وقعت في شر أعمالي بعد أن لهثت وراء أطماعي

سيدتي، أنا فتاة في الـ22 من عمري، حباني الله بجمال يسر الناظرين، فأخذني الغرور به، فهو نعمة من الله، لم أحسن شكرها فصار نقمة، بعد أن استغليته في كسر خاطر رجل أحبني بصدق، أجل سيدتي، أحبني بقلبه الكبير، بأخلاقه الرفيعة، بأصله الطيب، وبنواياه الصافية، تقدم لخطبتي ورحب به أهلي، كنت حينها طالبة جامعية، وكان هو عاملا بالجنوب يقاسي في ظروف صعبة .حتى يؤمن لي حياة كريمة.

وقعت في شر أعمالي بعد أن لهثت وراء أطماعي

لكنني لم أقدر ذلك، وسولت لي نفسي أن أخونه مرة واثنان وثلاث، حتى صادفت رجلا أغراني بماله، وصرت أقارن بينه وبين خطيبي، لكن المقارنة كانت من زاوية الماديات، فخطيبي شاب لا يزال يكافح في الحياة وضعه غير مستقر، أما هذا الرجل فلا ينقصه شيء، ليتبين لي بعد أن فسخت خطبتي أنه ينقصه أكبر شيء وأغلى شيء، ينقصه الإنسانية التي تجرد منها يوم نال مني وصرت لا شيء في نظره، يومها شعرت بالاشمئزاز من نفسي، لم يكن ندما عاديا بل سكينا ينخر كامل جسدي لأنني لهث وراء أطماعي، وجرحت قلبا كان يكافح من أجلي.

أعلم أنني دمرت نفسي، لكنني اليوم أنا أدفع الثمن، فمهما قلت لن تتصوروا حجم حزني، ولا العذاب الذي يلف عنقي، فماذا أفعل لأسترجع أنفاسي وأخرج هذا اليأس.

ليندة من الشرق

 الــــــــــــــــــــــرد:

تحية أجمل عزيزتي، وضعك حقا صعب للغاية، فلا يوجد أمرُّ من طعم الندامة، لكنها للأسف تأتي دائما في الأخير، لقد احترمت فيك كثير اعترافك بالذنب وصراحتك، ما يعني أنك اعتبرت من الماضي، والدرس صار واضح أمامك، فالركض وراء الماديات خطأ كثير ما تقع فيه الفتيات في لحظة استسلام لإغراءات بعض الشباب سامحهم الله لاستمالة قلوب الفتيات.

وقعت في شر أعمالي بعد أن لهثت وراء أطماعي

حبيبتي إن أول ما عليك فعله الآن .هو التوبة النصوح، والإصرار على عدم الوقوع في معاص أخرى، واخرجي من دائرة الحزن التي أوقعتي فيها نفسك، أعلم أن المحاولة ستكون صعبة، لكن ليس لك خيار آخر، فاليوم وقد ودعت أحلامك وشيَّعتها إلى مثواها الخير مع الرجل الذي أحبك، قدمي لنفسك العزاء وامسحي عنك دموع الحسرة، وأضيئي النور في حياتك من جديد بهمتك وعزمك. وإصرارك على التألق والنجاح تحت شعار الوفاء والإخلاص لمشاعرك.

وقعت في شر أعمالي بعد أن لهثت وراء أطماعي

وأطلقي سراح الأحزان. ولا تحكمي على قلبك بأن يعيش فيها للأبد، والتفتي لحياتك، وأعيدي النبض لأحلامك، وكفاك عقابا لذاتك فقد أخذت من الحياة علّمك قيمة الوفاء، وقيمة الحب الصادق، فلا تحملي نفسك ما لا طاقة لك به، ولتطوي صفحة  التجربتين معا ولا تقلبي في رفوفها، كما أتمنى أن يكون هذا الرد ميلادا لأحلامك. وبداية لمسيرتك التي أتمنى من المولى أن يثبت فيها خطاك يوفقك لما فيه خير لك. في دينك ودنياك.