إعــــلانات

هكذا تحوّلت خيم الحجيج إلى مراقد مختلطة

هكذا تحوّلت خيم الحجيج إلى مراقد مختلطة

سلوكيـــــات الحجـــاج الجزائرييـــن إلى متـــى.. ومنــــى ستبقـــى هاجــــس الحـــاج الجزائــــري!

كــــــــــل أعضــــــــــــاء البعثــــــــــــة أحـــرمـــــــــــوا للحــــــــــــــــــج يـــــــــــــــوم الترويـــــــــــــة…!

اختلفت آراء الحجاج الجزائريين الذين وصلوا صبيحة أمس، على متن أول رحلة إلى المطار الدولي هواري بومدين، حول الأوضاع التي عاشوها بالبقاع المقدسة خاصة بالمشاعر المقدسة على مستوى منى، أين أجمعوا على حسن التأطير والتسيير قبل عرفة وأكدوا على غياب أعضاء البعثة بعد عرفة، حيث قالوا أنهم أحرموا جميعهم للحج بعد يوم التروية.

وصلت صبيحة أمس على الساعة السادسة و45 دقيقة، أول رحلة للحجاج الجزائريين من مكة المكرمة، متأخرة عن موعدها الأصلي بحوالي ساعتين، لأسباب قال عنها الحجاج أنها راجعة إلى طريقة التنظيم غير المحكم، من قبل المتعامل السعودي المكلف بمهمة النقل من الفندق إلى المطار، أين تخلفت حافلتان عن موعدهما بحوالي ساعتين تقريبا.

وكانتالنهارمن جهتها، حاضرة في استقبال الحجاج على مستوى المطار، بغية استطلاع آرائهم حول طريقة الإستقبال والتنظيم التي حظوا بها في البقاع المقدسة، سواء على مستوى المدينة المنورة، مكة المكرمة أو المشاعر بعرفة ومزدلفة ومنى، أين اختلفت تصريحاتهم بين ممتن لأعضاء البعثة وساخط على الأوضاع المزرية التي لاقوها بالشعائر على وجه الخصوص، في الوقت الذي أجمعوا على حسن المعاملة على مستوى الفنادق.

تنظيم جيد ومحكم بالعمائرالفنادق”.. لكن ما حدث  بمنى لا يطاق

دخل الحجاج منهكين من عناء السفر إلى قاعة انتظار الأمتعة، أين سارعوا إلى عربات نقل الأمتعة، واتجهوا كلهم لانتظار حقائبهم، أين سنحت لنا الفرصة التقرب من العديد منهم، بغية الحديث إليهم والخوض في غمار هذه الرحلة الربانية التي دامت شهرا كاملا، أين تطرق معظمهم إلى أوضاع الإقامة والنقل وكذلك أيام الحج بعرفة ومنى ومزدلفة التي تعد أصعب أيام الحاج بالبقاع.

وثمن من جهته، الحاجعبد الحكيم عسلونيالدور الكبير الذي لعبه أعضاء البعثة في تأطير الحجاج، سواء على مستوى العماير بالمطارات أو بالمشاعر المقدسة، أين قال أن كل اللجان الخاصة بالبعثة كانت حاضرة رفقة الحجاج خاصة منهم البعثة الطبية والمرشدين، مشيرا إلى أنه كان هناك طبيب في كل عمارة ومرشداكذلك زيادة على تلبية كل الطلبات التي يمكن أن يجدها الحاج.

وقال الحاجعبد الكريممن الجزائر العاصمة من جهة أخرى، أنه يقيم بكندا منذ 11 سنة، إلا أنه فضل الدخول إلى الجزائر بغية اصطحاب والدته التي ظهر إسمها في قرعة الحج لهذا الموسم، مشيرا إلى أن ذلك كان بغية مساعدتها على أداء المناسك أولا وكذاك ليكون محرما لها من ناحية أخرى، أين عبّر هذا الأخير عن سخطه من الأوضاع التي عاشها الحجاج الجزائريون بمنى على وجه الخصوص.

واعترف الحاجعبد الكريمفي الثلاثينات من عمره قبل الخوض في الأوضاع المزرية بمنى، بالتنظيم الذي كان محكما قبل الثامن من ذي الحجة المصادف ليوم التروية، حيث كان أعضاء البعثة قائمين على شؤون الحجاج سواء من ناحية الإسكان أو النقل، إلى غاية بداية التفويج إلى عرفة ومنى، أين بدأت معاناة الحاج الجزائري خاصة كبار السن منهم.

