إعــــلانات

نهاية جيل المؤسسين في في الجماعة السلفية للدعوة والقتال

نهاية جيل المؤسسين في في الجماعة السلفية للدعوة والقتال

تكبدت الجماعة السلفية للدعوة و القتال التي حولت تسميتها إلى “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ” في الأشهر الأخيرة بعد إعلان إنضمامها إلى “القاعدة” أكبر خسائر في صفوفها منذ تأسيسها عام 1998

برأي متتبعين لشؤون الجماعات المسلحة حيث فقد التنظيم الإرهابي منذ التفجيرات الانتحارية قيادة أركان الجماعة و أبرز الأمراء و القياديين الذين يوصفون بمحرك التنظيم  و هم زهير حراك ( سفيان فصيلة أبو حيدر ) ، عبد الحميد سعداوي (يحيى أبو الهيثم)  ، فاتح بودربالة (عبد الفتاح أبو بصير)  سمير سعيود (مصعب عبد الله )و سيدعلي رشيد(رشيد الديس) و و حمزاوي عبد الحميد (أبو تراب) إضافة إلى أمراء سرايا الثنية ، تيجلابين ، قورصو ، و ذلك في عمليات نفذتها قوات الجيش خلال شهر أكتوبر الماضي و  لم تكن مهامهم تقتصر على الإمارة و تسيير الأفراد بل التخطيط و الإشراف والتنفيذ إضافة إلى تسيير الغنائم و التجنيد و تشير المعطيات إلى  أن القادة الذين تم القضاء عليهم في العمليات الأخيرة ليسوا جنودا عاديين بل أصحاب قرار و قوة تأثير ونفوذ  في التنظيم تحت إمارة عبد المالك درودكال(أبو مصعب عبد الودود) الذي يفتقد لخبرتهم الميدانية و العسكرية .
و كان درودكال قد أجرى تغييرات على مستوى هيكل التنظيم استثنت جماعتي برج منايل و الأخضرية التي ينتمي إليها هؤلاء رغم أن محسوبين على تيار حسان حطاب مؤسس الجماعة السلفية للدعوة و القتال الذي سلم نفسه لأجهزة الأمن في رمضان الماضي بعد وقف نشاطه نهاية سنة 2006 .
و تشير العمليات الأخيرة إلى القضاء على ما يعرف بـ”الجيل القديم” في الجماعة السلفية للدعوة و القتال و التنظيمات المسلحة حيث كان هؤلاء من الأوائل الذين إلتحقوا بالنشاط المسلح عامي 1993 و 1994 و لديه ماضي مسلح و خبرة ميدانية لكنهم سقطوا أخيرا و هو ما أثار تساؤلات حول خلفيات سقوط رؤوس “القاعدة” في سلسلة ضربات متتالية خلال ظرف زمني متقارب .
المعطيات المتوفرة لدى “النهار”، تفيد أن بعض القياديين في “القاعدة” أصبحوا يمارسون الوشاية بطرق مختلفة  للتخلص من أمرائهم و تفادي تأثيرهم بعد أن إزداد نفوذهم  خاصة المعارضين لمنهج قيادة درودكال للجوء للعمليات الانتحارية و السلب و النهب في حواجز مزيفة مما أدى إلى تراجع الدعم الشعبي و تحول إلى التعاون مع أجهزة الأمن التي تمكنت من القضاء و إعتقال بعض هؤلاء إستنادا إلى معلومات أدلى بها مواطنون بينما أفضت تحقيقات أمنية إلى وجود تصفية داخلية يقوم بها جناح معارض داخل تنظيم درودكال  ضد المقربين منه في إطار تصفية حسابات للإستيلاء على الغنائم التي سيطرت عليها جماعة سعداوي (يحيى أبو الهيثم) و لم يتمكن درودكال من ردعه و أعلن له دعمه في بيان إعلامي .
و يرى خبراء أمنيون أبرزهم أن قوات الجيش تمكنت من مواجهة فعالة للجماعات الإرهابية بفضل اختراق التنظيم مما جعل مصالح الأمن تتوفر على معلومات أكيدة و موثوقة ومكن استغلالها من تحقيق ضربات موفقة و مدروسة إضافة إلى التعاون للفعال للتائبين مما أدى إلى الإطاحة بهؤلاء الأمراء الذين كانوا ينشطون في مناطقهم الأصلية التي ينحدرون منها خاصة برج منايل ، دلس ، تيزي وزو و كانوا يتمتعون بدعم و حماية أهاليهم و أهالي أتباعهم مما شكل عائقا أمام مصالح مكافحة الإرهاب .
ويعرف تنظيم الجماعة السلفية للدعوة و القتال سابقا الذي حول تسميته إلى تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”  انفجارا داخليا أدى إلى تراجع قدرات أفرادها و خلاياها و بلغة الأرقام فإن التنظيم الذي كان يضم حوالي 50كتيبة “مهمة”  أهمها كتيبة “الأنصار” وتحولت اليوم  إلى مجموعات صغيرة تضم بين 5و 10 أفراد  فقط ينشطون في مناطق  صعبة و معزولة و تتميز بصعوبة تضاريسها و يلاحظ خبراء في الشأن الأمني أن هذه الجماعات تتميز بالاستقلالية عن قيادة التنظيم  و هي في تنقلات مستمرة و غير منتظمة و لا يستبعد متابعون للشأن الأمني أن تكون هذه المرحلة بداية نهاية أحد أبرز التنظيمات الإرهابية بالجزائر بعد تكرار سيناريو “الجيا”. و اعتبر في رده على سؤال حول خلفية عدم تمكن  قوات الجيش  من استئصال الإرهاب  نهائيا رغم توفره اليوم على تجهيزات متطورة أن هذا الوضع يعرقل عمل قوات الجيش التي تقوم بعمليات عسكرية يومية و مكثفة و تمكنت من احتلال الميدان  لكن الأهم في هذه العمليات هو الدعم الشعبي لها في عمليات مكافحة الإرهاب

