هكذا ورطت رسالة مجهولة رئيس أمـن دائرة حجوط في قضية فساد

أسرت مصادر قضائية لـ”النهار”، أنّ رئيس أمن دائرة حجوط وهو في نفس الوقت رئيس فرقة الشرطة القضائية بأمن الدائرة المدعو ”ص.ع”، قد تورط في قضية فساد تتعلق بإتلاف وثائق عن طريق الغش، كانت في عهدة موظف وإساءة استغلال الوظيفة، بعد قيام قاضي التحقيق على مستوى محكمة القليعة بسماعه وفتح تحقيق بشأنه برفقة عون أمن عمومي يعمل معه في المصلحة، بعد تلقي مصالح الأمن رسالة مجهولة المصدر، مفادها وجود تصرفات سلبية لضابط الشرطة القضائية لأمن دائرة حجوط وأحد مساعديه، تتعلق بالفساد والرشوة واختفاء ملفين واحد متعلق باغتصاب فتاة وآخر بالتهديد بمسدس ناري.
وتبين خلال التحقيقات القضائية؛ أن هذين الملفين لم يظهر لهما أي أثر، وأنهما لم يرسلا إلى وكيل الجمهورية، وفي سياق ذي صلة علمت ”النهار” أنه بموجب الرسالة المجهولة، تم التحري في القضية من طرف أمن ولاية تيبازة، حيث ولدى التحري مع رئيس أمن دائرة حجوط صرح أنّه خلال أواخر سنة 2007 ، تقدم إلى مصالحه عون الأمن العمومي ”هـ .م”، ليخبره بقدوم فتاة ترغب في رفع شكوى من أجل الإغتصاب، فأمره بتسجيل الشكوى وسماعها في محضر رسمي، وبعد مرور فترة زمنية تقدم من جديد المحقّق وأخبره عن رغبة الفتاة في التنازل عن شكواها، خوفا من الفضيحة، فأمره بتسجيل محضر التنازل، أما فيما يخص قضية التهديد بالسلاح على شكل ولاعة تشبه مسدس من نوع ”سميث ويلسون”، فقد تم سماع جميع الأطراف وقام بإخطار وكيل الجمهورية لدى محكمة حجوط، واحتفظ بالملف مع المسدس بأحد أدراج مكتبه، وأنه عند مغادرته المصلحة في إجازة استدراكية لسنة 2008 أخبر نائبه ”إ.أ” بتواجد المسدس والملف في درج مكتبه وطلب منه عدم اتخاذ أي إجراء إلى غاية رجوعه، وفي السياق ذاته وأثناء التحقيق وسماع الشهود صرح أحد أعوان الشرطة أنه بتاريخ الوقائع كان يضمن المناوبة، وعلى إثر تعليمات توجه إلى نواحي الوادي بحجوط وبمجرد وصوله إلى عين المكان، نزل زميلاه وبعد التفتيش عثروا على مسدس يشبه إلى حد كبير نوع ”سميث ويلسون”، وبعدها مباشرة رجعوا إلى مقر الفرقة وقام زميلاه بتسليم ذلك المسدس الذي وضع في جريدة إلى ضابط المناوبة ولا علم له بمصير القضية.
رئيس أمن دائرة حجوط:” أشخاص مجهولون ورطوني في هذه القضية للإطاحة بي”
وفي الشأن ذاته، أفاد مصدر موثوق لـ”النهار”، بأن رئيس أمن دائرة حجوط صرّح أثناء سماعه من طرف العدالة، أن أشخاصا مجهولين يريدون الإطاحة به، مرجحا أن يكون الشخص الذي كتب الرسالة، هو من أخفى الملفين مؤكد أنّه خدم الشرطة لمدة 23 سنة بكل نزاهة، وأنكر خلال استجوابه استقباله لشقيق المتهم بالإغتصاب أو قبض منهما أي مبلغ مالي أو أنه أرغم الشاكية على التنازل عن شكواها، بل كان ذلك بمحض إراداتها، وقال نفس المتحدث أن الشرطي ”هـ.م” بعد انتهائه من التحقيق في الملف، أودعه لدى أمانته وبلغه شخصيا بذلك وأرجع عدم إرساله إلى النيابة بانشغاله الكبير في عمله لاسيما أنّه كان موكلا له أيضا ممارسة مهام رئيس أمن دائرة حجوط، بالإضافة إلى رئاسة الشرطة القضائية بأمن الدائرة نفسها، وكذا بعامل الثقة التي كان يضعها في عناصره، من أجل إرساله إلى الجهات المختصة، أمّا فيما يخص ملف التهديد، فقال أنّه ترك ملف الإجراءات بعد سماع الشاكي والمشتكى منه في درج ملفه مع المسدس وخرج في إجازة مرضية منذ فيفري 2009 إلا أنه منذ تلك الإجازة أصيب بمرض وتم تمديد عطلته المرضية، ثم انطلق التحقيق في هذه القضية ولم يعد إلى مقر الشرطة ولا يعلم مآل هذا الملف.