به الدّولة والحمد الله، وقد وفقني العلي القدير إلى تسديد نصف مبلغ القرض، على أمل إتمامه خلال السّنوات القليلة القادمة، لكن الأمر الذي فشلت فيه ومازال الفشل يلاحقني كلما أقدمت عليه، هو اجتياز الاختبار الخاص بالحصول على رخصة السياقة، لقد تعثرت لأكثر من مرة بسبب الخوف والإرتباك ولم يبق بحوزتي سوى فرصة واحدة، فلا أريد الفشل مرة أخرى، علما أنّي أنهيت ساعات السياقة المخصصة من طرف المدرسة، وأعتمد الآن على الساعات الإضافية التي صرفت لأجلها الكثير من المال، أرجو منك النّصيحة، ليكون النّجاح حليفي في المرة المقبلة إن شاء الله.
نور الدين/ المدية
الرد:
سيدي الكريم، قد لا يستحق الأمر أكثر من إعطائه المزيد من التدريب وحدك، حتّى يصبح الأمر أكثر سهولة، هناك إشارات سريعة أريدك أن تنتبه لها:
أولا: انتبه لما تقوله لنفسك صباح يوم الاختبار، هناك فرق بين من يردد: “أنا فاشل.. ما أصعب الإختبار.. أنا خائف.. سأرسب بكل تأكيد”، وبين من يقول: “أنا متحمّس لهذا الاختبار.. سأنجح بالتأكيد.. الخطأ في المرّة الماضية كان صغيرا ومن السّهل علي تجنّبه.. أنا متحمس لهذا اليوم) هذه العبارات لا تذهب هباءً، بل تعود إلى أعماقنا لتبرمج الإرادة وتقلّل من القلق والتّوتر.
ثانيا: التّدريب أساسي حتّى يصبح الأمر أكثر سهولة، أوجد فرصة للتّدرب على القيادة خارج مدرسة السّياقة، ولتجلب صديقا ليقوم بنفس دور المراقب الموجود في الاختبار.
ثالثا: جرب هذه الطّريقة فهي تعطي نتائج رائعة، قم بالتّدريب على القيادة عن طريق الخيال، قم بالاسترخاء وتخيّل ما يحدث معك في الاختبار بالتفصيل، افعل ذلك ثلاث مرات في اليوم لمدة عشر دقائق لكل مرة، فهذه الطّريقة تكافئ التدريب الحقيقي.
رابعا: جرب الاسترخاء أثناء دخولك السيارة، اجلب كل التركيز إلى الطريق أمامك بهدوء ودون توتر. وابعد التفكير عن القلق والخوف الذي يساورك.
خامسا: من الطّرق المفيدة أيضا أن تردد آية قرآنية أثناء الاختبار، مما يصرف عنك القلق والتّوتر والخوف.
خامسا: استعن باللّه وتوكل عليه واذهب منشرح الصّدر مطمئن البال، ترى أمامك صورة النّجاح لا الفشل.
سيدي الكريم؛ أتمنى لك التوفيق وأن ينزل الله عليك الاطمئنان والهدوء وأنا بانتظار سماع الأخبار الطيبة إن شاء الله.
ردت نور
