هل أبقى على خنوعي بالرغم من تيهاني وضياعي؟

سيدتي، بعد طلاق والداي إنصرف كل واحد منهما لحياته فتزوجت أمي من رجل معد ماديا .إلا أنه غني بالطيبة والمشاعر الجميلة، حيث أغدق علي بالحب والمودة كما لم يفعل أبي اذ لم يفوت فرصة له حتى يعايرني بأمي. ويوجه لي من  السباب ما لا يتحمله قلب. عشت حياتي مشتتة محرومة من الحنان، وبالرغم من أن زوج أمي منحني ما أحتاجه. إلا أنني بقيت منقوصة من حنان والدي الذي ترك هوة كبيرة في قلبي.

هل أبقى على خنوعي بالرغم من تيهاني وضياعي؟

أكثر ما يهالني في هذا الوقت بالذات أنني بت أتوق إلى أن ابني حياتي وأستقر إلى جانب رجل يمنحني الحب، أكون معه أسرة وأبني معه حياتي، لكنني بالمقابل ولما أرى تمسك إخوتي من أمي بي وحبهم الكبير لي، وما يمليه علي والدي من غطرسة تضعني في غياهب التيه، تجدني حائرة.

أحسّ بأنني خانعة لماض تعيس وغد مبهم، أحس من أنه لن يكون بمقدوري أن أحيا كتريباتي على وقع الراحة والهناء.

أنا تائهة سيدتي، فماذا أفعل حتى أخرج من حيرتي؟

أختكم هدى من الشرق الجزائري.

الرد:

بنيتي، من الطبيعي أن تساورك مثل هذه الشكوك التي وضعتك قاب قوسين أو ادنى من معرفة مصيرك.

الكنني في المقابل أحييك على رباطة جأشك وعنفوانك، فما تمرين به من محاسبة للنفس وتقدير لذاتك لا يعني إلا شيء واحد وهو أنك إنسانة عقلانية وذات مبادئ، وإلا فكيف تفسرين إعترافك بجميل زوج أمك الذي بالرغم من محدودية أموره إلا أنه لم يبخل عليك بشيء من المودة والإحتواء. ومن جهة أبيك سامحه الله، فلا تأبهي لأمره ولتعيشي حياتك بما يمليه عليك قلبك وضميرك.

هل أبقى على خنوعي بالرغم من تيهاني وضياعي؟

تعاملي مع قدرك بالسلاسة، فحرمانك من وجود والدك في حياتك لم يقتل فيك شغف الحياة ورونقها، وها أنت تودين لو أنك تبنين بيتا وتكونين اسرة تحيين إلى جانب من يمنحك لقب الزوجة والأم السعادة.

بإمكانك أن تكوني أحسن أم وأروع زوجة، بمقدورك أن تضحدي كل نية من والدك لكسر نفسك وقتل الأمل في قلبك. عليك أن تكوني واثقة من نفسك وأن تتعلمي أن الأزمة تلد الهمة، ومن أن أي إنسان لم يكن لديه من الإستقرار ولو قدر أنملة فإنه بمشيئة الله سيحظى بأضعاف منها إن هو تحامل على نفسه وقدر لقلبه نية خالصة .

نصيحة مني لك بنيتي، أن تعقلي وتتوكلي على الله وتغرفي نصيبك من السعادة وأن تختاري قلبا طاهرا سليما مثلك تتقاسمين معه مشوار العمر، وكان الله في عونك.