هجرتني زوجتي لأني استبدلتها بامرأة أخرى فقط

السلام عليكم، وأسأل الله أن يرزق الجميع موفور الصحة والعافية، أما بعد: أنا موظف من الوسط الجزائري، أعمل في مجال التربية والتعليم وإنسان هادئ متخلقو أخشى الله والحمد لله على هذه النعمة، لقد توفي ابني وسنه 20 عاما، وكان أعزهم وأقربهم إلى نفسي وقلبي، وقتها كانت أمه قد بلغت سن اليأس، فارتأيت أن أتزوج بامرأة ثانية لعل الله يرزقني بولد آخر، بديلا عن الذي مات، فأخبرتها بذلك فرفضت الفكرة جملة وتفصيلا، وبعد أخذ ورد تزوجت ولكن من دون رضاها، وكان لكل واحدة منهما قسم خاص منفصل في المنزل، ويعلم الله أني ما فرطت في حقها يوما، من كل متطلبات الحياة، بل كان أكثر وقتي أقضيه عندها طلبا لرضاها، ولكنها ظلت تختلق المشاكل ولا يكاد البيت يخلو من المناوشات، لقد أتعبتني كثيرا، وآخر قرار اتخذته هو أن هجرتني نهائيا، ولم تعد تكلمني ولا تسهر على خدمتي، ومما زاد الأمر تعقيدا أن الأولاد يساندونها ويباركون تصرفاتها . سيدتي نور أشيري علي يرحمك الله، مع العلم أنني متمسك بها فهي أم أبنائي أولا وأخيرا وبيننا عشرة طويلة.
حائر / الوسط
الرد:
قبل الشروع في الرد على انشغالك، اسأل العلي القدير أن يوفقني في الإجابة، وألا تطغى عليها النزعة الأنثوية، لأن المرأة بطبعها ترفض التعدد، وأعلمك سيدي أنه ليس لي أي اعتراض ولا أملك أن أحرم ما أحله الله، لأنه لا يعترض على شرع العلي القدير إلا جاهل، فكونك اخترت الارتباط بزوجة ثانية فهذا حقك، لكن ما أثار، أدهشتي أسبابك غير المبررة ولسيت مقنعة البتة، وهذا ما جعل زوجتك تتعامل معك على هذا النحو.إنك يا سيدي لم تراع ظروفها، ولم تلق بالا لوضعها كأم فقدت ابنها، أم مجروحة تنتظر من شريك العمر أن يواسيها، فإذا به يزيد بزواجه من امرأة ثانية الملح على جرحها، لقد ضربتها في مقتل باعترافك أنها بلغت سن اليأس، ما يعني لها أن مدة صلاحيتها قد انتهت، علما أنها أنجبت لك من الذكور والإناث مثنى وثلاثى، ولا حجة لك في الزواج من أجل الذرية أبدا، بكل أسف خيبت ظنها متناسيا أن المرأة حين تبلغ هذه المرحلة العمرية تغدوا جد حساسة.ورد في رسالتك أنك تقضي جلّ أوقاتك معها لكي ترضيها، وهذا على حساب الزوجة الثانية، ألم يتباذر إلى ذهنك أنك بهذا التصرف تبخس الثانية حقها بميلك للأولى، أين العدل والإنصاف.. أين المودة والرحمة حين استجبت لرغبتك في الزواج.. ضرابا عرض الحائط امتناع شريكة حياتك ورفضها، لأنك أسأت اختيار الوقت الذي لم يكن مناسبا.ضربتان في الرأس ـ وفاة ابنها وزواجك ثانية ـ لا تؤلم فقط بل تفقد الوعي وتجعلها شريدة وحيدة، أتوقف عند هذا الحد من الكلام وأسأل الله أن يؤلف بين قلبيكما وأن يردها إليك ردا جميلا، وأغتنم الفرصة لكي أنصحك بالاعتماد على أخيار العائلة وأهل الحكمة منهم لتجاوز هذه المحنة إن شاء الله.
ردت نور