هل فقدت زوجتي ذاكرتها أم حيلة بعدما فعلت فعلتها؟!

 السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته أما بعد:

إخواني القراء، أنا رجل في الأربعين من العمر، على الرغم من بلوغي هذا السن، إلا أنه تعذّر علي التمييز بين الحق والباطل وبين الصحيح والخطأ، لأن المشاكل التي تحيط بحياتي، أتلفت ما تبقى من عقلي، لذلك أردت طرح قضيتي وأملي المساعدة بما يُخرجني من هذه الضائقة. متزوج وأب لطفلين أعيش في البيت العائلي ولسوء حظي، أن زوجتي كثيرة التصادم مع شقيقاتي وحتى والدتي، فإنها لا تمرّر لها الكلام مرور الكرام، دون احترام لسنها وكونها في مقام والدتها، ما حدث في الآونة الأخيرة، أن زوجتي ضربت والدتي ودفعتها بقوة فسقطت على الأرض، مما جعل إحدى شقيقاتي تتدخل بقوة، ففعلت الشيء نفسه مع زوجتي، التي أصابها جرح على مستوى الرأس إثر ارتطامها بحافة السرير، لقد تم نقلها إلى المركز الصحي أين تلقت الإسعافات الأولية، وعندما بلغني الأمر عدت مسرعا فلم أجد زوجتي، أما شقيقاتي فقد تحالفن وأقسمن ألا تعود إلى البيت، لأنها ضربت والدتي مما جعلني أضم كلامي لهن، لكني تراجعت بعدما رأيت من الواجب أن أستمع لزوجتي، لأنه من الإجحاف والظلم إصدار الحكم بعد السماع لطرف واحد فقط.أسرعت إلى المركز الصحي فوجدتها بمعية الجارة التي كانت تبكي وتقول بأن زوجتي فقدت ذاكرتها، فما كان مني إلا الاقتراب منها لكنها امتنعت عن الحديث معي وقالت بأنها لا تعرفني، ولا تتذكر من هي وما الذي حل به ومن أتى بها إلى هذا المكان، لقد رافقتها إلى البيت حيث أرغمت شقيقتي على الإذن لنا بالدخول، لأنهن رفضن ذلك، ليدهشني تصرف زوجتي، لقد تنكرت للجميع بما في ذلك طفلها الرضيع، الذي أبت أن تحمله وتُرضعه رغم البكاء بشدة، علما ألا أحد من الحاضرين صدق هذا التصرف، لقد اتهموها بالتمثيل لكي تنفذ من العقاب، جراء فعلتها وهذا ما ظننته في البداية، لكن الوضع استمر لأكثر من أسبوع مما استدعى حملها إلي بيت أهلها الكائن في مدينة أخرى، المثير أنها لم تتعرف على أحد أفراد عائلتها، مما جعل والدها يهددني بلهجة شديدة ويتهمني أني ألحقت السوء بابنته.إخواني القراء، أنا في ورطة ولا أعرف كيف أتصرف، لست أدري إن كان فقدان الذاكرة هذا وارد، لا أعلم إن كانت زوجتي حقا قد فقدت ذاكرتها أم اعتمدت على هذه الحيلة بعدما فعلت فعلتها، وكيف يمكنني التصرّف مع شقيقتي التي تسببت في الأمر إن كان واقعا، وأسئلة أخرى طيرت النوم من عيني وتكاد تُدخلني زُقاق الجنون.

ابراهيم من المدية