إعــــلانات

هكذا أوقع هاتف «الكلونديستان زهير» بقتلته في ڤالمة

هكذا أوقع هاتف «الكلونديستان زهير» بقتلته في ڤالمة

   القاتلان عادا إلى مسرح الجريمة بعد يومين وأحرقا الجثة لطمس بصماتهما 

 بعد عملية تحقيق واسعة قامت بها فرقة الأبحاث التابعة للدرك الوطني بڤالمة، وبالتنسيق مع فرقة الدرك لبلدية حمام النبائل، على خلفية العثور على جثة متفحمة بجبال الكرابيش، الثلاثاء الماضي، تمكنت مصالح الدرك من فك لغز أبشع جريمة قتل عرفتها ولاية ڤالمة منذ مطلع السنة الجارية. الجريمة بطلها شابان، الأول يبلغ من العمر 25 سنة والثاني 26 سنة يقطنان بإحدى الأحياء «ببلدية هيليوبوليس» خططا ودبّرا ثم نفذا، حيث كان أول تخطيط يضعانه هو كيفية الحصول على سيارة وبيعها، فكانت الفكرة هي اقتياد «فرودور» ومن ثم التخلص منه والاستيلاء على سيارته، هكذا كانت بداية مرحلة الجريمة. حيث تعود وقائع هذه القضية إلى تاريخ 17 أفريل الماضي وفي حدود الخامسة مساء، تقدم المشتبه فيهما الرئيسيان من الضحية بمحطة باب سكيكدة في ڤالمة، أين كان الضحية، بوطابت زهير، متقاعد من الحرس البلدي يعمل «فرودور» على متن سيارته من نوع «رونو لوڤان» وطالبا منه نقلهما إلى «بلدية بني مزلين»، وبعد أن اتفقا معه على الثمن تحرك الجميع إلى الوجهة المحددة، ولدى وصولهم إلى مفترق الطرق المؤدي إلى قرية الناظور، طلب منه المتهمان التوقف لأنهما ينويان السير على الإقدام، وعند توقف الضحية ودون سابق إنذار أخرج المتهم الرئيسي الذي كان بجانب الضحية سكينا من الحجم الكبير ووجه له طعنة أولى على مستوى القلب، قبل أن يعاود الكرّة بطعنة أخرى حتى يتمكن من قتله، وبعدها قام المتهمان بإخراجه من السيارة ووضعه بالكرسي الخلفي، وهنا بدآ يفكران في كيفية التخلص من الجثة، فقاما بالسير بها لحظات قبل أن يتوقفا وأخرجا الجثة وقاما بجرّها على مسافة حوالي كيلومتر ورميها بالوادي المتواجد بالمكان المسمى «بوعويقية أو لكرابيش» التابع لإقليم بلدية حمام النبائل، وبعد تأكدهما من أنهما تخلصا من الجثة، قررا التنقل فورا إلى ولاية برج بوعريريج عند أحد أصدقائهما اللذين اتفقا معهما على شراء السيارة، حيث كان الاتفاق المسبق بأنه توجد سيارة مسروقة يريدان بيعها، فبعد تنظيفهما لأثار الدم التي كانت في الكرسي الخلفي للسيارة بعد أن قاما بنزع الغلاف الخاص بالكرسي، تحركا إلى ولاية برج بوعريريج، وهناك التقيا الشخصين المعنيين بشراء السيارة واللذين هما في الأصل صديقاهما، إذ أكدا للمتهمين الرئيسين أنه يوجد شخص يعمل في مجال تصليح السيارات (طولي)، وهو من سيتكفل ببيع السيارة نظرا لعلاقاته مع تجار السيارات المسروقة، حيث تم تسليمه السيارة على أساس بيعها في فترة معينة ليسدد بعدها ثمنها، عندها عاد المتهمان إلى مسكنيهما وكأن شيئا لم يحدث، في انتظار تسليمهما الشاري مبلغ السيارة، وبعد يومين أي بتاريخ 19 من ذات الشهر، لفتت انتباههما المروحيات التي كانت تبحث عن الضحية المختفي، وهنا بدأ الخوف يسيطر عليهما خوفا من اكتشاف الجثة من طرف مصالح الدرك التي باشرت في عمليات تمشيط واسعة مستعملة الكلاب البوليسية والمروحيات، ومن ثم اكتشاف بصماتهما، وهنا جاءتهما فكرة طمس آثار الجريمة فعادا بعد يومين إلى مسرح الجريمة ومعهما دلو من البنزين، حيث قاما بسكبه على جثة الضحية ثم أحرقاها نهائيا حتى يتأكدا من أن آثار البصمات قد اختفت،  وبعد مرور عشرين يوما على ارتكابهما لجريمتهما، ظهرت الجثة التي اكتشفتها مجموعة من الكلاب تابعة للراعي الذي كان يرعى غنمه بالمنطقة، ليخطر على الفور مصالح الدرك، ومن هنا بدأت عمليات التحري والتحقيق في هذه القضية التي كانت في البداية ضد مجهول، وبعد مرور نحو 24 ساعة من اكتشاف الجثة ومع الاستغلال الجيد للمعلومات التي جمعتها فرقة الأبحاث التابعة للمجوعة الولائية وكذا فرقة الدرك التابعة لبلدية حمام النبائل، تم الوصول إلى فك لغز هذه الجريمة، وأول مفاتيح القضية كان عن طريق أحد الأشخاص الذي عثر بحوزته على هاتف الضحية والذي أكد أنه تحصل عليه من عند المتهم الرئيسي على أساس ضمان للمبلغ الذي اقترضه منه، وبعد توقيف المشتبه به الرئيسي الذي حاول في بادئ الأمر التملص من جريمته وإنكاره لكل الوقائع المنسوبة إليه، وبعد مواجهته بالأدلة والقرائن التي تدينه لا سيما قميص الضحية الذي وجد بمسكنه، انهار واعترف بكل الوقائع وكذا شركاؤه في هذه الجريمة بمن فيهم شريكه الرئيسي في عملية القتل وشريكاؤه الذين اشتروا منه السيارة، ليتم بعد ذلك تمديد دائرة الاختصاص إلى ولاية برج بوعريريج، وهناك تم توقيف المشتبه بهما صديقا المتهمين الرئيسيين وحجز سيارة من نوع «أكسنت» بداخلها غلاف الكرسي الخلفي لسيارة الضحية والذي كان ملطخا بالدماء، فيما يبقى البحث جاريا عن المتهم الخامس الذي اشترى السيارة والذي يبقى في حالة  فرار، ليصل بذلك عدد الموقوفين في هذه القضية إلى حد الساعة 5 متهمين، ويبقى السادس في حالة فرار ومحل بحث من طرف الجهات المعنية، كما يبقى التحقيق متواصلا في أبشع جريمة تشهدها ولاية ڤالمة منذ مطلع هذه السنة.

 

           

رابط دائم : https://nhar.tv/qH4x1
إعــــلانات
إعــــلانات