هل أعود إليه بعد أن طلب الصفح والسماح؟

سيدتي، أحييك على هذا المنبر الجميل. وأتمنى أن أجد لديك ما يثلج صدري ويشفيني ويشفي غليلي من تجربة جرحت فؤادي في صميمه.بعد عشرة دامت أكثر من 10سنوات، تنامى إلى مسامعي أن لزوجي علاقة مع إنسانة تصغرني سنا. وتفوقني في المستوى الإجتماعي والمعيشي، واجهت زوجي بالأمر فوجدته يخبرني أنه لا شأن لي في حياته، ومن أنه بمقدوره الزواج ما دام الشرع قد حلل أربعة زوجات.

 هل أعود إليه بعد أن طلب الصفح والسماح؟

تحاملت على نفسي وصبرت فوجدت زوجي يتخذ من كان يواعدها زوجة، ولما وجدته لا يطبق بيني وبينها العدل والمساواة لمته وغضبت عليه، فوجدته يطلقني وقد حرمني نفقة أبنائي وقذفني في شرفي ولاك سمعة أهلي بالسوء.

لم يكن سيدتي بالهين عليّ ان أعيد بناء حياتي، خرجت أطلب العمل وتعبت كثيرا لـامين حياة كريمة لأبنائي، وفعلا إستقلينا بحياتنا وكاد أبنائي أن ينسوا أمره. وفجأة ظهر طليقي مرة أخرى في حياتنا وطلب وصالي بعد أن رمت به من إختارها يوما شريكة.

أفكر مليا في العودة، فليس لأبنائي أب غيره، كما أنه لا يمكنني الإرتباط بشخص أخر لهول الصدمة التي نلتها منه، كما أنني أبدا لم أنسى ما حل بي بسببه ومتخوفة جدا من أن يعيد ما إقترفه في حقي.

فما العمل سيدتي، انا محتارة ولست أرجو سوى أن أجد حلا لما أنا فيه.

 هل أعود إليه 

أختكم أم سيرين من الوسط الجزائري.

الرد:

هوني عليك أختاه، ولا تجعلي للحزن مكان في قلبك وتأكدي انك بنت أصول وذات قلب طيب والدليل أن هاجس العودة إلى طليقك جعلته أولوية ولم تغلقي أبواب الوصال قط معه، وهذا ما يظهر منبتك الطيب.

على كل أنت وحدك من في يديها قبول أو رفض مسألة العودة إلى زوجك، حيث أنك وحدك تعرفين إن كان حقا في قمة الندم أم لا، كما أنك قد ذكرت أنه لن يكون بمقدورك الإرتباط بشخص أخر غيره، وأنت تؤكدين من أنه أب ابناءك ومن أنك فقط متخوفة من تصرف مشين منه يؤثر على علاقتك به.

أنصحك أختاه بضرورة إستخارة الله عز وجل في هذا الأمر، فأنت ترمين إلى الإستقرار والسكينة وليس الإنشقاق والفراق. كما أنه عليك أيضا أن تتغاضي عن نزوة عاشها زوجك مع إنسانة ظنها أحسن منك وفضلها عليك تفضيلا، إلا أنه ولما سدّت في وجهه السبل لم يجد غيرك ملجأ لحسرته، فعاد طالبا الوصال.

عديد الأزواج يمرون بمثل هذه الفترات، ولا مناص للزوجة الصالحة الكيسة إلا أن تكون حكيمة رشيدة في قراراتها، والله من سيسوق إليك الخير والهناء، فإحتكمي إإلى عقلك قبل قلبك وتأكدي من أن الخيرة فيما إختاره الله.