إعــــلانات

وقفة مع النفس

وقفة مع النفس

من طبيعة الإنسان، أنه يمر في مسيرة حياته بمواقف تسبب له مشاعر مختلفة، كالحب والكراهية والحقد والتسامح والحماس والتخاذل والضعف والقوة والخيانة والإخلاص والتفكير العميق والتسرع، فتنوع هذه الصفات ناتج من تنوع ما يتعرض له الإنسان من مواقف، الناجح بكل تأكيد من يستطيع تجاوز المشاكل التي تعترضه، فهو بذلك يطمح للأفضل في حياته، فالسلبية التي تجتاح الإنسان ستؤثر وتنعكس بكل ما هو سيئ على حياته وعلى حياة محيطه. الطاقة السلبية هي المظاهر السلبية وما يرافقها من آثار نفسية واجتماعية واقتصادية وغيرها، والتي تؤثر سلبا على حياة الشخص، ولا تقف عند حدود شخص معين بل تؤثر على كافة العلاقات بينه وبين الناس، بل لها القدرة على اجتياح الأشخاص المحيطين فتصبح السلبية سمة عامة من سمات المجتمع .

 تأتي السلبية بشكل عام للأفراد في مجتمع معين عن طريق العادات السيئة والأفكار القبيحة المتوارثة عبر الأجيال، والتي لا تسمن ولا تغني من جوع، وتأتي أيضا من التدهور الاقتصادي ورداءة الأخلاق الاجتماعية، فيصبح الناس في ذلك المجتمع محبطين غير قادرين على اتخاذ القرارات في الأوقات المناسبة، لا يستطيعون رؤية واستشراف المستقبل ولا يستطيعون خلق الفرص من رحم المصاعب، خائفون، مترددون، مُسيطر عليهم، الشلل لأنه يسري في أجسادهم، هذا المجتمع هو مجتمع سهل السيطرة عليه من القوى الكبرى في العالم.

فالسلبي ليس الشخص الذي لم تعرف الابتسامة طريقا إلى وجهه، ربما يكون دائم الابتسامة ولكنه سلبي، كما أن السلبي ليس الشخص الذي يستيقظ صباحا بتثاقل وهمة منخفضة، ربما يكون من يلعب الرياضة الصباحية وينام باكرا ويأكل الأكل الصحي، أكثر سلبية ممن ينام متأخرا ومن يدمن معاقرة الكحول والسهر ليلا في الحانات والنوادي الليلية، كم أن من أهم ما يؤخذ عليهم حصرهم لنجاحات الإنسان بالنجاحات الوظيفية فقط، وهؤلاء تستخدمهم الشركات بشكل كبير في تطوير الموظفين وإيهامهم بأن العمل، هو النجاح الوحيد في الحياة، طبعا المستفيد الأول من هذا هم جناة الأموال.

وأخيرا يؤخذ عليهم عدم مراعاتهم للظروف النفسية والمواقف التي يمر بها المتدرب، فربما يكون هذا المتدرب يعاني من مشاكل نفسية مستفحلة لا يستطيع أمهر المدربين معالجته أو جعله إيجابيا.

 

@ زهير . البويرة

رابط دائم : https://nhar.tv/15D13
إعــــلانات
إعــــلانات