سلوكيات الحاج الجزائري..إلى متى؟

وأثنى من جهته، الحاجعبد اللهمن ولاية غرداية، على حسن التأطير الذي كان سائدا منذ الأيام الأولى، سواء على مستوى المدينة المنورة أو مكة المكرمة، قبل أن يفاجأ جميع الحجاج خاصة منهم الذين لم يسبق لهم زيارة البقاع المقدسة، وذلك بالعدد الهائل من الحجاج الذي اعتلى عرفة ومنى وكذا الإقامة داخل الخيم التي كان الجميع يبحث فقط أين يضع قدميه ولا يهمه بعدها أن يضطجع على أي كان، وأضافكان الموقف مريبا جدا حينما تجد الرجال والنساء في خيمة واحدة وصلت درجة الإختلاط فيها إلى أن يتوسد الرجل امرأة لا يعرفها أبدا، فضلا عن طريقة النوم التي لم ير مثلها حتى في أعراس البادية، فتجد الأربعة والخمسة في مكان واحد، ذلك أن التنظيم لم يكن محكما ولا وجود لأعضاء البعثة تقريبا في منى، نظرا لدخول الحجاج في الخيم التي لم تخصص لهم”.

وقالعبد اللهأن الخيمة الواحدة يدخلها أكثر من سعتها بضعفين اثنين، الأمر الذي يحتم على الرجال والنساء البحث عن مكان للنوم نتيجة التعب الذي نال منهم، بغض النظر إن كان ذلك المكان بالقرب من محرمها أو من رجل آخر، فضلا عن افتقار المخيمات إلى أدنى ضروريات الحياة، سواء أماكن قضاء الحاجة أو الشرب أو الأكل.

وأكد محدثالنهارأن بعض الحجاج لم يجد أين يقضي حاجته فاضطر إلى قضائها بالخيمة أمام كل الحضور، خاصة المسنين الذين لا يمكنهم قطع مسافات كبيرة تحت شدة الزحام، كما قال أنه لا وجود للماء على غير العادة وكذلك الطعام، إذ أن كل أعضاء البعثة محرمون فلا يمكن أن تعرف أو تعرض حاجتك على أي أحد.

وفي الجهة المقابلة، قال ذات المتحدث أن الحجاج الجزائريين لا يزالون يحملون سلوكياتهم حتى بالبقاع المقدسة، فالكل يريد أن يأكل أولا، ويغتسل أولا ويركب أولا ويدخل عند الطبيب أولا، فقد جسدوا سلوكيات المجتمع الجزائري خاصة على مستوى الطائرة أمس، فرغم علم الجميع أن كل واحد منهم سيجد مكانه ينتظره، إلا أن الجميع يتسابق وكأنهم سيركبون حافلة وليست طائرة.

 غياب الرقابة جعل بعض المتعاملين السعوديين يتلاعبون بالحجاج

وقال الحاجعبد النورأن موسم الحج لهذه السنة كان جيدا قبل الصعود إلى عرفة ومن ثم إلى منى، ذلك أن أعضاء البعثة الجزائرية قاموا بتأطير جيد للحجاج على مستوى الفنادق وكذلك بمكة المكرمة، حيث تم استئجار إقامة قريبة من الحرم المكي مما مكن الحاج الجزائري من تأدية صلواته داخل الحرم، دون اللجوء إلى النقل أو السير الكثير.

وأضافعبد النورأن الأمور كانت تسير على ما يرام سوى من جانب واحد فقط وهو على مستوى المتعاملين السعوديين الذين كلفوا من قبل الديوان الوطني للحج والعمرة بالنقل والإسكان، إذ عمدوا هؤلاء إلى توظيف شبان صغار على العموم من أجل توجيه الحجاج، حيث لا يتعدى سن بعضهم 15 سنة، ما أدى إلى التأخر عن المواعيد آخرها كان عن رحلة أمس التي كلفت التأخر بساعتين كاملتين.

وكان دور هؤلاءالمطوفينالسعوديين كما قال أحد الحجاج يقتصر على نقل وإيواء الحجاج، ما أدى إلى الإخلال بالتنظيم الذي تعتمده البعثة الجزائرية والذي يعود بالسلب على راحة الحجاج الذين يعتبرون الخاسر الأكبر، كما قال أن حادثة جرت بالفندق الذي يقيم به، حيث مرضت إحدى الحاجات وتم نقلها على جناح السرعة إلى العيادة، إلا أنهم لم يجدوا أحدا مما جعلهم يعيدونها إلى غرفتها إلى غاية طلوع الفجر.

