نجل ملياردير يسلب رجل أعمال 10 ملايير سنتيم في صفقات “فلاش” بواد السمار
أحال قاضي التحقيق بمحكمة الدار البيضاء قضية نجل رجل أعمال معروف أحد مؤسسي شركة “فلاش” بالجزائر العاصمة، وكذا أحد المشرفين على تسيير قناة “الهقار تي في” المدعو “إ. بومعراف”، على المحاكمة لسلبه رجل أعمال آخر ما يقارب 10 ملايير سنتيم، على خلفية صفقات تجارية تخص اقتناء مصاصات “فلاش”، أبرمت بعقود وديعة محدودة الأجال، لأجل إنقاذ شركته من الإفلاس، والكائن مقرها بوادي السمار، وتسديد ديونه إثر معاملة تجارية تخص اقتناء سيارات من ممول بقناة “الهقار تي في”، وهذا على خلفية بيعه فيلا فخمة لضحيته بالخرايسية قيمتها 9 ملايير و750 مليون بنصف المبلغ، الأمر الذي جعل الضحية يسعى وراءه لأجل تسديد أمواله المختلسة بعد إلغاء العقود بإبراء الذمة.
القضية الحالية تحركت بموجب شكوى تقدم بها رجل أعمال المدعو “ب.م” أمام قاضي تحقيق محكمة الدار البيضاء مصحوبة بادعاء مدني شهر فيفري من العام الجاري، مفادها أن نجل رجل الأعمال وأحد مؤسسي شركة “فلاش” بالجزائر، المدعو “إ.ب” قد سلبه مبلغ مالي معتبر قيمته 9 ملايير و750 مليون سنتيم، إثر 3 معاملات تجارية تخص اقتناء مصاصات “فلاش” من المؤسسة المنتجة الكائن مقرها بواد السماري في العاصمة، تمت بين شهري أوت ونوفمبر من عام 2014، عن طريق عقود وديعة محدودة الآجال التي أمضاها المشتكى منه، حيث تضمن كل عقد مبلغ 3 ملايير و250 سنتيم، على أن يسترجعها منه “الضحية” في أجل أقصاه 6 أشهر، مضيفا الشاكي أنه وبحكم معاملات تجارية جمعته بالمتهم في وقت سابق، وثق فيه في إطار المعاملة، وباعه فيلا فخمة بالخرايسية قيمتها المالية قرابة 10 ملايير سنتيم، بالاتفاق معه على أساس عقد وديعة كضمان، مقابل تمويله بمصاصات “فلاش” كل أسبوع بكمية معتبرة، وهو ما تم فعلا، حيث أمضى المتهم على 3 عقود وديعة قيمتها الإجمالية 9 ملايير و750 سنتيم، شهر أوت 2014، على أن تفسخ في أجل أقصاه 6 أشهر، غير أنه حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث أقدم المتهم على بيع فيلا ضحيته بنصف المبلغ، ثم قام بالتصرف في الأموال وكأنها ملكه، في الوقت الذي لم يتحصل الضحية على السلعة المتفق عليها، حيث وحسب مصادر مطلعة، فإن قسطا من الأموال سددها لممول سيارات بقناة “الهقار تي في” التي يدريها، والذي كان قد اقتنى منه عددا من السيارات بمئات الملايين، وبقيت دينا على ذمته، كما قام بتسديد ديون العمال بشركة والده المعروفة بـ”فلاش” الكائن مقرها بواد السمار والتي كانت مهددة بالإفلاس، ولعل هذه التصرف جعلت الضحية يطالب بتسديد أمواله بعدما قرب أجل إعادة ودائعه لكن من دون جدوى، الأمر الذي جعل الضحية يطرق أبواب العدالة للمطالبة بحقوقه بعدما يئس من استرجاعها، وهذا بعدما قام بإبراء ذمة كفسخ للصفقة المبرمة.
ولقد مثل المتهم “إ.ب” صبيحة اليوم أمام محكمة الدار البيضاء بتهمة خيانة الأمانة مصحوبا بحراس شخصيين لأجل مواجهة الجرم المنسوب إليه، ناكرا الوقائع المنسوبة إليه جزئيا، مصرحا بأن الضحية وجهت له اتهامات باطلة كونه قام بمخالصة الضحية عن طريق والده المدعو “ن. ب” الذي تدخل وقام بتسوية الوضعية شخصيا، وقدم له صكا بقيمة مليار سننتيم، وهذا بعد تقديم إبراء ذمة، مضيفا أن باقي المبلغ والمتمثل في أكثر من 7 ملايير، تم الاتفاق على تسديده من خلال اتفاقية بين الوالد والضحية.
وحسب ذات المصادر، فإن الصك الذي تسلمه الضحية بعد إبراء الذمة عند محضر قضائي، تبين أنه باسم قناة “الهقار تي في” و تابع لبنك الفلاحة والتنمية الريفية وكالة حاسي مسعود، إذ تعود تلك الأموال إلى أملاك الدولة، كونه تحصل عليها في إطار الدعم، وعلى ضوء ما ورد من معطيات التمس وكيل الجمهورية توقيع عقوبة 3 سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية بقيمة 20 ألف دج، وهذا بعدما تقدم الطرف المدني بطلباته والمتمثلة في استرجاع مبلغ الوديعة المقدر ب9ـ ملايير و750 مليون سنتيم، وتعويضا جبرا عن الأضرار المادية والمعنوية بقيمة 5 ملايير سنتيم، ومع استرداد مبلغ الكفالة، وعليه ارتأت المحكمة أن تحيل القضية على المداولة للنطق بالحكم لاحقا.
وتجدر الإشارة إلى أن نفس المتهم صدرت في حقه أوامر بالقبض الجسدي في محكمة الحراش، بعد إدانته بـ3 سنوات حبسا نافذا، والحكم حاليا محل معارضة، كما أصدرت محكمة الرويبة أيضا أوامر بالقبض في حقه، بسبب قضايا مشابهة.
