هوسه بالمال جعله  يركننا على الرف ويرفض تزويجنا

لطالما إعتبرته أبا مثاليا، فقد شحذ همتنا منذ نعومة أظافرنا وقد حثنا على نهل العلم والنجاح، ولم يكن ليقبل بالفشل أو الإخفاق، فكانت حياتي وأختاي تسير على وتيرة التفوق لدرجة أننا نلنا الشهادات الكبرى وإشتغلنا ونحن  في سن صغير.

نحمد الله ونشكره لأن ابي كان هو السند لنا، ولولا إصراره لما كنا قد بلغنا مرادنا قط. لكن وفي المقابل تفاجأنا أنا وأختاي بوالدي وبعد أن بات الخطاب يطرقون أبوابنا برفضه المستميت لمسألة زواجنا، لا لشيء إلا لأنه يريد تعويضا عما فاته من إنفاقه علينا ، فقد بتنا  اليوم موظفات نجني مرتبات محترمة تكفل له العيش في بحبوحة.

كنت أعلم أنه غير مسرف ومن أنه يمقت  إنفاق المال في غير محله، لكن أن تبلغ به درجة هوسه بالمال لأن يحرمنا من حقنا في الإرتباط والستر، فهذا ما لم أقتنع به بالمرة.

الرد:

من الصعب أن يكتشف الواحد منا أن من يقف حجرة عثرة في وجه سعادته من أقرب المقربين إليه، وهذا ما جعلكنّ اليوم أنت وأختيك  في حيرة ما بعدها حيرة، أدرك حجم أن ترتقي الفتاة بمستواها التعليمي وتنال الشهادة وتتبوأ أحسن الوظائف، فيبقى أجمل حلم لها أن تبلغ مصاف المتزوجات، إلا أن هذا الأمر لن يتحقق لسبب واحد هو رفض الوالد ذلك بسبب المال. والد أرى أن تصرفه يعكس أنانية كبيرة وغطرسة أكبر.

من جهة أخرى، حاولن أن تهدئن من روعكن خاصة أمام الوالدة الكريمة التي لا ناقة لها ولا جمل فيما يحصل، فإن كانت الواحدة منكن تتألم ، فللوالدة نصيب أكبر من الألم خاصة وأنها ترى أنكن تذبلن كالورد وكحلّ أخير، إذا كان والدكن ممن يتردد على المساجد، فلما لا إيكال مهمة الغوص في أغوار قلبه لأحد الأئمة حتى يبين له أن ما يريد إقترافه في حقكن حرام ومن أنه لا يجوز أن يحرمكن من الزواج .