إعــــلانات

هكذا هربت عصابة سالم 500 مليار من «المحارق» و«لاكريموجان» داخل علب ألعاب الأطفال

هكذا هربت عصابة سالم 500 مليار من «المحارق» و«لاكريموجان» داخل علب ألعاب الأطفال

مصرّح جمركي كان يسهّل شحن البضاعة من ميناء خميس الخشنة مقابل رشاوى

 الشبكة كانت تستعمل 3 مخازن سرية في براقي وباب الزوار

أطاحت تحقيقات قامت بها مصالح الأمن في العاصمة بنشاط عصابة وطنية لتبييض الأموال عبر الأنترنت، يقودها بارونان في حالة فرار، تمكنوا من تهريب ما قيمته 500 مليار سنتيم من الألعاب النارية وبخاخات غاز مسيل للدموع داخل علب ألعاب أطفال ومظلات شمسية مستوردة من الصين، حيث كان يتم شحن البضاعة المشبوهة من الميناء الجاف بخميس الخشنة، بتواطؤ مصرح جمركي، مقابل منحه رشاوى، على أن يتم تخزين تلك الممنوعات في ثلاثة مستودعات بباب الزوار وبراقي قبل توزيعها بالعاصمة وسطيف.

يكشف الملف القضائي الذي تحوزه «النهار»، أنه بتاريخ 25 أوت 2013، في حدود الساعة السابعة مساء، على إثر معلومة وردت مصالح الأمن، مفادها وجود شاحنة من نوع «سوناكوم» محملة بكمية من الألعاب النارية، بصدد تحويلها إلى مستودع في بن غازي ببراقي، حيث تم وضع نقطة مراقبة على مستوى مفترق الطرق سيدي رزين، أين تم توقيفها، وعقب خضوع الشاحنة للمراقبة بواسطة جهاز الكشف المتفجرات أصدرت إشارات تبين وجود مادة مشبوهة، وعليه تم تحويلها إلى مركز الأمن لفتح تحقيق.

وصرح سائق الشاحنة المدعو «لخضر.ب» أنه بتاريخ 25 أوت 2013، على الساعة العاشرة صباحا، حينما ركن الشاحنة الخاصة بشقيقه «توفيق» تقدم إليه شخص يدعى «سالم» ليعلمه أنه مبعوث من طرف المدعو «أيمن» لنقل بضائع من مستودع بحي 36 مسكنا في بن غازي ببراقي إلى مستودع آخر بحي العالية في باب الزوار، حيث بعد الاتفاق على قيمة النقل ترك له هاتفه، ليتصل به على الساعة السادسة مساء، محددا له موعدا بالقرب من مسجد حي بن غازي، أين وجده رفقة ثلاثة أشخاص على متن سيارة من نوع «بيجو 208»، وهناك طلب منه مرافقته إلى مكان المستودع، مضيفا المتهم أنه بعد وصولهم المكان وجدوا المدعو «أيمن» الذي تبين أنه يعرفه من قبل، حيث سبق وأن نقل بضاعة لفائدته لحوالي ثلاث مرات من مستودع «اسعد عباس» بالعالية إلى مستودع بحي بن غازي، كانت آخرها علب مختلفة الأحجام لا تحمل أي علامة ما عدا بعض الأرقام.

اكتشاف 3 مستودعات مشبوهة

ومن خلال التحريات وتفتيش المستودع الأول لصاحبه المتهم الفار «عمر.ش» ومستأجر من طرف «أيمن.ش» بتاريخ 26 أوت 2013، أين تم العثور على كمية معتبرة من علب بنية اللون، تحتوي على كميات من الألعاب النارية، كما تم العثور على كميات أخرى من ألعاب الأطفال ومظلات شمسية، هذا إلى جانب العثور على 16 كيسا أبيضا مخبأ بإحكام خلف العلب الخاصة بلعب الأطفال تحتوي على 3187 بخاخة غاز مسيل للدموع تحمل علامة FBI، بتركيز 100 من المئة، كما تم تفتيش المستودع الثاني في نفس اليوم لصحابه المتهم الفار «سالم.ش» وتم العثور على كميات معتبرة من ألعاب الأطفال. ومواصلة للتحقيقات، تم اكتشاف مستودع ثالث لصاحبه «أ.محمد.ف» يقع بمنطقة بن غازي في براقي ومستأجر من قبل المدعو «عاشور.ش» شقيق البارون «سالم.ش»، حيث تم تفتشيه بتاريخ 30 أوت 2013، أين تم العثور أيضا على كميات هائلة من ألعاب الأطفال والمظلات الشمسية.

