إعــــلانات

هكذا أسعدتني‮ ‬الحيـــــــاة بعدمــــــــــا أتعبــتني‮ ‬لسنوات‮ ‬

هكذا أسعدتني‮ ‬الحيـــــــاة بعدمــــــــــا أتعبــتني‮ ‬لسنوات‮ ‬

يروي صاحب هذه القصة تجربته في الحياة، والتي لم تكن تبشر أبدا بمستقبل سعيد، وهو يعتقد أن ما أنقذه من الظّروف الصّعبة التي أحاطت به، يمكن أن تنقذ أي شخص آخر في مثل ظروفه، لذلك راسلني ليقص ما حدث له، ليستفيد ويتعلم الآخرون من هذه الدّروس، وهذا ما جاء في رسالته.

انفصل والداي وعمري ست سنوات، وعندما بلغت الثامنة من عمري قرّرت والدتي الزواج وطمأنتني بأنّني سأحب زوجها، شعرت بالحزن، لكن سرعان ما طمأنتني مرّة أخرى قائلة: إنّه سيكون في مقام والدك وأنّه حنون وطيب وأنّنا سنعيش سعداء معه، في حين تزوّج أبي من امرأة أخرى قبل زواج أمي ببضعة أشهر.

لكن بعد زواج أمي وجدت الحياة بين أمي وزوجها مؤسفة للغاية، لأنّه يؤذينا بالقسوة والضرب والإهانة، فبدأت أكرهه وأنبذه، وأصبحت حياتي كئيبة مقتصرة على العودة من المدرسة ومشاهدة التلفزيون، ثم الذهاب للنوم، أما والدتي عانت من الاكتئاب، حتى أخذت أتساءل وأنا في سن المراهقة هل سأكون سعيدا يوما ما، وكان كل تفكيري يأخذ إجابة واحدة وهي نفي أن أكون سعيدا، لأنّ الصورة القاتمة التي كنت أعيشها مع رجل قاس لا يرحم، يضربنا باستمرار، زرعت بداخلي الخوف والقلق وانتزعت الآمان، وبعد ما كانت أمي مصدر أمان أصبحت المسكينة تفتقده وفاقد الشيء لا يعطيه.

 لم تستطع أن تحميني أبدا في ظل هذا الزوج الشرير، فأثّر ذلك جدا على نفسيتي، فتعثرت في الدّراسة بسبب عدم القدرة على التركيز، لكن بعد ذلك فكرت بيني وبين نفسي، وقرّرت أن أخوض معركة الحياة وحدي وأقتلع الأشواك من طريقي بنفسي، دون أن أتكل على أحد، وأن أعالج مشاكلي دون اللّجوء للغير، وقرّرت أن أعثر على وسيلة لتكييف أحاسيسي الداخلية الحزينة، مع ما كنت أظنه عالما يصعب إدراكه من حولي، حتّى توصلت إلى قناعة تامّة، وهي أنّه عندما تتدهور الأمور كثيرا يبقى في الحياة بصيص أمل وفجر يبزغ، وهذا ما حدث فعلا، صممت أن أحقق النجاح في الحياة، في هذه اللحظة ساق الله تعالى لي شخصا، فوقف معي عندما سردت له قصتي ومعاناتي، فأصبح صديقي ولا يفارقني وجعلني أنسى تماما تلك الحياة القاسية التي عشتها من قبل، وبين لي أهمية أن يكون للإنسان صديق.. ثم بعد فترة التفّ حولي ناس طيبون ساندوني. وكانوا السبب الرئيسي في إنقاذي من اليأس والفشل وانتشالي من حياة البؤس والإحباط.. وشجعوني على إكمال مسيرتي التعليمية في الجامعة والإلتحاق بالتخصص الذي أرغب حتى بعثوا في قلبي الحماس.

 دخلت الجامعة وتخصّصت في مجالي المفضّل، تخرجت وتمكنت من الحصول على وظيفة مرموقة، ثم تزوجت امرأة رائعة، أنجبت لي ثلاثة أولاد هم زهرة حياتي، حاليا أشغل منصبا مهما، وحياة زوجية وأسرية سعيدة ومستقرة.

سيدتي نور، أردت من سرد تجربتي وقصتي على القراء، أن أثبت أن ما ينقذنا في هذه الحياة هو الثقة والأمل والرجاء، وبقدرتنا على صنع المستقبل مهما بلغت ضخامة العقبات، إن ما أنقذني حب الناس وكذلك إيماني وثقتي بالأمل الذي أضاء طريقي. انظروا إلى تجربتي وحياتي كيف كانت وأين وصلت، وبعد أن كان اليأس يتسرّب إليّ وظننت أنّني لن أرى السعادة أبدا، لكن حياتي تحولت بفضل الأصدقاء وأهل الخير، والأهم إرادتي وعزيمتي إلى إنسان ناجح في حياتي وعملي.

أقول لكل من يمر بظروف صعبة وقاسية، هل يمكنك أن تفكر بما يمكن أن ينقذ حياتك؟

إنّها دروس في الحياة، من الظلمة يبزغ الأمل، ومن المعاناة تتحقّق الطموحات والأحلام، ورغم الشّر تستطيع أن تجد الكثير من الأخيار الذين يمدون لك يد العون.

رابط دائم : https://nhar.tv/rppCn
إعــــلانات
إعــــلانات