هؤلاء  كانوا وراء التفجيرات الإنتحارية بالجزائر

علي الديس أبو الدحداح :خبير المتفجرات و المشرف على تنفيذ العمليات الإنتحارية
يوصف “علي الديس” المعروف بـ”أبو الدحداح”  واسمه الحقيقي سيد علي رشيد كأهم خبير متفجرات في تنظيم “الجماعة السلفية للدعوة والقتال” وكان قد بدأ نشاطه في العمل المسلح ضمن الجماعة الإسلامية المسلحة “الجيا” التي التحق بصفوفها في بداية سنة 1994 قبل أن يلتحق  بـ “الجماعة السلفية” تحت إمارة حسان حطاب ، وهو من مواليد 23 جوان 1974 ببلدية عمر بولاية البويرة ويعتبر لدى قيادة التنظيم المسلح بمثابة “المشرف المنفذ” لسلسلة “الاعتداءات الانتحارية” التي هزت العاصمة الجزائرية في 11 أفريل الماضي وهو أيضا كان “العقل المدبر” لتفجير شاحنة عند مدخل ثكنة الأخضرية في 11 جويلية الماضي.
.ويشغل “علي الديس” ضمن هرم قيادة تنظيم “الجماعة السلفية للدعوة والقتال” منصب القائد العسكري للمنطقة الثانية التي تضم ولايات الجزائر، بومرداس، البويرة تيزي وزو وبجاية و كان المنسق الأول لعمليات التنظيم المسلح في هذه المنطقة ويحمل صفة “مستشار عسكري” لمسؤول المنطقة الثانية سفيان فصيلة وكان سيعين على رأس المنطقة الثانية بعد مقتله .