تبييض الأموال عبر الأنترنت

وكشفت تصريحات المتهمين الموقوفين عن وقائع جد خطيرة تتعلق بتهريب سلع غير شرعية وتبيض الأموال عن طريق فوترة السلعة المشبوهة عبر الأنترنت، حيث صرح المتهم المدعو «أيمن.س» أمام مصالح الأمن بحضور والده بتاريخ 17 سبتمبر 2013، أنه يعرف المدعو «سالم» منذ الصغر، ومنذ ثمانية أشهر وظّفه عنده كسائق بأجرة قدرها 22 ألف دج، مضيفا أنه سلم له في المرة الأولى سيارة من نوع «كونغو» ثم «كليو» والثالثة كانت من نوع «بيجو 208»، حيث كلفه بنقل أبنائه إلى المدرسة، وكذلك المنظفة التي تعمل بمنزله، كما كان ينقله إلى عدة أماكن، منها الميناء الجاف بخميس الخشنة مكان إخراج البضاعة، وكذلك إلى بن غازي لتفقد بضاعته بالمستودعات، كما كان ينقله أيضا إلى باب الزوار لملاقاة شخص يدعى «مراد» عرّفه على نفسه بأنه مصرح جمركي، ليضيف المتهم أنه بعد ثلاثة أشهر من بدأ عمله اتصل به من سطيف مبلغا إياه بأنه سوف يجدد عقد إيجار المستودع الكائن ببن غازي لمالكه «عمر.ش» باسمه، فتم ذلك من دون أن يستلم منه أي مقابل مالي، مردفا أيضا أنه قام بنقل بضاعة تتمثل في مظلات شمسية مرة واحدة من مستودع بن غازي إلى المستودع الكائن بالعالية، ليكشف الضحية أن رب عمله  «سالم» كان يستقبل فواتير بضاعته عبر الأنترنت وترد إليه من الصين، ثم يُتمّ الإجراءات بنفسه ويختمها، كما أنه يستخرج بضاعته من الميناء الجاف بخميس الخشنة مقابل رشاوى معتبرة يتلقاها مصرح جمركي يدعى «مراد» القاطن بباب الزوار، ومن ثمة يتولى نقلها إلى مخازنه السرية، أين يقوم بفتح الحاويات، موضحا أنه لم يكن يعلم بأنها بخاخات غاز مسيل للدموع.

كما صرح الضحية أيضا أن المدعو «لخضر.ب» كان يتعامل مع البارون «سالم» منذ حوالي ثلاث سنوات، من خلال تولي نقل بضاعته إلى سطيف لتوزيعها على زبائنه، مقابل أموال معتبرة يتسلمها منهم أحيانا ليحضرها له، مؤكدا أنه كان يعلم بنوع السلعة كونه كان يدخل إلى المستودعات.

لحظة توقيف المتهمين وحبسهم

وبعد تقديم ملف الأطراف المتهمة أمام نيابة محكمة الحراش، صدرت أوامر بالقبض الجسدي ضد المتهمين الفارين «سالم.ش» و«عاشور.س» بتهمة جنايتي تكوين جماعة أشرار وتخزين أسلحة بيضاء من الصنف السادس، وجنح استيراد أسلحة بيضاء من الصنف السادس، ومخالفة قانون الجمارك والتهريب، كما صدرت أوامر بإيداع الحبس ضد كل من «أيمن.س» و«لخضر.ب» بجنايتي المشاركة في تكوين جماعة أشرار وجنحتي المشاركة في تخزين أسلحة بيضاء من الصنف السادس، وهي الوقائع التي سيواجهونها أمام محكمة الجنايات بالدار البيضاء يوم 26 نوفمبر الجاري، أين سيتأسس كل من إدارة الجمارك ومفتشية أقسام الجمارك بالصنوبر البحري والقباضة الرئيسية للمستودعات كأطراف مدنية.

رابط دائم : https://nhar.tv/3IFrR
إعــــلانات
إعــــلانات