“والفجر وليال عشر”

هي أيام عظيمة، نعمة وفضل من الله يجب أن نستغلها ونغتنم كل دقيقة فيها فقد لا ندركها مرة أخرى، أيام أقسم الله بها والله تعالى لا يقسم إلا بعظيم، هي أيام تعبد فيها موسى قال الله تعالى “وَوَاعَدْنَا موسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ” فقال جمهور المفسرين. إنها ذو القعدة بكماله وعشر من ذي الحجة، وكان ذلك بعد خلاص قوم موسى من فرعون ونجاتهم من البحر، وقد صام موسى عليه السلام هذه الأيام.

“والفجر وليال عشر”

وفي هذه الأيام أكمل الله الإسلام: حيث في هذه العشر نزل قول الله تعالى “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا” حيث نزلت في يوم عرفة في حجة الوداع من العام العاشر الهجري.

كما في هذه الأيام يأتي يوم عرفة. وصيامه يكفّر ذنوب سنة ماضية وسنة آتية، وهو يوم عتق من النار،كذلك يوم يدنو الله فيه ويوم يباهي فيه الله بعباده، لذلك استنقذ نفسك فيه، ولا تشغل طرفك بشيء عنه.

“والفجر وليال عشر”

كما في هذه الأيام يوجد يوم النحر: وهو أعظم الأيام بعد عرفة، وهو يوم الحج الأكبر، وهو يوم النحر وفيه يسن خروج الجميع إلى المصلى، ثم ذبح الأضحية بعد صلاة العيد، والأضحية ذريعة للبر والصلة، ووسيلة لتحقيق التكافل والتزاور بين المسلمين، وإطعام الطعام وإدخال السرور على الفقراء، ومواساة الجائع، واليتيم الضائع، فاحرص على هذه النوايا جميعًا وأنت تضحي أيها القارئ.