هاجس العنوسة ساقني إلى المعصية.. فما السبيل لأستعيد رضى الله
سيدتي نور، بعد التحية والسلام.. لا يفوتني أن أشكرك أولاً على هذا الفضاء الذي يشعرني بالراحة والطمأنينة التي افتقدتها منذ وقت طويل، ولم أجد حلاً لحالتي سوى مراسلتك لتنيري دربي برد يبعث في قلبي الثقة من جديد لأكسب رضى الله بعد الذنب الذي اقترفته والذي أدري أنه ليس بالهيّن.سيدتي نور أنا شابة على مشارف الأربعين، عاملة مستقرة وعلى قدر من الجمال، عشت حياتي كلها متحفظة غير مستسلمة، عفتي وشرفي كانا فوق كل اعتبار، حققت أحلاماً عديدة واعتليت منصباً مهماً لكن كنت في نفس الوقت أرى العمر يتقدم بي وأملي في تأسيس عائلة مثل تريباتي يتبخر رويداً رويدا، فلا أخلاق تنقصني ولا نسب طيب ينقصني ولا جمال كذلك، لكن لِمَ لا يتقدم الخطّاب إليَّ؟ لم أكن أعلم.. فقد كنت أتألم كلما أرى فتاة تزف إلى بيتها، تملكني اليأس ورحت بعدها أغير من طباعي وشكلي ظنا مني أنني السبب، ورميت بنفـسي في أحضان أول من صادفني في تلك الآونة، ويا ليتني وجدت حينها من صدني قبل أن أستسلم وأسلم نفسي لمن لا يعرف معنى الحياة ولا يقدر حب الناس، فقد تعرفت على رجل أوهمني بحبه المزيّف وأحببته وصدّقت وعوده، حتى وجدت نفسي في آخر المطاف أرتكب معصية خسرت بها شرفي، لا و بل خسرت حتى رضى الله، فعديم الضمير تنكر لفعلته وتركني أتخبط في وحل الشجن بعد أن أخذ أعزّ ما أملك.سيدتي لا يمكنك أن تتصوري الشعور الذي أنا فيه الآن، فأنا مستاءة جداً ليس لأجلي بقدر ما هو لعظيم من عصيت، أرجوك لا تبخلي عني بالرد الشافي الذي عله يخفف على مصابي.
”ن” من الغرب
الرد:
أختي الفاضلة، أنا جد مقدّرة لما تعانينه واللوم في حالتك لن يفيد ولن يجدي نفعاً، لأن ما تمرين به من تأنيب ضمير يكفيك لكي تتداركي الأمور وتستعيدي أملك في الحياة.أختاه.. إن الزواج رزق مثله مثل أي رزق في الحياة، ولا يجب على أيّ كان ولأي حال من الأحوال أن يتذمر من قضاء الله وقدره، فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وما على الواحد منا سوى التوكل عليه وتفويض كل الأمور إليه، عزيزتي أبدا لم ولن يكون للمظهر الخارجي أو طريقة اللباس معياراً يقاس عليه في الزواج، فهذا الأخير قسمة ومكتوب لمشيئة الله ولما يعلمه من خير لكلا الزوجين، أما وإن تحلت الفتاة بكل الصفات التي تؤهلها لأن تكون زوجة وربة بيت وتأخر عنها النصيب فهذا يعتبر ابتلاء من الله يمتحن من خلاله درجة إيمان الواحدة منا وصبرها على ما حملها في تحقيق الإستقرار وتكوين عائلة.عزيزتي، هوّني عليك، فالندم والتوبة النصوح والعمل بأحكام الدين يكفيك لكسب رضى الله من جديد، فقط ما عليك فعله هو الصبر والإستغفار، والتحلي بقوة الإيمان، أعلم أن خطأك كبير لكن رحمة الله أكبر، خاصة إن حافظت على نفسك وتمسكت بالله، ومادامت الأرزاق بيد الله فاعلمي أنه سيأتي النصيب لا محالة، فقط أنصحك بالتستر على نفسك ولا تجهرينة بمصابك إلا لمن يتقدم لك خاطباً وذلك طبعاً بعد التأكد من أخلاقه وأصالته، لا تيأسي فالحياة مثلما فيها عديمو الضمير فيها كذلك من يملأ قلبه الخير وحب الله.أختي الفاضلة، الآن وقد وقع ما وقع لا تهولي الأمور عليك ولا تستسلمي للفشل، لأن ضعفك هذا قد يجرّك إلى ما هو أسوء، تحلي بشخصية قوية وتجاوزي محنتك بالصبر والإيمان، احتسبي لله أمر ذلك المتلاعب وأكثري من الدعاء، والله خير المنتقمين.
❊❊ ردت نور