“هذا ما قاله لي بلاتير بعد النهائي… ولهذا أتألق خارجيا وأُنتقد محليا”

“الحارس النيجيري حاول رفعي على كتفيه لأنه انتظر صافرتي بفارغ الصبر“
تحدث الحكم الدولي الجزائري جمال حيمودي، مباشرة بعد عودته أمس إلى أرض الوطن، عن تجربته المميزة في إدارة نهائي “الكان” الذي جمع بين نيجيريا وبوركينافاسو وانتهى بتتويج نيجيريا، مبرزا تلقيه التهاني من العديد من الشخصيات وفي مقدمتها رئيس الاتحادية الدولية لكرة القدم جوزيف بلاتير، كما تحدث عن اللقطة الطريفة التي حدثت له بعد أن حاول الحارس النيجيري رفعه على كتفيه بعد إعلانه عن نهاية اللقاء…
في البداية مرحبا بعودتك إلى أرض الوطن…؟
شكرا جزيلا
ما هو شعورك بعد أن وُفقت في إدارة مباريات “الكان“، وخاصة النهائي بين نيجيريا وبوركينافاسو؟
أنا جد سعيد بالتأكيد وسعادتي الأكبر أني وفقت بفضل الله في هذه المهمة، وفي هذا الشرف الذي حظيت به، وانطلاقا من الأصداء التي وصلتني بعد نهاية اللقاء، أقول الحمد لله على أني وفقت في تشريف الصافرة الجزائرية والعربية بصفة عامة، وبلدي الجزائر والاتحادية الجزائرية لكرة القدم وكذا اللجنة الوطنية للتحكيم الذين ساهموا فيما وصلت إليه.
صراحة ألم تكن متخوفا قبل إدارتك للمباراة النهائية، وهل كنت واثقا من التوفيق في مهمتك هذه؟
الحمد لله، التوفيق من الله سبحانه وتعالى، أكيد أن إدارة نهائي كأس أمم إفريقيا ليست مأمورية سهلة خاصة أن كل الأنظار تتوجه إليك، لكني لم أتخوف على الإطلاق، باعتبار كل المعطيات المعنوية كانت في صالحي، بعد الخبرة التي اكتسبتها في كأس العالم للأندية وكذا الشرف الذي حظيت به بإدارة المباراة الافتتاحية، إلى جانب باقي المباريات التي أدرتها في “الكان“، دون أن أنسى العمل الذي قمت به قبل انطلاق المنافسة والذي يعود فيه الفضل للاتحادية الجزائرية لكرة القدم وكذا اللجنة الوطنية للتحكيم، كلها معطيات ساعدتني في إدارة النهائي بتلك الطريقة التي شاهدتموها.
على ذكر الاتحادية، ماذا قال لك رئيس “الفاف” محمد روراوة قبل المباراة؟
لقد شجعني وأكد لي على ثقته الكاملة في شخصي، وأكد لي أنه لقاء كباقي اللقاءات التي أدرتها بطريقة جيدة رغم طابعه النهائي، والحمد لله كما قلت لك وفقت في مهمتي وكنت في مستوى الثقة التي وضعت في شخصي.
ألم تجد صعوبات خلال المباراة النهائية من لاعبي الفريقين؟
لا.. على الإطلاق، الحمد لله من هذا الجانب، في جميع المباريات التي أدرتها لم أجد أية صعوبة، ففي النهائي كنت أعرف طريقة لعب المنتخب النيجيري بعدما أدرت لقاءه أمام المنتخب الإيفواري، في حين شاهدت المنتخب البوركينابي في 4 مباريات وقمت بمعاينة كل كبيرة وصغيرة عن هذا المنتخب واطلعت على اللاعبين الذين يدخلون منطقة العمليات وقد يعمدون إلى التمويه، أين اطلعت جيدا على المنتخبين وهو ما سهل من مأموريتي.
لقطة طريفة حدثت خلال إعلانك عن نهاية اللقاء، حين توجه الحارس النيجيري صوبك وحاول رفعك، ماذا حدث بالظبط؟
(يبتسم)… صحيح، لقد فوجئت بالحارس النيجيري يحاول رفعي، أعتقد أنه كان ينتظر بفارغ الصبر رفقة باقي أعضاء المنتخب النيجيري أعلاني عن نهاية اللقاء، ما جعله يعبر عن فرحته بتلك الطريقة.
قد يكون للأمر علاقة بفرحته بأدائك الجيد؟
ممكن… الشيء الأكيد أني تلقيت التهنئة من الجميع في هذا اللقاء.
على ذكر التهنئة، ما هي أبرز الشخصيات التي هنأتك على إدارتك الجيدة للنهائي، وماذا قالت لك؟
لما صعدت إلى منصة التتويج للحصول على الميداليات، أول تهنئة تلقيتها كانت من رئيس الاتحادية الدولية لكرة القدم جوزيف بلاتير، الذي هنأني على أدائي وقال لي: “هكذا يكون التحكيم الجيد والحقيقي“، ونفس التهنئة تلقيتها من رئيس الاتحادية الإفريقية لكرة القدم عيسى حياتو، إلى جانب “الحاج” محمد روراوة الذي هنأني كذلك على إدارتي للنهائي بتلك الطريقة.
حيمودي الذي يشيد به كل العالم بعدما قام به في النهائي وفي مباريات دولية أخرى، هو نفسه الذي يتعرض إلى انتقادات لاذعة في البطولة الوطنية، ما الذي يختلف؟
هناك اختلاف كبير جدا.. هذا أكيد، فالثقافة والعقلية مختلفتان تماما بين كأس أمم إفريقيا والبطولة الوطنية، ففي “الكان” هناك ثقافة تقبّل الخسارة، أما عندنا فهي منعدمة، فبعض الرؤساء والمدربين عندنا لا يتقبلون الخسارة لأنهم أول من يدفع الثمن، لهذا يكمن الاختلاف.