إعــــلانات

هدم مركز تعذيب خلال فترة الاحتلال الفرنسي يثير غضب سكان باتنة

هدم مركز تعذيب خلال فترة الاحتلال الفرنسي يثير غضب سكان باتنة

العملية شكّلت طمسا لواحد من أهم الشواهد على جرائم فرنسا

أثار تهديم مركز التعذيب إبان الثورة التحريرية المعروف باسم “مركز لحمر” المتواجد في حي “بوعكاز” ببلدية “فيسديس” بولاية باتنة، سخط واستياء عدد كبير من المواطنين، خاصة المهتمين بالجانب التاريخي، وبكل ما يرمز لهمجية المستعمر الفرنسي وجيشه.

وقال مواطنون إن تهديم مركز التعذيب الذي يحتوي على 4 أقبية و 24 زنزانة، علو الواحدة منها 90 سنتيمترا وعرضها 40 سنتيمترا، هو طمس لواحد من أهم شواهد جرائم فرنسا الاستعمارية الممارسة في حق الشعب الجزائري منذ سنة 1957، تاريخ انتزاع البناية من صاحبها “محمد بوعكاز” المدعو “لحمر” إلى غاية الاستقلال سنة 1962، حيث روى مجاهدون شهود عيان ألوان التعذيب الذي كان الفرنسيون يمارسونه ويتفننون فيه في حق الجزائريين، من مجاهدين وعامة المواطنين المقبوض عليهم والمشتبه فيهم انتماءهم لجيش التحرير، سواء انخراطا أو دعما، وقال الغاضبون إن التهديم غير قانوني بعدم امتلاكه المسؤول عليه لرخصة الهدم الواجب تسلمها من طرف المصالح المعنية لبلدية “فيسديس”. وبعد الحادثة، تم تشكيل لجنة معاينة مكونة من مدير المجاهدين ورئيس قسمة المجاهدين، رئيس بلدية “فيسديس” ومصالح الدرك الوطني، حيث تنقلت اللجنة إلى عين المكان، أين عاينت مخلفات عملية الهدم وتأكدت بأن البناية المهدمة، هي فعلا البناية التي كانت مركزا للتعذيب، في انتظار إعداد التقرير النهائي.

هذا واتصلنا بالقائم على عملية الهدم، والذي رد قائلا إن لا أحد يمكنه منعه من التصرف في ملكه، مؤكدا حيازته لعقد ملكية القطعة الأرضية والبناية بالكامل منذ أربعينات القرن الماضي، وأن البناية كانت مهملة طيلة عقود، وأصبحت خلال السنوات الأخيرة تشكل خطرا على حياة عائلته القاطنة بجوارها، مستدلا بانهيار جزء من الجدار قبل أيام وإصابة ابنه بجروح تطلب نقله بسببها إلى المستشفى، ورغم ذلك – أضاف المعني- أنه استثنى النصب التذكاري المجاور للبناية من التهديم، رغم أنه يقع أيضا على أرضه، كما قال مواطنون آخرون، إن اللوم يجب أن يكون على المصالح المعنية، التي لم تعطِ اهتماما لهذا الموقع منذ الاستقلال وتركته مهملا وعرضة للانهيار، مستدلين بعدم تنظيم ولو رحلة واحدة للتعريف به لجيل ما بعد الاستقلال، عكس مركز التعذيب المعروف باسم “فريمت ليكا”، والذي تم ترميمه وتنظيمه وتعيين حارس له، مع تنظيم خرجات علمية ودراسية ورحلات سياحية إليه من وقت إلى آخر.

هذا وحاولنا التواصل مع مدير المجاهدين لمعرفة النتائج التي خلت إليها لجنة المعاينة، لكننا لم نتمكن من من ذلك.

رابط دائم : https://nhar.tv/nNtiC
إعــــلانات
إعــــلانات