إعــــلانات

هكذا تـم التدبيـر لاغتيـال ''الطاهر تـوات'' وبهـذه الطريقـة استشهـد

هكذا تـم التدبيـر لاغتيـال ''الطاهر تـوات'' وبهـذه الطريقـة استشهـد

كتيبـة الأرقـم خططــت لتفجيــر قنبــلة داخــل بلديــة زمــوري وأخــرى  وســط الحديقــة

كانت الساعة تشير إلى تمام السادسة وخمسة وأربعين دقيقة، بتاريخ الثاني من شهر ماي لعام 2009، حين تلقت المصلحة الولائية للشرطة القضائية ببومرداس نداء من قاعة الإرسال بخصوص حدوث اعتداء مسلح وسط مدينة زموري، على الطريق الفاصل بين الإقامة الجامعية وحي سكنات ”عدل”، وأن هذا الاعتداء الإرهابي استهدف أفراد الشرطة القضائية المتنقلة لزموري، وتم تنقل فريق المصلحة الولائية للشرطة القضائية إلى عين المكان، أين تبين أن الاعتداء طال كلا من رئيس الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية توات محمد الطاهر حسين، ومفتش الشرطة بوفاسة فؤاد وعون الأمن العمومي غازي نور الدين، هذا الأخير لفظ أنفاسه في عين المكان بينما حول رئيس الفرقة المتنقلة ومفتش الشرطة على جناح السرعة إلى مستشفى الثنية، أين توفي محافظ الشرطة توات محمد الطاهر حسين وبقي مفتش الشرطة تحت العناية وبعدها حول إلى مستشفى زموري.

المكان يسمى ”الزيتونة” على مستوى ساحة سباق الخيل بزموري ببومرداس، الساعة كانت تقارب الثانية زوالا عندما التقى المنخرط في التنظيم الإرهابي الناشط على مستوى زموري المتهم ”ح.علي”، من مواليد 1987، بابن عمه المتهم محمد 29 سنة، المكلفان بالعمل اللوجستيكي لفائدة المجموعة الإرهابية والنشاط في المناطق الحضرية، وتوجها للقاء العناصر الإرهابية حسب الموعد المسبق بينهم، وبقيا مع الإرهابيين إلى غاية الساعة الخامسة، وفي تلك الأثناء تقدم شخص نحوهم لا يدري من يكون، فطلبوا منهما مغادرة المكان وخرجوا صوبا أحد المنافذ التي تمر على مدخل ميدان سباق الخيل، وهو المسلك الذي يعبرون منه دائما وبدأوا في الصعود مع الطريق باتجاه مسكنهم.

 من جهته، كان المرحوم المحافظ الطاهر رفقة مفتش الشرطة وعون الأمن في إطار مهمة عادية باتجاه وسط مدينة زموري، بالزي المدني وخلال التنقل لفت انتباههم مجموعة من الأشخاص أسرّ خلالها محافظ الشرطة الطاهر لزميله المفتش بأن أحدهم مشتبه فيه، وفي تعاملاته مع العناصر الإرهابية وبقيا يتتبعان تحركاته..

الطاهر يلتقي به ويناديه  ”ارواح عليلو” وينصحه بالابتعاد عن العناصر الإرهابية..

