إعــــلانات

هل أتزوجه وأتجاهل والدته لأنها رفضتني؟‮ ‬

هل أتزوجه وأتجاهل والدته لأنها رفضتني؟‮ ‬

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:

أنا قارئة وفية لـ”النهار” أبلغ من العمر 34 سنة، من عائلة طيبة تقدم لخطبتي الكثير لسمعة والدي الحسنة، فتزوجت من إنسان طيب، ولكن زواجي لم يدم طويلا، وذلك بعدما تورط زوجي في قضايا سياسية وحكم عليه بالسجن سنوات، كنت فتاة أبلغ من العمر23 سنة، ولم أكن أقدر على هذه المسؤولية فطلبت الطلاق الذي تم بسهولة.

 تقدم لخطبتي شاب يكبرني بسنة يعمل معي، فوافق أهلي وأهله إلا والدته، فأخذت تعيب المطلقات وهكذا، المهم أنّه تم تحديد يوم الخطوبة وقراءة الفاتحة، ولا أدري هل أخبر أهلي بعدم موافقة الأم أم لا؟ وهل أوافق على الإرتباط به، فماذا أفعل وكيف أتعامل معها، أرجوك ساعديني مع العلم أن خطيبي إنسان رائع، فهل أرفضه أم أكمل معه المشوار وأتعامل مع أمه بما يرضي الله وأتجاهل رفضها.


راضية/ الوسط


الرد:

عزيزتي، كل ما يحدث من والدة خطيبك، هو أمر طبيعي، فكل أم تتمنى أن يتزوج ابنها بأميرة الأميرات التي لا يوجد في الكون لها مثيلا، حتى و إن كان ابنها شاب عادي ككل شباب الدنيا، فلا يحزنك رد فعلها تجاهك، لكن العبرة بالنهاية، وبمعاملتك لها وإبداء العطف عليها والحنو والإحسان، كل ذلك من العوامل التي تعزز مكانتك لديها، فلا تترددي في الإرتباط به، طالما أنه مقتنع بك، ولا تقولي أتركه، طالما أن والدته تفكّر بهذه الطريقة، لأنّك لن تجدي الأم المثالية التي ترحب بك زوجة لابنها، الذي لم يسبق له الزواج، تلك هي نظرة مجتمعنا للمرأة المطلقة، والتي فيها الكثير من الظلم والإجحاف، المهم أنّه من الأفضل لك أن تحاولي كسب ود والدته، ليس عن طريق النفاق والمجاملات السخيفة، ولكن بالحب والود والسؤال الدّائم عنها وتقصّي أحوالها، وليكن ذلك بشكل لائق وجميل، وليس بشكل زائد عن الحد، بل الإعتدال في السلوك معها سيكون أفضل، حاولي أن تقترّبي منها وتتفهمي شخصيتها، لعلك في ذلك تجعلينها تحبك وتغير رأيها فيك.

هذا من جهتك أما بالنسبة لخطيبك، فعليه يقع العبء الأكبر في إقناع والدته بك، فكونك مطلقة أمر لا يعيبك، ولا مانع من التّدليل على ذلك بأمثلة كثيرة لعل أشهرها وأجملها سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، حين تزوج وهو الشّاب الصّغير من السيدة خديجة رضي الله عنها، وكانت أكبر منه بخمسة عشر عاما، ومع ذلك كانت له نعم الزوجة، أكدّي له أن عليه أن يقنع والدته بك، ووضّحي له تعاطفك معها ومع نظرتها لك، تلك النّظرة التي تسود المجتمع ككل، فالمجتمع غالبا ما يحمل المطلقة ذنب الطلاق، كأنها ارتكبت جرما حين طلقت، رغم أنها لم ترتكب ما حرم الله، فالطلاق حلال وشرعي كما أن الزواج كذلك.

الطّلاق الذي شرعه الله كحل لاستحالة الزواج، أصبح الآن مشكلة بدون حل، فالمطلقة إنسانة لم ترتكب جرما أو تقترف إثما، إنّما شاء حظها العثر ألا توفق في الزواج.

عزيزتي، أنصحك بالزّواج من زميلك هذا فلا يوجد أي مانع، طالما أنكما متوافقان مقتنعان، وليكن أمر إقناع أمه في الحسبان، لأن رضاها مهم أيضا، أسأل الله أن يوفقك إلى ما فيه الخير والصلاح.

ردت نور


رابط دائم : https://nhar.tv/SPnAT