هل يُصلح الندم ما أفسده التسرّع والتهور

تحية طيبة وبعد: إخواني القراء أردت أن أنقل لكم هذه القصة الواقعية، ولكم فيها عبرة، فبينما كان الأب يقوم بغسل سيارته الجديدة، فوجئ بابنه ذي الستة سنوات يلتقط حجرًا ويقوم بخدش جانب السيارة، وفي قمة غضبه يأخذ الأب بيد ابنه ويضربه عدة مرات من دون أن يشعر أنه كان يستخدم مفك حديدي، ويبدو أن الأب كان في ثورة غضب شديدة على سيارته الجديدة التي كلفته الملايين، لهذا كانت الضربات قاسية وقوية، مما أدى إلى بتر أصابع الابن من دون أن يدري . في المستشفى، كان الأب في غاية الألم، لأن الابن ظل يسأل والده «متى تنموا أصابعي ثانية يا أبي»، هذا السؤال كان كافيا لتمزيق قلب الأب الذي بات يحترق حسرة وندما، خاصة عندما ذهب إلى السيارة وبدأ يركلها عدة مرات لأنها السبب فيما حدث، وعند جلوسه على الأرض، نظر إلى الخدوش التي أحدثها الابن فوجده قد كتب عليها «أحبك يا أبي» إن التأني والحلم والرفق ومجاهدة النفس، دليل رجاحة العقل واتزان النفس، وعلى العكس والنقيض من ذلك، فإن التهور والاندفاع والطيش والهوى والسفه والعجلة دليل خفة العقل وجهالة النفس، ويظهر التهور والتسرع جليا في سرعة الغضب من توافه الأمور وأبسطها، وإظهار الجزع من أدنى ضرر والسب الفاحش أو استعمال العبد قواه فيما لا ينبغي وكما لا ينبغي، فعن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ليس الشديد بالسرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب». فتذكر دائما أن تعطي فرصة لنفسك أن تهدأ، قبل أن تتخذ قرارا قد تندم عليه مدى الحياة.
ياسين/ سطيف