إعــــلانات

هذا مصير جيل «ياكلني الحوت وما ياكلنيش الدود»!

هذا مصير جيل «ياكلني الحوت وما ياكلنيش الدود»!

تزايد أعداد قوافل «الحراڤة» إلى الضفة الأخرى رغم اقتراب موسم الشتاء

تناقلت، أمس، وسائل إعلام إسبانية أخبارا عن العثور على بقايا جثث «حراڤة» ماتوا في عرض البحر الأبيض المتوسط، موضحة أن الضحايا قد وجدت أطراف وبقايا من جثثهم بعدما تعرّضت للالتهام من طرف أسماك القرش.

وتناقلت مواقع إلكترونية إسبانية وعربية الصور المختلفة التي نقلتها مواقع إسبانية في وقت سابق، بعد أمواج «الحراڤة» التي أصبحت تغادر عددا من دول المغرب العربي، على رأسهم الجزائر وتونس. وتكشف الإحصائيات الخاصة بأعداد «الحراڤة»، سواء الذين ينجحون في الوصول إلى الصفة الأخرى ـ إسبانيا أو  إيطاليا ـ أو أولئك الذين لم يسعفهم الحظ في تحقيق أمانيهم، وينتهون جثثا متناثرة في عرض البحر المتوسط، تزايدا مطّردا في ظاهرة الهجرة غير الشرعية، انطلاقا من السواحل الجزائرية. ولعل ما يلفت الانتباه في ظاهرة «الحرڤة»، هو أن بعض الولايات قد تحوّلت إلى معاقل ناشطة في مجال تهريب البشر، مثل عنابة من الشرق الجزائري، وولايات وهران وعين تموشنت وتلسمان، وفي بعض الأحيان الشلف، بالنسبة لولايات الغرب.

وعلى الرغم من قرب شواطئ الطارف من السواحل الإيطالية أكثر من نظيرتها في عنابة، غير أن هذه الأخيرة تصدرت ـ وما تزال ـ المشهد من حيث أعداد قوافل «الحراڤة»، الموتى منهم أو الأحياء.

ولعل ما لفت الانتباه هذه الأيام في ظاهرة «الحرڤة»، هو أنها تزايدت، رغم اقتراب موسم الشتاء، أين تهيج أمواج البحر، ويصعب معها الإبحار في قوارب صغيرة، وعبور مئات الكيلومترات لبلوغ الضفة الأخرى. فقبل أيام تم الإعلان عن تمكّن طفل يبلغ من العمر 11 سنة، وينحدر من ولاية مستغانم، الأراضي الإسبانية، بعدما لجأ إلى الهجرة غير الشرعية عبر القوارب. وقبلها بأيام تتالت أخبار العثور على مهاجرات من الجنس اللطيف، فتيات ونساء، بعضهن كن بمفردهن، والبعض الآخر مرفوقات بأفراد عائلاتهن. ولم يعد العاطلون عن العمل من الذين لا تتجاوز أعمارهم 30 سنة هم فقط من يلجأون للمخاطرة والهجرة، بعد اعتناق فكرة «ياكلني الحوت وما ياكلنيش الدود»، بل إن حتى ميسوري الحال، من عشاق الحياة الرغيدة في أوروبا قد بات لهم نصيب في قوارب «الحراڤة» وإحصائيات المصالح المختصة المكلّفة برصدهم.

حسب تقرير لمنظمة مراقبة الحدود الأوروبية «فرونتكسل»:

«توقيف 6 آلاف حراڤ جزائري في 2015»

كشف تقرير أعدته منظمة مراقبة الحدود الأوروبية «فرونتكسل» عن توقيف 6 آلاف «حرّاڤ» من جنسية جزائرية، حاولوا الوصول إلى عدد من الدول الأوروبية، على رأسها إسبانيا واليونان، فيما تاتي إيطاليا كوجهة ثالثة للشباب الجزائري.

وأظهر التقرير الذي أعدته المنظمة، أن الشباب الجزائري يأتي في المرتبة الأولى من خلال تصنيف أكثر الجنسيات في القارة الإفريقية استعدادا لـ»الحرڤة»، حيث احتلوا المرتبة العاشرة بـ 6352 حالة تم توقيفها.

