إعــــلانات

هل سيتخلى عني بهذه السهولة الممتنعة؟

هل سيتخلى عني بهذه السهولة الممتنعة؟

ما جنيت من الكبرياء والمكابرة

في كثير من الأحيان يغلبني الحنين، وآخذ في التفكير فيك من دون وعي، أتذكر كل مواقفنا منذ يوم تعارفنا صدفة في كثير من الأحيان يغلبني الحنين، وآخذ في التفكير فيك من دون وعي، أتذكر كل مواقفنا منذ يوم تعارفنا صدفة إلى غاية انفصالنا بلا مقدمات.

أذكر كل تفاصيل حكايتنا، لحظات ضحكنا الهستيري على مواقف سخيفة، وحزننا المشترك على مرض أحد زملائنا، يوم ركضنا تحت المطر بلا توقف، ثم مرضي من جراء ذلك.

أذكر جيدا كيف سهرت تلك الليلة تسامرني عبر الهاتف، بعد أن هجرني النوم بفعل الحمّى، كم أحببتك ليلتها، كنت أستمع إليك بأنانية، لم أتركك لتنام إلا بعد تسلل خيوط الفجر، لازلت أذكر كل الأماكن التي جمعتنا وشهدت على حبنا، تلك الأماكن التي كنا نزورها معا، والآن أزورها بمفردي. أذكر وجبتك المفضّلة ومشروبك المفضّل، وسترتك التي أحبها فترتديها من أجلي، حركاتك العفوية الخجولة عندما تهمس لي «أحبك»، ثم تلتفت بتوجس لتتأكد ألّا أحد رآك.

أفتقدك.. أفتقد صوتك الحاني ومواقفك الرجولية عندما تدافع عني، أفتقد حبك وغيرتك علي، وتوبيخك لي كطفلة صغيرة، أفتقد عطفك بكل بساطة، أفتقد كل شيء يخصّك.

أتذكر «يوم الأسرار»، كنا قد خصصنا يوم الخميس من كل أسبوع وأطلقنا عليه اسم «يوم الأسرار».. ولطالما أدهشتني أسرارك الغريبة، وكان أحدها سبب انفصالنا لأسابيع، أخبرتني يومها بأنك لم تكن منتبها عندما دخلت غرفة إحدى قريباتك الملتزمات، وتعمدت النظر إلى حسنها من دون غطاء للرأس، لم أدرِ وقتها إن كنت بلا وعي، أو أنك قد تعمدت إثارة غيرتي، صرخت حينها ووصفتك بـ«الخائن»، وقلت ما قلت من الألفاظ، أعلم أنني أغضبتك، لكنك بدوت هادئا وغادرت بصمت.

حين استعدت وعيي، أدركت أنني بالغت كثيرا، فموقف كهذا لا يستحق كل ذلك التهويل، فأرسلت إليك عشرات الرسائل، لكنك لم ترد.. وجئتني في الغد بطلبك الأول منذ بداية علاقتنا، طلبت الانفصال، كان ذلك متوقعا بالنسبة إلي، لذلك تدربت على الرد في حال طلبت ذلك، استجمعت صوتي وقلت «كما تريد».. وبدت علامات الصدمة جلية على محيّاك، لكنك لم تتراجع، فتركتني وغادرت بصمتك المألوف، كنت تدرك جيدا أنني لن أتوسل إليك، وتعلم أنني فتاة عنيدة ومكابرة، كما كنت أعلم أن تصرفك عقلاني، وليس نابعا من قلبك.

مرت الأيام وتلتها الأسابيع وأنا أتلوى ندما، لم يكن يجب عليّ أن أقسو عليك إلى تلك الدرجة، لكن ما زادني قهرا، أنك لم تسأل عني طيلة الفترة السابقة، فلم أعهد ذلك منك، فأنت من كان يلازمني كل أيامي، لا أنام قبل أن تطمئن علي، تسربت الوساوس إليّ فتوجهت إلى الله، ككل مرة أضعف فيها، دعوته ورجوته أن تعود إلي، لم أتحمّل غيابك المر أكثر من ذلك.. ونمت باكية ككل ليلة منذ تركتني.

ملاحظة: الجزء الأخير من القصة يعرض في عدد الغد لمن يريد التعرف على النهاية المثيرة لصاحبة المقال.

رابط دائم : https://nhar.tv/wb1mH
إعــــلانات
إعــــلانات