إعــــلانات

هجرني‮ ‬وهـو‮ ‬يحبني‮ ‬وبقيت أتألم وأنا أحبه‬

هجرني‮ ‬وهـو‮ ‬يحبني‮ ‬وبقيت أتألم وأنا أحبه‬

سيدتي‮.. ‬أنا فتاة من الشرق الجزائري‮ ‬أبلغ‮ ‬من العمر 24 ‬سنة وجامعية،‮ ‬مأساتي‮ ‬بدأت منذ ‮٥ ‬سنوات عندما التحقت بالجامعة؛ وحين تعرّفت على شاب من‮ ‬غير ولايتي،‮ ‬كان هو قد أنهى دراسته الجامعية في‮ ‬نفس تخصّصي،‮ ‬وبقيت علاقتنا في‮ ‬حدود الهاتف وشيئا فشيئا وجدتها تتوطّد وأصبحنا نلتقي؛ فكبر حبي‮ ‬واحترامي‮ ‬له وبنيت عليه أحلامي،‮ ‬ولا أنكر أنه هو الآخر بادلني‮ ‬نفس الحب والشغف؛ وأرادني‮ ‬أن أكون زوجته وأما لأولاده،‮ ‬ولم‮ ‬يكن‮ ‬يمنعه وقتها سوى الظروف،‮ ‬صبرت معه وتحمّلت بُعده عني‮ ‬رغم أن الحنين إليه كان‮ ‬يقتلني‮ ‬يوميا؛ وحبه في‮ ‬قلبي‮ ‬يزداد باستمرار،‮ ‬وخلال هذه السنوات تقدمّ‮ ‬لخطبتي‮ ‬الكثير لكنني‮ ‬كنت دوما أرفض بحجة الدراسة،‮ ‬مرّت 3 ‬سنوات ذقت معه حلاوة الحب وصدق المشاعر،‮ ‬لكنها كانت فرحة ولم تكتمل،‮ ‬فبعد وفاة أخ له تغيّرت الأمور؛ والشخص الذي‮ ‬كنت أحب لم أعد أعرفه،‮ ‬تذمّرت من هذا الوضع لأنه لم‮ ‬يعد‮ ‬يهتم بي؛ وقليلا ما‮ ‬يتصل بي‮ ‬وأنا كلّما أتصل به أجد هاتفه مشغولا،‮ ‬أحسست بأمر‮ ‬غير طبيعي؛ ولما واجهته ثار في‮ ‬وجهي‮ ‬وتذمر هو الآخر من شكوكي،‮ ‬من‮ ‬يومها قرّرت أن لا أتّصل به ثانية،‮ ‬لكن الحنين إليه وإلى حبه تغلّب عليّ‮ ‬وحاولت الاتصال به؛ لكن ليته لم‮ ‬يرد؛ فقد طلب مني‮ ‬حينها أن لا أعاود الاتصال به وأن لا أربط أحلامي‮ ‬به وأن ألتفت لحياتي‮.‬كلام نزل عليّ‮ ‬كالصاعقة،‮ ‬فضاقت بي‮ ‬الدنيا بكيت وبكيت وتألمت؛ ثم استعدت قوتي‮ ‬وقرّرت أن أطوي‮ ‬صفحته وأن أعتبره ذكرى جميلة علمتني‮ ‬الكثير وبالفعل حاولت أن أنساه‮.‬وبعد شهر فقط؛ توظّفت وتعرفت على شاب ولمدة قصيرة تقدّم أحدهم لخطبتي‮ ‬فقبلت به زوجا،‮ ‬لكني‮ ‬لا أكذب عليك سيدتي؛ كنت دائمة التفكير به وكنت أحسّ‮ ‬أنها خيانة لخطيبي‮ ‬وهذا الأمر كان‮ ‬يقلقني،‮ ‬كنت أصلي‮ ‬دوما وأبكي‮ ‬وأتوسّل الله أن‮ ‬يعينني‮ ‬كي‮ ‬أنساه،‮ ‬ولكن كيف وصوته‮ ‬يرنّ‮ ‬في‮ ‬أذني‮ ‬وطيفه ساكن داخلي‮ ‬وقلبي‮ ‬ينبض حبا له لا لسواه،‮ ‬وبقيت على هذا الحال إلى أن عاد حبيبي‮ ‬القديم؛ صددته في‮ ‬الأول لكن مع الوقت بدأ كلامه‮ ‬يؤثّر علي؛ مما خلق بيني‮ ‬وبين خطيبي‮ ‬مشاكل؛ حيث أصبحت أرى كل تصرّفاته خاطئة وأقارنها دوما مع تصرّفات حبيبي،‮ ‬ويوميا أثير المشاكل،‮ ‬وحبيبي‮ ‬كان‮ ‬يقنعني‮ ‬دوما بفسخ الخطوبة وأن نكمل حياتنا مع بعض كما حلمنا دوما،‮ ‬وبالفعل اختلقت المشاكل مع خطيبي‮ ‬وفسخت الخطوبة،‮ ‬وحدّدنا‮ ‬يوم زيارة والديه لبيتنا؛ خصوصا أن أحواله تحسّنت وأصبح لديه عمل مستقر،‮ ‬وقبل أيام معدودة من زيارتهم لنا وقع ما لم‮ ‬يكن في‮ ‬الحسبان،‮ ‬حيث نقل بعض الحسدة كلاما‮ ‬غير صحيح عني‮ ‬جعله‮ ‬يتّخذ موقفا سلبيا حيالي؛ أمر احترت له كثيرا فلم أكترث لكلام الناس بقدر ما صدمت بالشخص الذي‮ ‬أحب وموقفه‮..