ويظهر الإحصاء الذي نشرته وكالة «فرونتكسل»، أنه خلال الثلاثي الأول من 2015 تم توقيف 3150 جزائري عبر دول القارة الأوروبية، ووصل العدد في الثلاثي الثاني إلى 3202 «حراڤ»، وهو ما يمثل قرابة 2 .5 من المئة من مجمل «الحراڤة» الموقوفين عبر القارة الأوروبية في نفس الفترة التي بلغ عددهم فيها أكثر من 200 ألف حالة توقيف.

ورفضت الشرطة الأوروبية دخول نحو 1259 جزائري عبر الحدود الجوية بسبب وثائق السفر والفيزا المزوّرة أو عدم توفّرهم على الإمكانيات المادية للوجود في تراب الدولة الأوروبية المضيفة، مصنّفة إياهم في عداد المهاجرين غير الشرعيين، في حين كانت جل التوقيفات عبر الحدود الجوية للقارة الأوروبية، حيث يظهر التقرير بوضوح تراجع دخول الجزائريين إلى أوروبا عبر قوارب الموت، سواء نحو إيطاليا أو إسبانيا.

انطلقوا في رحلة إبحار سري الأسبوع الماضي قبل الإعلان عن اختفائهم

البحر يلفظ جثث 4 «حراڤة» ببوسفر والعنصر في وهران

علمت “النهار” من مصادر مطلعة، أن 4 «حراڤة» لقوا حتفهم غرقا بعدما لفظتهم أمواج البحر بكل من شاطئ بوسفر والعنصر في وهران. الضحايا الشباب في العشرينيات من العمر، تم أول أمس، انتشال جثثهم، أحدهم تم العثور على جثته بشاطئ بوسفر، فيما تم العثور على جثث الثلاثة الآخرين بإحدى شواطئ بلدية العنصر في وهران. وحسب نفس المصادر، فالضحايا الشباب كانوا قد أقلعوا السبت الماضي، في رحلة إبحار سري رفقة بعض «الحراڤة» لبلوغ الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، انطلاقا من شواطئ الساحل الوهراني، قبل الإعلان عن اختفائهم بعد انقطاع الاتصال بينهم وبين ذويهم وأقاربهم، أين تم إبلاغ حراس الساحل للناحية الإقليمية لوهران، التي باشرت عمليات تمشيط من خلال العديد من الدوريات بحثا عنهم.

أبحروا على متن قارب تقليدي الصنع

وصول 10 «حراڤة» من عنابة منهم فتاة إلى «سردينيا»

علمت “النهار” من مصادر موثوقة، أنّ 10 شبّاب «حراڤة» ينحدرون من أحياء وسط مدينة عنابة، وفتاة من ولاية قسنطينة، تتراوح أعمارهم بين 20 و42 سنة، نجحوا صبيحة أمس، في بلوغ الضفّة الأخرى من المتوسط وبالتّحديد سواحل «سردينيا» الإيطالية، بعد أكثر من 12 ساعة من الإبحار، انطلاقا من شاطئ «شطايبي» وسط أجواء مناخية متقلّبة، حيث تم تحويلهم مباشرة إلى طبيب المقاطعة وتقديم الإسعافات الطبية لهم. وحسب المعلومات المتوفّرة، فإنّ وصول «الحراڤة» الجزائريين إلى جزيرة «سردينيا» الإيطالية، جاء بعد الاتفاق المسبق مع منظّم الرّحلة مقابل 8 ملايين سنتيم للشّخص، بالرّغم من سوء الأحوال الجوية -تضيف مصادر «النهار» التي أوردت الخبر- والتي أكّدت بأنّ «الحراڤة» تلقّوا صعوبات كبيرة في اجتياز البحر والوصول إلى الضفّة الأخرى من المتوسط، وكادت أن تكون عواقب المغامرة وخيمة، لولا تدخّل عناصر الإنقاذ المدني في الجزيرة، بعد تعقّبهم عن طريق الأقمار الصناعية. وقد تمّ إجلاء «الحراڤة» من قبل خفر السواحل الإيطالية، عقب عملية بحث وتفتيش عنهم لأكثر من ساعة كاملة من الزّمن، وكذا اعتراض القارب على بعد 6 أميال بحرية قبالة سواحل جزيرة «سردينيا»، حيث تم إسعافهم وتحويلهم إلى مقر الميناء، أين تمّ عرضهم على طبيب الجزيرة ومباشرة الإجراءات الإدارية والقانونية لتحديد هويّتهم الحقيقية، بالتّنسيق مع ممثّلي الهيئة الدبلوماسية الجزائرية في روما.

رابط دائم : https://nhar.tv/lEYIl
إعــــلانات
إعــــلانات