والدي سيزج بي في ركب العوانس

سيدتي، أنا فتاة بائسة يائسة،فبالرغم من جمالي و تربيتي الصالحة. إلا أنني أحس بخيبة الأمل و الرجاء لا لشيء إلا لأنني أعيش تحت وطأة أب ألغى كل أحلامي و أمالي. في الزواج و تكوين أسرة.

والدي سيزج بي في ركب العوانس

أبي سيدتي ، ومن منطلق أن العجب لا يعجبه رفض و يرفض كل من يتقدم ألي خاطبا،متحججا بالكثير من الأمور التي لا يتقبلها العقل،فهذا من منطقة غير منطقتنا،و أخر لا يناسب مستوانا الاجتماعي،و فتى أمه ذات مراس صعب،و فلان لا يستحق حتى التراب الذي أمشي عليه،علما أننا من أسرة متواضعة و ليس بمقدورنا التكبر على أحد.

قد لا تصدقين سيدتي أنه و بقدر الفرحة التي تنتابني حين يدق أحدهم بابنا خاطبا،يكون القنوط و اليأس منها أضعافا بعدها،حين يغادر عريس الأحلام بيتنا بخفي حنين من دون رجعة. و لا شيء على لسان أبي الا أن المكتوب لم يكتب بعد.

والدي سيزج بي في ركب العوانس

ليس امتعاضي من صرف أبي للعرسان. اعتراضا على قضاء الله و قدره ما دام الزواج قسمة و نصيب، و إنما نبذ لعقليته المتزمتة التي ستجعلن العرسان يعزفون عن طلب القرب منه. مادام غير أبه بمستقبل بناته الذي جعله مربوطا بشروط واهية.

يحز في نفسي سيدتي. مثل هذا التصرف النابع من شخص الأجدر به أن يحرص على مستقبل بناته،و ليس أن يتمادى فني خلق الشبهات حولهن إلى جانب القيل و القال الذي لا يرحم،كما أنني أفسر في بعض الأحيان تصرفات والدي على أنها نابعة من خوفه علينا و حرصه على تأمين مستقبلنا إلى جانب رجل صالح في زمن غاب فيه الرجال،لكن إلى متى يستمر هذا الوضع؟ و هل محكوم علي الانصياع لرغبة والدي و الانتظار إلى أجل غير مسمى أجل سأكون فيه في خانة العوانس و من فاتهن قطار الزواج،فماذا أفعل ؟ و ما السبيل لأخرج من محنتي التي باتت تهدد علاقتي بأعز مخلوق لي في هذه الدنيا.

 أختكم سندس من الغرب الجزائري.                                                 

الرد:

أختاه، أصبح من الصعب جدا على الفتيات في زمننا هذا إيجاد العريس المناسب لهن. و الذي يرضي غرورهن و يكون في المستوى الذي يرقى لعائلاتهن.و لست أظن أن و الدك من النوع الذي يريد إبقائك و أخواتك إلى جانبه،بقدر ما هو يبحث عن الرجل المناسب لكن و الذي يحملكن على أكف الراحة في دنيا السعادة و الأمان.

والدي سيزج بي في ركب العوانس

لا يختلف اثنان أن العنوسة باتت كابوسا يهدد فتياتنا. نظرا لعدة مشاكل استبدت في مجتمعنا من غلاء المهور من جهة،و جشع البعض سامحهم الله و الذين يرون في الزواج صفقة. ينالون أو يحققون منها مأربهم التي تتنافى مع المبدأ الأساسي لهذا الرباط المقدس و المتعارف عليه لدى الجميع.لكن والدك أختاه أخطأ بحيث أنه لم يحدد على الأقل مواصفات العريس الذي يراه جديرا بمصاهرته،و أهلا بأن يسعد بناته الذي سيخسره حبه الكبير لهن مستقبلهن و كيانهن،لدرجة أنه جعلكن في مفترق الطرق،فلا أنتن عرفتن ما يخالج وجدانه، ولا أنتن تذوقتن طعم السعادة والهناء إلى جانب زوج محترم و بسيط.

والدي سيزج بي في ركب العوانس

و عوض التذمر أختاه أو الامتعاض، أنصحك أختاه بمفاتحة و الدك بالأمر و ضع النقاط على الحروف معه،حتى يتبين لك و أخواتك السبب الكامن و راء رفضه لكل من يتقدم  إليكن،فترتاحون و تعرفون ما لكن و ما عليكن معه و حياله من واجب الطاعة أو الرفض.ثم ليس من اللائق أن نقف حيال من ربانا و سهر على راحتنا مثل هذا الموقف المعادي،فما من بنت تقف ضد والدها مهما بلغت رغباتها و طموحاتها،حتى و لو كلفها ذلك حياتها و كل مستقبلها،فهل خلت نفسك أختاه تتزوجين من دون رضى تاجك في هذه الدنيا،أب شرفك من شرفه و لا هم له سوى أن يراك مستقرة إلى جانب من يعي قيمتك و يضمن لك السعادة الحقيقية،لأنه ما من أب على وجه الأرض يقبل على ابنته الهوان. أو الذل على يد أي رجل و لو كان هذا الرجل زوجها.

والدي سيزج بي في ركب العوانس

أنصحك في المقابل أختاه أن توكلي مسألة مصارحة أبيك بهذه المسألة لأحد من معارف العائلة. ممن لديه القدرة على فهم ما يدور ببال والدك، فقد يستطيع التأثير عليه و التغيير من حدة طبعه، كما لا يفوتني أن أنصحك بطلب المساعدة من والدتك،كونها الأقرب إليه و كونها بحنانها. و علاقتها المتينة به ستعرف منه السر الدفين. الذي أضطره إلى رفض العرسان الذين تقدموا إليكن.

من الجميل أن تكوني راضية بمسألة القسمة و النصيب، و الأجمل أيضا أن ننال رضى ذوينا في أي مسألة نقدم عليها، فلا تأخذي أختاه موقف والدك على محمل العتاب و المبالغة في تقبله ننال رضى. و أدركي أن الفرج على يديه جل و على و ما من أحد إلا و يأخذ نصيبه. فلتحمدي الله أنه حباك بأب يحرص على مستقبلك أكثر منك، و لتدعيه جل و على أن يحفظه لك و يطيل عمره.