قرب شجرة الزيتون تصادف المتهم ”علي” مع محافظ الشرطة توات الطاهر رفقة زملائه من الأمن بعيدا عنهما، أين كلمه محافظ الشرطة الطاهر الذي يعرفه وخاطبه بقوله ”تعال يا عليلو” وقام بمصافحته ومصافحة قريبه محمد، الذي كان يرافقه واستفسره المرحوم الطاهر عما إن كان ”ح.محمد” يعرفه أو لا، فأخبره بأنه لا يعرفه، ثم انفصل قريبه محمد عنه، وبقي مع محافظ الشرطة المرحوم الطاهر يتحدث معه وينصحه بالابتعاد عن العناصر الإرهابية خشية التورط معهم، وعرض عليه رقم هاتفه للاتصال به، فرفض تسلمه، خوفا من أن يلمحوه، ثم طلب منه في حالة ما إذا أراد أن يبلغه عن أي شيء أن يتصل به على مستوى مكتبه، وأفاد مفتش الشرطة بأن ”علي” أقسم بالله بأنه ومنذ استفادته من العفو قطع علاقته بالعناصر الإرهابية، ردا على سؤال محافظ الشرطة المرحوم إن كان ما يزال على علاقة بالإرهاب، وأراد المحافظ أن يستفسر من عنده عن أية حركة للعناصر الإرهابية يكون قد سمع بها أو علم بها فأحس بأن ”ح.علي” كان محرجا بوجوده وسمع المرحوم الطاهر يكلمه وبأنه سيجده متى وجد أي مشكل بشرط أن يبتعد عن أي شبهات مع الإرهاب.

علي يتصل بالإرهابي نوح ويخبره ”الشرطي اللي يقلقك راهو في المكان الفلاني”

يواصل المتهم المنخرط في سرية زموري ”ح.علي” رواية تفاصيل الجريمة بقوله وبعد الالتحاق بقريبه محمد الذي كان يسبقه، مواصلا الطريق وبمجرد ابتعادهما عن محافظ الشرطة ومرافقيه طلب المتهم ”ح.علي” من قريبه محمد إعارته شريحة هاتفه، أين اتصل بالإرهابي ”ح.مراد” المكنى ”نوح”، وأخبره بمكان تواجد محافظ الشرطة توات الطاهر برفقة شرطيين، وقدم له وصفا دقيقا عنهما وعن ألبستهما ومكان تواجدهما بالضبط، وصرح قريبه ”محمد” بأن ”علي” عندما اتصل بالإرهابي ”نوح” ذكر له اسم محافظ الشرطي بعبارة ”الشرطي اللي يقلقك” والمقصود به الشرطي المرحوم الطاهر.

هذا ما جرى دقائق قبل، أثناء وبعد اغتيال المحافظ المرحوم الطاهر وزميله

وقبل الاعتداء الإرهابي، عبر المرحوم الطريق باتجاه سكنات ”عدل” وبمقربة من الحي الجامعي، يقول مفتش الشرطة، كان هناك عونا أمن أمام الباب، بعد تحيتهما طلب محافظ الشرطة من أحدهما أن يتقدم إليه ليستفسره وانزوى به جانبا، وبقي يتحدث معه، وعندما عرف بأنه شرطي أجاب ”والله لم أعرفك يا عمي الطاهر” وبعد خمس دقائق طلب منه المرحوم الطاهر مواصلة الطريق وبعد أن قطعوا حوالي عشرين مترا عن الحي الجامعي، ونظرا لضيق الرصيف كانوا يمشون في صف واحد يتقدم أحدهما عن الآخر بمتر تقريبا أو أقل، وكانوا في تلك الأثناء، يتحدثون أين طلب عون الأمن ”غازي نور الدين” من محافظ الشرطة إجازة يوم لاستصدار بطاقة تعريف لابنته، وقبل المحافظ الطاهر طلبه وأثناء هذا الحوار سمعوا طلقات الرصاص خلفهم، دون أن يعرفوا مصدرها أو اتجاهها، أين سقط أرضا وشعر مفتش الشرطة أن رجله قد بترت وقد سقطوا في لحظة واحدة تقريبا، يقول هذا الأخير أنه أعاد نفسه إلى وضعية الظهر وكانا رجليه في اتجاه حاد وأخرج مسدسه، أين جهز نفسه ولاحظ بأن أصبع اليد اليسرى في وضعية يكاد أن يبتر نهائيا، وكان الرصاص قد توقف، أين لمح زميله ”غازي نور الدين”، على بعد مترين تقريبا غارقا في دمائه ولم يستطع أن يتثبت من مكان وجود محافظ الشرطة الطاهر، وبدأ الناس في التجمع والالتفاف حولهم وسمع أحد الأشخاص المجتمعين يحذر من أن يقوم بإطلاق الرصاص لأنه كان رافعا يده والمسدس لمعرفة مصدر الرصاص أو احتمال الشخص الذي يطلق الرصاص ولم يتقدم أي شخص ومرت سيارة من نوع ”بارتنير” وأشار لها بالوقوف لتقديم الإسعافات، غير أن صاحبها بعد أن نظر إليه أكمل طريقه ومن بين الأشخاص الذين اجتمعوا حولهم تعرف على عون الأمن بالبنك، وقد طلب منه الاتصال بمصالح الأمن، كما قام بالاتصال بالرقم الأخضر ثم اتصل بمحافظ الشرطة رئيس مصلحة البحث والتحري ثم تدخلت مصالح الحماية المدنية، أين قاموا بنقله وحول إلى مستشفى الثنية وقد أصيب على مستوى البطن وشظايا أكثر على مستوى البطن بعدد خمس رصاصات وفي رجله اليمنى طلقة وفي يده اليسرى أيضا طلقة رصاص وكذلك في أسفل الرجل اليسرى وعلى مستوى أذنه اليمنى، وقد فقد في هذه العملية الجبانة زميليه الطاهر ونور الدين رحمهما الله