لدي 10حجّاتحتى الآن كانت هذه الأفضل على مستوى التأطير والتنظيم

وأثنى من جهته، الحاجفراد شريفعلى التنظيم المحكم من قبل أعضاء البعثة، مشيرا إلى أن هذا التنظيم يعتبر الأول من نوعه، إذ أكد أن هذه المرة هي العاشرة التي يزور فيها البقاع المقدسة في موسم الحج، وقال أن ذلك على جميع المستويات خاصة من الجانب الجزائري، مشيرا إلى أن المشكل الوحيد هو إشكالية النقل التي يتحملها الجانب السعودي نظرا للأحراش المتواجد بالطريق.

وأضاف الحاجفراد الشريفأنه قطع مسافة قرابة 20 كلم سيرا على الأقدام، وذلك من عرفة إلى منى إلى مكة المكرمة رفقة زوجته، نتيجة غياب النقل الخاص بالبعثة أو الخاص بمن يريد التنقل على حسابه، زيادة على الإزدحام في الطريق وتخطي رقاب الحجاج من قبل الدراجات النارية والدراجات، مما أدى إلى إصابته على مستوى القدم.

وأكد من جهته الحاجفرادحرص أعضاء البعثة على التنظيم المحكم والجيد للحجاج سواء بمنى أو بباقي المناطق الأخرى، مشيرا إلى أنه حج لعشر مرات كانت هذه أفضلها رغم بعض الظروف الصعبة التي عانى منها الحجاج على مستوى مشعر منى، في الوقت الذي يقف المتعاملون السعوديون وراء بعض هذه المعاناة.

حجاج مصريون دخلوا المخيمات الجزائرية رغم الرقابة 

وأكد من جهته الحاجعبد اللهأن الحديث كله ينبغي أن يكون حول الأوضاع المزرية التي عاشها الحاج الجزائري بمنى،لأنه لا يمكننا إنكار درجة التنظيم الذي سهرت عليه البعثة قبل أيام المشاعر المقدسة، فقد انتقلنا إلى منى والكل خائف من هول الموقف الذي لم يسبق للكثير رؤيته حتى عبر التلفاز، ليجد المرء نفسه بين أربع ملايين حاج، لا يجد حتى أين يقضي حاجته ولا من يرشده إلى ذلك. وقد خصصت البعثة الجزائرية سبع خيم للحجاج الجزائريين بمنى وذلك بما يكفي لهم جميعا وفق ظروف جيدة، إلا أن انعدام التنظيم وقلة الرقابة والحراسة أدى إلى استغلالها من قبل البعثات الأخرى، فقد وجدت شخصيا خيمة جزائرية ينام بها مصريون في الوقت الذي نام الحجاج الجزائريون على بعضهم البعض، إلى درجة نوم نساء ورجال إلى جنب بعضهم لا يعرفونهم أبدا”.

وقال حاج آخر أن زوجته كادت أن تموت بمنى نظرا لسوء الظروف التي لم تكن تتماشى مطلقا مع حجم الحادثة، فقد كان يتطلب حضورا قويا ومكثفا عكس باقي الأيام الأخرى، إذ يشير هذا الأخير إلى أن بعض الحجاج بكوا بحرقة بعدما لم يجدوا من يوجههم أو يحدثهم على الأقل، زيادة على نومهم خارجا تحت الأمطار المتساقطة.

حجاج أغمي عليهم بمنى والخيم أصبحت سوقا لبائعي الشاي  

وتحدث بعض الحجاج حول ظاهرة الإناء التي طالت العديد من الحجاج الجزائريين المسنين، نتيجة غياب أدنى المرافق بالخيم أو في طريق العودة من عرفة إلى منى ومنها إلى مكة المكرمة، حيث اضطر العديد منهم إلى قطع كل تلك الطريق مشيا على الأقدام لغياب النقل.

وقال الحاجعبد الكريمفي هذا الشأن أن والدته أغمي عليها من شدة الجوع والعطش الذي طالها بمنى، مشيرا إلى أن غياب الماء كان ظاهرة غريبة غير معتادة، مضيفالقد أعطانا الماء رجل سعودي كان يحمل قارورة وإلا فلم أكن لأجد ماء لوالدتي، في الوقت الذي قال الشيخفرادأن زوجته كادت أن يغمى عليها من طول الطريق ونقص الماء وانعدام الطعام.

وأشار آخرون إلى غزو الخيم الجزائرية من قبل بائعي الشاي والأمور الأخرى، نتيجة نقص الحراسة وقلة الحرص على نظافة الخيم ذلك أن دخول هؤلاء إلى الخيمة سيجعلهم يرمون كل مخلفاتهم داخل الخيمة مما يؤدي إلى نوم الحجاج الجزائريين داخل القمامة، زيادة على حدة الإزدحام.

رابط دائم : https://nhar.tv/6YDZ3
إعــــلانات
إعــــلانات