نزلاء دار العجزة في معسكـر: نحن نتعرّض للتعذيـب
اكتشاف غياب حســاب بنكي خاص بدار العجزة وتحويل المواشي المُتـبرع بها لأغراض خاصة
زيارة الوالي جاءت بعد تلقيه رسالة شكوى.. ومديرة المركز رفضت السماح لـ“النهار” بالحديث إلى نزلاء أحد الأجنحة
أمر والي ولاية معسكر، بفتح تحقيق عاجل على مستوى دار العجزة والمسنين بحي خصيبية بمدينة معسكر، بعد أن اكتشف خلال زيارته المفاجئة لتلك المؤسسة، عدة تجاوزات وخروقات لا تعد ولا تحصى، حيث اكتشف في بادئ الأمر أن مديرة المؤسسة تقوم بتربية قطيع الغنم وتخصصها لأقاربها. والغريب في الأمر أن رؤوس الأغنام تلك كانت تقدم لها في المناسبات من قبل المحسنين وحتى من السلطات الولائية من أجل نزلاء المؤسسة من مسنين وعجزة ومضطربين عقليا، واكتشف أن رؤوس الأغنام تلك لا يتم استغلال لحومها لفائدة النزلاء، إذ وضعت في إسطبل وراء مسكنها الوظيفي لتقدمها لضيوفها الشخصيين والأقارب لدى زيارتهم لها.بالإضافة إلى تلك التجاوزات فقد سجل المسؤول الأول على الولاية افتقار المؤسسة ذات الطابع الاجتماعي والتضامني لحساب بنكي يضمن أموال المحسنين والجمعيات الخيرية التي تقدم للمركز في عدة مناسبات لصالح المسنين، وهو ما يدفع إلى الشك في مصير تلك الأموال في ظل انعدام الشفافية في جمع الأموال. في نفس السياق اشتكى النزلاء من تصرفات المشرفين على المركز، حيث لا يتم معاملتهم بطريقة حسنة، كما يقوم هؤلاء بالتوجه إلى المصالح الاستشفائية بأموالهم الخاصة، على الرغم من وجود سيارة إسعاف بحظيرة المؤسسة، ووجود حافلة خصصت لنقلهم في العطل الأسبوعية والصيفية للقيام برحلات ترفيهية، غير أنها لا تستغل لذلك الغرض. كما اشتكى بعض النزلاء من ظروف إقامتهم المزرية، حيث يعانون اللامبالاة والإهمال الواضح، بينما ساد حديث عن وضع بعضهم في بيوت شبيهة بزنزانات المؤسسات العقابية، ناهيك عن تعرضهم لأبشع صور التعذيب على حد شكواهم. وإلى حين حلول لجنة تحقيق وزارية التي طالب بها والي الولاية للوقوف عند الوضع واتخاذ إجراءات صارمة في حالة الملف الأسود، فقد نفت المديرة تلك التجاوزات، لكنها مقابل ذلك، أصرت على رفض قيام «النهار» بزيارة لجناح النزلاء المشتكين والتقرب منهم قبل أن تسارع لمنعهم من الإدلاء بأي تصريح.