الإرهابي نوح شبه عملية الاغتيال بمقابلة انتصر فيها بهدفين

بعدها التحق المتهم ”ح.علي” بحي جيني سيدار، ومن ثم انتقل إلى قرية بن يونس وقضى الليلة هناك مع ”ب.ع”، وفي تلك الليلة سلمه هذا الأخير شريحة هاتفه مع صلاة المغرب، أين اتصل بالإرهابي نوح واستفسره عما حدث، وأخبره بالرمزية والاستعارة بأنه شارك في مقابلة وانتصر بهدفين وفهم من كلام الإرهابي بأنهم قاموا بتنفيذ العملية ضد أعوان الشرطة وقضى الليلة هناك، وفي اليوم الموالي رجع إلى البيت وفي الصباح التقى بالمتهم ”ب.س” المدعو يوسف وأخبره بأنه تصادف مع الإرهابيين هناك عندما كان أفراد الأمن بمكان تواجدهم ولا يدرِ من أخبر الإرهابيين عن مكان وجود محافظ الشرطة المرحوم الطاهر وبعد العملية الإرهابية وبيومين أو ثلاثة أيام اتصل به من جديد الإرهابي نوح يسأله عن الأحوال في بلدية زموري وأخبره بأن الأمور عادية.

كتيبة الأرقم كانت تخطط لتفجير قنبلة داخل بلدية زموري وأخرى وسط الحديقة

وأفادت اعترافات أحد المتهمين بالمشاركة في اغتيال محافظ الشرطة توات محمد الطاهر وزميله أثناء التحقيق معه، بأن إرهابيين ينشطون ضمن كتيبة الأرقم وفي سرية زموري منهما الإرهابيان ”نوح” و”دباغة” خلال أحد اللقاءات به، وبابن عمه قرب حقل سباق الخيول بزموري، طلب منهما القيام بتفجير قنبلة تقليدية وسط حديقة زموري، وهذا لاستهداف المواطنين غير أنه لم يرد على طلبه وتحفظ، ثم انصرفا، وبعد هذا اللقاء وبحوالي شهر وكالعادة قام المتهم ”ح.علي” بضرب موعد مع الإرهابيين، للقائهم، ورافقه كالعادة، أين وجدوا الجماعة الإرهابية بنفس التعداد، وفي هذا اللقاء أيضا بدأ الإرهابي ”ح.مراد” المكنى ”نوح” يطرح عليه أسئلة تتعلق بأفراد الأمن الوطني وتحركاتهم وتوقيت مهامهم وغيرها من المعلومات المتعلقة بمصالح الأمن، وفي تلك اللحظة سلمه الإرهابي ”نوح” شريحة هاتف حتى يكون على اتصال به لتنفيذ مخطط تفجير القنبلة داخل بلدية زموري، غير أن تلك الشريحة التي تحصل عليها من طرف الإرهابي قال بأنه وعند دخوله إلى البيت قام برميها في المرحاض.

