إعــــلانات

والديه أشفقوا علينا يا إرهابيين يهديكم ربي إننا في فراش الموت

والديه أشفقوا علينا يا إرهابيين يهديكم ربي إننا في فراش الموت

بعد إختطافه من طرف الجماعة السلفية للدعوة والقتال، الأربعاء الفارط، تنقلت “النهار” في اليوم الموالي،

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}

 إلى مسقط رأس المدعو يبدري نور الدين المعروف بإسم رابح البالغ من العمر 47 سنة، والذي يملك مصنع الألمنيوم الكائن بأزغار بمنطقة بني دوالة، كانت عقارب الساعة تشير إلى حدود الثانية زوالا عندما وصلنا إلى منزله العائلي الكائن بالدشرة المعزولة آيت قاسي، التابعة لبلدية آيت خلفون بدائرة بني دوالة جنوب ولاية تيزي وزو، وأمام عتبة ذلك المنزل البسيط الموروث عن الأجداد، وبعد أن قدمنا هويتنا تحدثنا مع شقيقته في الثلاثينات من عمرها، والتي كانت تدردش مع اثنتين من جارتيها، حيث أخبرتنا أن أخوها قد تم إختطافه في مداهمة لمصنعه الكائن بأزغار، إذ تم إقتياده على مركبة سوداء اللون من نوع سامبول، التي جلبت من أحد المواطنين في حاجز مزيف نصبه أربعة إرهابيين بمنطقة ثلابوناب، قبل أن تضيف أنه لم يطرء أي جديد ونحن في حالة إنتظار كما ترين، ولما سألناها عن والديها أخبرتنا أنهما ذهبا في هذه الصبيحة إلى منزل زوجة الضحية الذي هو أب لولدين وبنت، حيث أنهم يقيمون منذ عدة سنوات بالمدينة الجديدة.

تفاصيل الإختطاف: “لقد كانوا أربعة وسألوني وين راه لمعلم

وبعد دقائق معدودة؛ أشارت المذكورة سلفا بيديها قائلة “هاهم لقد عادوا، لنلمح مركبة من نوع ماروتي بيضاء اللون، لقد عادت العائلة، وما إن نزلوا تبادلنا السلام، ودخلنا مباشرة لذلك المنزل المتواضع، وبعد أن قدمنا هويتنا مجددا كان لنا حديث معهم، حيث قال لنا إبن شقيق الضحية وهو المدعو رياض البالغ من العمر 27 سنة، الذي يشتغل بذات المصنع مصنع عمه، وراح يسرد لنا قائلا:” لقد كانت الساعة تشير إلى حدود الثامنة والنصف صباحا كنت في ساحة المصنع الذي تأسس منذ حوالي خمسة سنوات، إلا أن لمحت سيارة من نوع سامبول سوداء اللون، كان على متنها أربعة عناصر، يرتدون أزياء مدنية سراويل الجينز وبدلات رياضية، مزودين كلهم بصدريات للأمن الوطني وكلهم يحملون رشاشات الكلاشينكوف، موضحا أنهم تحدثوا معه، كونه هو من صادفوه الأول، مواصلا أن ثلاثة منهم نزلوا من المركبة والسائق بقي في مكانه تقدم منهم أحدهم وباللغة العربية التي تميل للهجة العاصمية خاطبني مباشرة: “وين راه لمعلم”، ولكوني إعتقدت أنهم مصالح الأمن، وقلت في نفسي لربما عمي إرتكب شيئا ما كمخالفة، أو تشاجر لربما أحدهم أودع شكوى ضده، توجهت مباشرة إليه في مكتبه ونزل فور ذلك ليردف أحد الإرهابيين، مخاطبا الضحية:”أرواح معانا نسحقوك”، ليتم إقتياده أمام جمع من المواطنين بكل هدوء، وتم وضعه في الوسط بالمقعد الخلفي لذات المركبة التي إنطلقت بسرعة البرق، هنا سألنا محدثنا إن كان عمه الضحية لا يملك سيارة في إشارة إلى الإستعانة بتلك المسروقة في الحاجز المزيف، ليرد إنه يملك العديد من مركبات الخدمة، لكن من الظاهر أنهم فضلوا الإستعانة بتلك المسروقة، ويواصل لقد اتصلت به هاتفيا لكن لايرد، وأحيان أجد هاتفه مغلقا، أعيد الإتصال به خاصة وأنا لدينا أعمال ومهمات، وإتصلت بمعارفي من عناصر الشرطة الذين أبرزوا لي أنه ليس هناك أي شكوى ضده، وبعدها توجهنا إلى مقر الأمن، هناك أثناء كشفنا لتلك المركبة تبينت الأمور، خاصة أن صاحب هذه الأخيرة قد أبلغ الأجهزة الأمنية بذلك الحاجز المزيف، علما أن السيارة المذكورة قد تم العثور عليها في ساعة متأخرة من نفس اليوم للعملية بمنطقة بني زمنزار”، وبشأن ما إذا كانوا تلقوا إتصالا هاتفيا من الخاطفين الإرهابيين للمطالبة بالفدية، أجابنا محدثنا قائلا: “عن أي فدية تتحدثين لم نتلق أي إتصالا لحد الساعة، وأتمنى أن يكون هناك خطأ خلل وسوء تفاهم، إذ لا ندري بمن سيتصلون”، مرجحا أن يكون ذلك إليه كونه المقرب منه في العمل، ويعد ذراعه الأيمن.