هارون العشعاشي :المسؤول عن التمويل بالأسلحة و الذخيرة
“هارون العشعاشي” واسمه الحقيقي نور محمد  ، من مواليد 1970منطقة القادرية ولاية البويرة  كان يشغل منصب أمير على مستوى القيادة الوطنية للتنظيم المسلح مكلف بتنسيق وضمان تزويد “الجماعة السلفية” بالأسلحة والذخيرة خاصة بالتنسيق مع شبكة الجنوب بالمنطقة التاسعة تحت إمارة  مختار بلمختار “الأعور”  ويعتبر “هارون العشعاشي” من قدماء التنظيم المسلح وكان عضوا سابقا في كتيبة “الملثمون” التي تعتبر من أخطر الكتائب التي تنشط في منطقة جنوب البلاد برفقة كتيبة “طارق بن زياد” التي تقف وراء تنفيذ سلسلة من الاعتداءات أبرزها  مقتل إطارات في الجمارك قرب المنيعة وأيضا اعتداءات مسلحة ضد أعوان الدرك والشرطة.
 
عبد الحميد سعداوي يحيى أبو الهيثم : مسؤول المالية و العلاقات الخارجية
ولد  عبد الحميد سعداوي في 20 ديسمبر عام 1969 انقطع عن الدراسة في  الأقسام المتوسطة، كان يعمل بائع أواني متنقل  ببلدية عين الحمراء التي ينحدر منها  قبل إنخراطه في صفوف  الجبهة الإسلامية للإنقاذ
وفي عام 1994 التحق بالجبل وعمره 28 سنة حيث تعرف على حسان حطاب وعمل معه كأحد أقرب مقربيه
 يعد من مؤسسي : تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال المنشق عن ”الجيا” وأوكل حسان حطاب له إمارة كتيبة الأنصار التي امتد نشاطها من بومرداس إلى تيزي وزو إلى البويرة وكانت القوة الضاربة للجماعة السلفية وأعتى كتائبها. قبل ترقيه  لقيادة المنطقة 2 للجماعة السلفية وأصبح عضوا في مجلس الأعيان لا تأخذ الجماعة السلفية قرارا دونه .

عبد الفتاح أبو بصير: أمير سرية العاصمة
و يعد عبد الفتاح  أبو بصير من أبرز نشطاء الجماعات الإرهابية  و إسمه الحقيقي فاتح بودربالة ، إلتحق بالعمل المسلح تحت لواء تنظيم “الجيا” سنة 1993 و كان محل بحث من طرف مصالح الأمن منذ سنة 1994 قبل الانضمام رفقة عبد الحميد سعداوي (يحيى أبو الهيثم ) الذي تم القضاء عليه نهاية الأسبوع الماضي بضواحي تيزي وزو إلى الجماعة السلفية للدعوة و القتال تحت إمارة حسان حطاب و شغل منصب مسؤول العلاقات الخارجية خلفا للمدعو بلال الولباني و تم في إطار التغييرات التي أجراها درودكال في هيكل التنظيم بعد انضمامه لـ”القاعدة”  تعيينه  أميرا لسرية العاصمة لتفعيل النشاط الإرهابي  بالتنسيق مع سفيان فصيلة أمير المنطقة الثانية و ينتمي عبد الفتاح أبو بصير إلى “جماعة الأخضرية التي تشكل نفوذا  مع جماعة برج منايل

زهير حراك سفيان فصيلة  أبو حيدرة :أمير المنطقة الثانية
من مواليد 29 نوفمبر 1975 بضواحي دلس ببومرداس  عين في سبتمبر 2006 أميرا للمنطقة الثانية خلفا لعبد الحميد سعداوي لكنه يوصف على انه الأمير الفعلي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي و يعتبر أحد أبرز خبراء التنظيم في مجال المتفجرات ، و قاد حسب شهادات تائبين و إرهابيين موقوفين مفاوضات مع شبكات تهريب الأسلحة و المتفجرات و تذهب مصادر أخرى إلى إدراجه  كنائب زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتردد أن حراك زهير المعروف باسم سفيان فصيلة هو الرجل الثاني في قيادة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتؤكد التحريات الأمنية  أنه وراء التخطيط لأغلب التفجيرات الانتحارية في الجزائر في الأشهر القليلة الماضية.

رابط دائم : https://nhar.tv/7xsZ3
إعــــلانات
إعــــلانات