‬؟،‮ ‬وفي‮ ‬لحظة أحسست أني‮ ‬أخسر كل شيء؛ شرفي‮.. ‬كرامتي‮.. ‬حبيبي‮.. ‬وحتى نفسي،‮ ‬فأصبحت كالمجنونة‮.‬التقينا بعدها وناقشنا الأمر ووضعنا النقاط على الحروف؛ لكنه بقي‮ ‬دائم التخوّف من جهتي‮ ‬كثير الغيرة،‮ ‬تأزّم الوضع بيننا وباتت المواصلة معه أمرا مستحيلا،‮ ‬فقد أصبح كثير الشك وهذا أمر صار‮ ‬يخنقني‮ ‬لدرجة أن اضطرني‮ ‬أحيانا لتأليف الحكايات فقط لكي‮ ‬لا أوقع نفسي‮ ‬في‮ ‬مواقف حرجة معه وكي‮ ‬لا أفقد حبه،‮ ‬لكن الظاهر أني‮ ‬كنت مخطئة وأنه كان لابدّ‮ ‬عليّ‮ ‬أن أضعه أمام أمر الواقع وأن أفرض عليه احترامي‮ ‬منذ الوهلة الأولي‮.‬فعاد الظلام‮ ‬يخيّم على حياتي‮ ‬مجدّدا بفراقه،‮ ‬وفقدت معنى الحياة ولذّتها وانسدل ستار ليلي‮ ‬الذي‮ ‬لا شروق له،‮ ‬أحبه بكل كياني‮ ‬وقوّتي،‮ ‬وأقرّ‮ ‬بأنه‮ ‬نقطة ضعفي‮ ‬في‮ ‬الحياة،‮ ‬لكن شكه وهفواتي‮ ‬في‮ ‬بعض الأوقات هدّمت علاقتي؛ فهو‮ ‬يظن أني‮ ‬كذبت عليه وخنته،‮ ‬لكن أقسم بالله أني‮ ‬لم أخنه ولا مرّة وما كذبي‮ ‬عليه إلا خوفا منه ومن المشاكل لكن النتيجة خسرته‮. ‬خسرت أجمل ما في‮ ‬وجودي‮ ‬ومن ذلك اليوم وأنا جدّ‮ ‬مرهقة،‮ ‬ولا أفكر إلا فيه وفي‮ ‬طريقة أبني‮ ‬بها ثقته بي‮ ‬من جديد،‮ ‬لأني‮ ‬لا أحتمل خسارته،‮ ‬فأنا لا أريد أن أخسر أبسط حقوقي‮ ‬وهي‮ ‬أن أنعم بالسعادة التي‮ ‬طالما حلمت بها وخططنا لها،‮ ‬لكن كيف‮ ‬يتم هذا وأنا التي‮ ‬كسرت بداخله صورة حبيبته الصادقة بكذبة صغيرة‮..‬؟،‮ ‬فلو قلت الصدق كنت قد تفاديت كل هذا الألم والحسرة التي‮ ‬أعيشها؛ وأنا نادمة على كل شيء اقترفته،‮ ‬وكل هذه المدة وأنا أوضح له الأمور وأطلب منه العفو والسماح ولكن لا‮ ‬يرضى حتى سماعي‮.‬وبهذا سيدتي‮ ‬الفاضلة‮.. ‬وضعت كل ثقتي‮ ‬بك وسردت لك كل حكايتي‮ ‬من بداياتها الأولى؛ وتأكّدي‮ ‬سيدتي‮ ‬أني‮ ‬واعية بكل ما حصل؛ وهناك العديد من الأمور التي‮ ‬ترينها خاطئة لكن ليس باسم الحب أقول أنها صحيحة،‮ ‬ولكن إيمانا مني‮ ‬أنه الرجل الذي‮ ‬أعيش معه حلاوة الحب وسعادة الحياة.أخيرا تقبّلي‮ ‬مني‮ ‬فائق الاحترام،‮ ‬راجية منك أن تفيديني‮ ‬بطريقة لأرجع ثقته بي؛ علما أنه‮ ‬يرفض بتاتا أن‮ ‬يكلمني‮ ‬منتظرة ردّك الذي‮ ‬اعتبره منارة اهتدي‮ ‬بها وسط هذا الظلام الحالك الذي‮ ‬يسود حياتي‮.‬

حائرة من الشرق

رابط دائم : https://nhar.tv/U98CS