أشفقوا علينا يهديكم ربي إننا على فراش الموت

بالرغم من رفض المدعو رياض المذكور سلفا، حديثنا مع جديه أي والداي الضحية، حيث أوشك على طردنا وبدأ بالصراخ عليا، بحجة أن حالتهما الصحية لاتسمح لهما بذلك مؤكدا لنا، أن جدته قد أصابتها على التو أزمة حادة لإرتفاع نسبة السكر، نتيجة صدمة إختطاف فلذة كبدها والأمراض نخرت جسمها، حيث أنها مصابة بمرض القلب وضغط الدم، والسكري، ناهيك عن جده، إلا أنه أمام إلحاحنا الشديد تمكننا من إقناعه، قائلين له أن الأمر سيكون بين امرأتين ورجل، وليس مع صحافية وأولياء الضحية، مبرزين له أيضا أننا سنقوم فقط بمواستها، خاصة لما لمسنا إستعداد والديه بالحديث معنا، لقد كانا جالسين فوق السرير، وهما في حالة نفسية يرثى لها، ناهيك عن هيئتهما التي لا تبدوا عليها علامات الثراء، تقول تسعديت البالغة من العمر 71 سنة، والتي هي أم لخمسة بنات، وخمسة أولاد والضحية ثالثهم، والدموع تذرف من عينها، بعد تنهيدة عميقة تهز القلوب با إبنتي، لا أدري من أين سقطت علينا هذه المصيبة لكن هذا هو قضاء الله، مواصلة بذات النبرة الحزينة اليائسة منذ أن بلغني خبر إختطافه في هذه الصبيحة، كونه يقيم في المدينة وأنا في هذه الحالة، إنني أشك في أن أستطيع الصبر أطلب من هؤلاء الإرهابيين اللذين إختطفوه، أن يحنوا علي وعلى والده، أطلب منهم أن يشفقوا علينا، إننا في فراش الموت والشيء ذاته لأولاده وزوجته، لقد عدت على التو من منزلهم، وتواصل والدموع تنهمر من عيونها، لقد عدنا على التو من عند الطبيب، إننا نعيش تحت رحمة المهدئات، تصمت برهة وتضيف لا أريد… لا أريد المهدئات إنني أريد إبني أريد رؤيته الآن، أحضروه أحضروا لي الآن فلذة كبدي قبل أن أموت، حينئذ تحدث عمي موح أورابح البالغ من العمر 73 سنة، وهو والد الضحية الذي ضم صوته أو بالأحرى صرخاته لزوجته، مرددا عبارات الطاعة لك يارب الطاعة لك”، وبعدها قاطعنا رياض وعرض علينا أن يوصلنا إلى محطة النقل بوسط بني دوالة، لكن جده قاطعه قائلا له أنه يرغب في أن يوصلنا هو، لكن رياض رفض ذلك.

رابط دائم : https://nhar.tv/CyBss
إعــــلانات
إعــــلانات