والي الجلفة يأمر بتوقيـف المتسببين في وفاة حامل وجنينها

أمر والي الجلفة، حمانة قنفاف، مديرية الصحة الولاية باتخاذ إجراءت توقيف وإحالة المتسببين في حادثة عدم التكفل بإمرأة حامل وجنينها مما أدى إلى وفاتها، على لجنة التأديب، والذهاب إلى أبعد من ذلك إذا تطلب الأمر، في إطار تحديد المسؤوليات في هذه الواقعة المؤسفة  .

وأكد المسؤول التنفيذي بالولاية بلهجة حادة، لدى تعريجه على هذه الحادثة، بأن مثل هذه الأمور، لاسيما التي تتعلق بحياة إنسان، يجب أن تتخذ فيها إجراءت حازمة وفق مجرى القانون من دون تسامح، مضيفا بالقول إن من أخطأ يتحمل نتيجة ذلك.

وسارعت مديرية الصحة، بناء على تعليمات صارمة من طرف الوالي والجهات الوصية، لفتح تحقيق واتخاذ إجراءات استعجالية وتحفظية، بداية بتوقيف المتسببين في هذه الواقعة في المستشفيات الثلاث، وذلك حسب درجات التكفل التي لم يقم بها الموظفون، إلى حين انتهاء التحقيق الطبي وكذا الجنائي. كما أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة عين وسارة في الجلفة بفتح تحقيق في حادثة الوفاة الغامضة لأم وجنينها، قبل 48 ساعة، بالمؤسسة الاستشفائية لعين وسارة، من أجل كشف ملابسات القضية ومتابعة المتسببين، بعد توجيه عائلة الفقيدة أصابع الإتهام إلى مسؤولي 3 مستشفيات في ولاية الجلفة، وتشديدهم على أنّ الوفاة كانت بسبب الإهمال الذي تعرضت له الضحية، التي تم تشريحها، يوم الخميس، بمستشفى البلدية لعدم وجود أطباء شرعيين.

وتعود حيثيات قضية وفاة المرأة الحامل وجنينها بمدينة عين وسارة إلى بحر الأسبوع الفارط، حيث لقيت حتفها هي وجنينها، إثر عدم تكفل ثلاثة مستشفيات بها التي كانت قد تنقلت إليها الضحية. ولقيت هذه الواقعة التي شغلت الرأي العام تعاطفا واسنكارا شديدين، كما أبانت   عائلة الضحية درجة من الوعي، حيث دعت إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات ومتابعة المقصرين وكذا التحقيق في القضية التي قضت بسببها ابنتهم صاحبة 23 ربيعا وجنينها، بعد أن جابت مستشفيات عين وسارة وحاسي بحبح والجلفة ليلا، بحثا عن تكفل صحي هو من حقها.

موازاة مع توقيف معظم القابلات والمسؤولين بعد رفض 3 مستشفيات استقبالها

لجنة تفتيش وزارية تحقّق في وفاة امرأة حامــــل وجنينهــــا فـــي الجلفــــة

علمت النهار من مصادر موثوقة، صبيحة أوّل أمس الخميس، أنّ لجنة تفتيش وزارية قد حلّت بولاية الجلفة، قصد التقصي في حقائق وفاة الحامل المرحومة «س.س» البالغة من عمرها 23 سنة رفقة جنينها، والتي تقطن بحي المجاهدين بمدينة عين وسارة شمال عاصمة الولاية، وذلك على خلفية الإهمال وعدم استقبالها من طرف مستشفيات كلّ من بلديات عين وسارة وحاسي بحبح والجلفة.

وكشفت مصادر النهار بأنّ اللّجنة الوزارية المشكّلة من إطارات بوزارة الصّحة التي تمّ إرسالها من طرف الوزير، بعد أن تسلم تقريرا مفصلا عن قطاع الصّحة بولاية الجلفة وظروف وفاة الحامل وجنينها، قد حقّقت مع ذوي الضحية والطاقم الطبي وإدارات المستشفيات الثلاثة.

وكشفت ذات المصادر أنه تمّ إيقاف جميع المتسبّبين من قابلات ومسؤولين بالمستشفيات الثلاثة تحفظيا، في انتظار استكمال التحقيقات. وكانت عائلة الضحية قد تلقت صدمة ليلة إعلامها بوفاة ابنتهم الحامل، قبل أن يقوم زوجها بإيداع شكوى لدى وكيل الجمهورية بعين وسارة، يتّهم من خلالها الطاقم الطبّي في المستشفيات الثلاث بالتقصير والإهمال.

وكان والي الجلفة الجديد الذي لم يمضِ على تنصيبه سوى أسبوع، قد اعترف في ندوة صحافية، بأنّ هناك مشاكل في التسيير بقطاع الصحة، مؤكّدا بأنه أعطى مهلة لمدير الصحة لتدارك النقائص، مشيرًاإلى أنه لن يتسامح مع أيّ متهاون أو مقصر، وأنّ العدالة ستأخذ مجراها حول المقصرين في صحة المريض، مضيفا أنه تمّ توقيف قابلات ومسؤولين تورطوا في هذه الفضيحة.