شهران قبل اغتيال المرحوم الطاهر لقاءات متكررة بين الإرهابيين بغابة الشويشة

قبل شهرين من وقوع الجريمة، تلقى الإرهابي ”ح.علي” اتصالا هاتفيا من الإرهابي المكنى نوح الذي ينشط ضمن كتيبة الأرقم على رقم هاتف وقدم نفسه على أنه الإرهابي نوح وطلب منه أن يلتقي معه في اليوم الموالي، حيث اتصل به وضرب له موعدا، في مكان يسمى الزيتونة وعندما توجه للقائه وجده مجهزا بسلاح كلاشنكوف، وكان بمعيته إرهابي آخر لم يعرفه به، أين بدأ يعاتبه على الابتعاد عنهم ”الجماعة الإرهابية”، خاصة وأنه قضى ثلاثة أشهر واستفاد من المصالحة عام 2006، فأجابه بأنه لا يريد أن يخالط هذه القضايا من جديد، وصرح المتهم بأن الإرهابي نوح لم يطلب منه أي شيء في اللقاء الأول، وبقي على اتصال به وأصبح يكلمه عن مكان اللقاء بالرمز له ”بالمقهى”، وهو يقصد المكان الذي يلتقي فيه معه على مستوى ساحة سباق الخيول بزموري، وبعد 15 يوما اتصل به من جديد الإرهابي نوح أين بدأ يحادثه كالعادة وطلب منه اللقاء به، وفعلا التقى به في المكان المعلوم أين وجده مع الإرهابي ”ع.م” والإرهابي المكنى ”كمال” وبقوا يتحدثون، حيث كان الإرهابيون يحملون أسلحة رشاشة وسلمه مبلغ ألف دينار، أين طلب منه  أن يشتري له شريحة هاتف نقال، وبطاقة تعبئة، وفعلا هذا ما حصل، أين قام في تلك اللحظة بقضاء حاجته ورجع إليه وسلمه الشريحة، وبطاقة التعبئة، وفي المرة الثالثة بينما كان على مستوى ساحة سباق الخيل كان الإرهابي المكنى نوح رفقة الإرهابي ”هـ.حسين” المكنى ”دباغة” وإرهابي آخر مختفين وراء الأحراش فنادوا عليه وطلبوا منه الحضور إليهم فتقدم منهم وبعد التحدث معه طلب منه الإرهابي نوح أن يشتري لهم الخبز والمشروبات الغازية، وبعد أن اشترى لهم هذه الأغراض التقى معهم قرب البناءات الفلاحية وسلم لهم الأغراض ثم انصرف، وفي المرة الرابعة وبعد أن أخبر قريبه محمد بلقائه بالعناصر الإرهابية عرض عليه هذا الأخير بأن يرافقه للقائهم، وفعلا رافقه وكالعادة قرب ساحة سباق الخيل بزموري، أين كان في انتظارهم الإرهابيون نوح ودباغة وآخرون وبقي معهم 45 دقيقة، أين قاموا بِحثه على العمل مع العناصر الإرهابية ومساعدتهم وكذلك دعوه إلى إقامة الصلاة وتجنب تعاطي التدخين والمشروبات الكحولية ثم افترقوا، وفي المرة الموالية وكالعادة رافقه قريبه محمد للقاء العناصر الإرهابية نفسها وبقوا يتحدثون عن نفس المواضيع، وقد سبق للإرهابي المكنى نوح أن طلب من المتهم الشاب ”ح. محمد” تزويدهم بالأخبار حول تحركات الجيش أو تمشيطهم بغابة الشويشة.

رابط دائم : https://nhar.tv/U2bbH
إعــــلانات
إعــــلانات