وفاة طفلة بسبب الجوع والبرد في خنشلة!
عائلتها مشردة واتخذت من أحد «محلات الرئيس» منزلا لها
لفظت طفلة تبلغ من العمر 13 سنة من أسرة «درناني» أنفاسها الأخيرة بمستشفى علي بوسحابة في خنشلة، ليلة أول أمس، بعد نقلها من قبل مصالح الحماية المدنية من أحد محلات الرئيس المهملة في حي طريق العزار بخنشلة، من عائلة مشردة لجأت ضمن خمس عائلات أخرى للسكن في هذه المحلات منذ أزيد من 5 سنوات.
متأثرة بوعكة صحية شديدة نتيجة الجوع والبرد الشديد، في ظل انعدام الكهرباء وأدنى مواصفات وشروط الحياة داخلها وسط أطنان النفايات وبين مختلف أنواع الحشرات، ليتم وضعها بمصلحة حفظ الجثث لذات المؤسسة على ذمة إجراء التشريح الشرعي، الذي أمر به وكيل الجمهورية لتحديد سبب الوفاة في انتظار تحديد المسؤولية للأطراف ذات الصلة.
مصالح الشرطة القضائية بالأمن الحضري الرابع صاحب الاختصاص الإقليمي، من جهتها باشرت تحقيقاتها وتحرياتها اللازمة للإحاطة بالظروف والملابسات التي رافقت هذه الحادثة الأليمة مع أفراد عائلة الضحية والجهات المسؤولة على وضعية هذه المحلات التي تحولت إلى خطر صحي وأمني وأخلاقي على السكان.
هذه المحلات التجارية، وعددها 150 محل، ظلت إلى تسجيل حالة الوفاة الأليمة للطفلة درناني، ليلة أول أمس، من دون استغلال منذ أزيد من 15 سنة، وسط أحياء طريق العزار بجوار مقر الأمن الحضري الرابع بخنشلة، تشكل خطرا على الأمن العام وعلى الصحة والآداب العامة، بعد أن تحولت إلى وكر لممارسة الرذيلة وبؤرة للمنحرفين وملاذا للعصابات ومستهلكي الخمور والمخدرات.
وسط تذمر واسع من قبل السكان، فضلا عن أفراد الأمن الحضري الرابع الذين ضاقوا ذرعا من شكاوى المواطنين وتدخلاتهم اليومية ومطالب واسعة لإزالتها وتعويض مساحتها بحديقة عمومية أو ملعب جواري أو إعادة توزيعها على الحرفيين والتجار الشباب المحرومين منها.
في الوقت الذي لجأت نحو خمس عائلات مشردة إلى استغلالها كمساكن مؤقتة لها وسط خطر محدق على حياة أفرادها من كل جانب، من دون أن تحرك السلطات المعنية أي ساكن من خلال إيجاد حل لوضعيتها بكيفية أو بأخرى.
رئيس بلدية خنشلة، كمال حشوف، أوضح لـ«النهار» في هذا الصدد، أنه قد آن الأوان وبتوجيهات صارمة من الوالي لإيجاد حل عاجل لهذه المحلات المهملة ولغيرها في باقي أحياء البلدية، بإعادة توزيعها على من يستحقها فعليا للتجارة أو لممارسة أية حرفة أو للاستثمار في أي نشاط حتى تكون موردا إضافيا لميزانية البلدية.
